متى يحتاج الوطن ابناءة
بسم الله الرحمن الرحيم
متى يحتاج الوطن ابناءه
العقيد 'م'/ محمد بن فراج الشهري.
التضحية والفداء والولاء متى نحتاجها من ابناء الوطن الشرفاء؟ هذه العبارات نقرأها ونرددها ونسمعها في كثير من المواقف لكن متى نجسدها على ارض الواقع حتى تكون في موازينها الصحيحة؟ اسئلة كثيرة والجواب معروف وهو ان الوطن لا يحميه الا سواعد ابناءه الذين عمروا أرضه وولدوا وعاشوا فيه وتمتعوا بخيراته, نعم حب الوطن والذود عنه ليس بالشعارات ولا الكلمات الرنانة ولا الخطابات ولا القصائد والهتافات .. بل يجب ان نجسد حب الوطن عمليًا كما فعل أبنائنا الأشاوس على حدود المملكة وفي الداخل ضد عصبة الشر والطغيان ممن اتلفت الشياطين عقولهم ولعبت برؤوسهم حتى تشرذموا في الافاق واصبحوا يعملون للشيطان ضد وطنهم, واقرب مثال على ذلك مجموعة جنود ابليس الذين اختاروا يوم الجمعة الفضيل ورمضان الكريم وقاموا بعملهم الخسيس في شروره لقتل اخوانهم وابناء وطنهم وفي نهار رمضان, تلك جريمة بشعة لا يُقدم عليها الا من سفه نفسه واحتقرها واستسلم لشياطين الانس والجن ليدفعوا بهم ضد وطنهم والوطن منهم واشكالهم براء لانهم وصلوا الى مستوى من الخسه والحقارة والضياع حتى اصبحوا كالكلاب الضالة المسعورة لا يهتدون بهدي ولا يسمعون لعقل ولا يرتكزون على دين .. نذروا انفسهم لخدمة الشيطان الذي يسحبهم على وجوههم في كل فعل قبيح ليصل بهم الى اقصى دروب الخيانه والعبث الذي نشاهده ونسمعه هذه الايام .. اذا متى يحتاج الوطن الغالي ابناءه؟ يحتاجهم في مثل هذه الظروف فلا يمكن ان يسلم أي وطن او أي بلد من الشواذ الذين يحاولون زعزعة الامن ويكونون ادوات يحركها الاعداء للنيل من استقرار وطمأنينة البلد .. هنا يحتاج الوطن ابناءة الشرفاء الذين نهلوا من خيراته وعاشوا فوق ترابه واحتضنهم مع اهلهم وذويهم, يحتاجهم الوطن ويحتاج الى التضحيات بالغالي والرخيص يحتاج الى بذل النفس والولد وكل مانملك في سبيل الدفاع عنه وعن ترابه ومكتسباته, يحتاج الوطن منا ان نحميه بسواعدنا ولا ننتظر اخر ليحميه او يقوم على حمايته, ولابد ان نعرف ان الانتماء هو بحد ذاته قيمة وطنيه .. وأخلاقية .. واجتماعية .. تكتسب أهميتها من انها ذات دلالة سياسية وعاطفية في آن واحد .. لها صفات وخصائص تتجسد في شخصية ابن الوطن المخلص المحب لوطنه والدفاع عن الوطن ومكتسباته وهي وصية أوصانا بها اجدادنا وكرروها على مسامعنا مرات رحمهم الله وقالوا لنا: (ارضكم كعرضكم نحن حرثناها وزرعناها ورويناها بعرقنا وحميناها بدمائنا من كل عدو وطامع فيها) لذلك فمن لا يدافع عن وطنه لن يدافع عن عرضة وارضنا لا يحميها بعد الله الا من عاش فيها بسط ارضها فراشًا وسمائها لحافًا وتنفس من هوائها وشرب من مائها حلوًا زلالاً, وكما قال الاباء والاجداد وكما يقول المثل الشعبي (ماتهون العشرة الا على اولاد الحرام) لذلك فليس غريب ان يستشهد أي فرد من ابناء الوطن في الدفاع عن تراب هذا الوطن بل الغريب هو العكس .. مطلوب منا التضحية والفداء بالارواح ومانملك دفاعًا عن ترابه وأمنه, وحرمته, ومكتسباته من أي عدوان خارجي او داخلي ومطلوب الوقوف بحزم ضد كل عابث ومستهتر ومن استسلم لراية الشيطان ولعبت به الاهواء وسلم نفسه لأعداء الوطن يقودونه الى دروب الخسة والعار والرذيلة ليقترف إجرام فوق إجرام بدون وجة حق وخروجًا على كل الأعراف والقيم والشيم ناهيك عن الدين الواضح والفطرة السليمة التي اجتنبوها وانساقوا الى دروب الضياع والقتل واحتراف الإرهاب والجرائم البشعة بحق وطنهم وبحق الاسلام والمسلمين الذين يدعونه وهم اكذب خلق الله والاسلام منهم براء.. لذلك وجب علينا التضحية بكل مانملك في سبيل الحفاظ على الوطن وامنه واستقراره مهما كلف ذلك من تضحيات صغيرة او كبيرة ووطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه, حفظ الله بلادنا من شر الاشرار وكيد الكائدين انه سبحانه القادر على ذلك بحوله وقوته وهو الهادي الى سواء السبيل...
alfrrajmf@hotmail.com