×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

عفواً .. ليه ما عندنا نت زي العالم والناس ؟


عفواً .. ليه ما عندنا نت زي العالم والناس ؟


المقياس الحقيقي لجودة الخدمة أياً كانت تلك الخدمة هو مدى رضا المستفيد الأخير عنها ، وفيما يخص خدمة الانترنت نعلم جميعاً أن المواطن هو المستفيد الأخير لها ، لكن هل تجرؤ هيئة الاتصالات بسؤاله عن مدى رضاه عن هذه الخدمة ؟ لن تجرؤ .. وأتحداها .. لأنه وبكل بساطة سيقول رديئة .. بطيئة .. مملة .. بايخة .. أو أي وصف آخر من شأنه التعبير عن عدم رضاه وعن مدى البؤس الذي يشعر به حيال هذه الخدمة .

الدولة الآن في مرحلة التحول من النظم التقليدية في خدمة المواطن إلي النظم الإلكترونية ، وهذا من دون شك أمر إيجابي .. فحينما نقرأ نظام نور المعمول به في المدارس ونظام جدارة الخاص بالتوظيف وبرنامج أبشر للأحوال المدنية وحافز الخاص بمعونة الباحثين عن العمل وغيرها من الأنظمة المشابهة في شتى مؤسسات الدولة يتملكنا شعور البهجة .. لكنها بهجة منقوصة.. في حلقها ما يشبه الغصة الخانقة !! إذ أن جدية الدولة في هذا التوجه الحالم الجميل لا يؤازر بذات الجدية من قبل الشركات المزودة لخدمة الإنترنت ، الأخيرة بكل صراحة تمثل من وجهة نظري الجانب المظلم في المشهد برمته ، بل والعائق الأكبر أمام تحقق معظم أهداف وغايات مشاريع ( الحوكمة الإلكترونية ) أعلاه ، يكفينا التذكير بتلك التمديدات الأرضية الرثة التي لا زالت قابعة تحت الأرض بكل تهتكاتها ورداءتها منذ حطة يد وزارة البرق والبريد والهاتف قبل اكثر من عقدين وحتى هذه اللحظة لنستوعب وتستوعب معنا سيادة هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في أي عصر لا زالت تعيش المملكة ، وبالتحديد في المدن الطرفية والمحافظات الصغيرة التي يعد سكانها أكثر الناس حاجة للاستفادة من خدمات الإنترنت كون معظم تلك المدن بعيدة ميدانياً وجغرافياً عن الوزارات ومراكز تقديم الخدمات أصلاً .

نعم لدى معظم الجهات الحكومية بوابات إلكترونية تهدف لتسهيل الوصول لمطالبنا وتختصر علينا كل أوقاتنا ، لكن معظمنا لم يزل غير قادر لطرق تلك البوابات والاستفادة من خدماتها !! وإن حدث وتمكن أحدهم من الوصول فغالباً ما يكون ذلك بعد فوات الأوان ، فكم من شاب فاته وقت التسجيل في كليته المفضلة ، وكم من شخص ضاعت عليه فرصة الحصول على وظيفة أو تذكرة طيران أو غيرها من الخدمات المهمة بسبب سوء خدمة الإنترنت في مدينته أو بطئها أو انعدامها ؟

على كل .. أود أن أختم هذه المقالة التي بالكاد أرسلتها عبر بريدي الإلكتروني بسبب رداءة النت طبعاً .. فأنا في محافظة تنومة إحدى أكثر محافظات المملكة سوءاً في خدمات النت والجوال .. كنت أقول أني أود أن أختم الحديث هنا بسؤال أتوجه به لهيئة الاتصالات وأقول لها : ألست عين الدولة على تلك الشركات والعصا الرقابية عليها ؟؟ إذن لماذا لا تكوني عوناً لها ؟ أين دورك الفعال في تمكين المواطن من الوصول لخدمات حكومته عبر الويب ؟ لماذا لا نراكم بجانبنا أبداً ؟ إلي متى وأنتم في نظر المواطن مجرد وهم لا وجود له ؟


عبدالرحمن آل فرحان - البلاد

adalshihri@gmail.com

twitter: @ad_alshihri
 0  0  6567