×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

جرائم المخالفات المرورية!!

ابو فراج
بواسطة : ابو فراج
جرائم المخالفات المرورية

العقيد م/ محمد بن فراج الشهري

كتب كثير من النقاد وعلماء النفس والمصلحين والموجهين ورجال التربية ورجال الدين في كل المواقف وتحدثوا وأفاضوا حول عواقب المخالفات المرورية وما يتبعها من كوارث تعد جرائم من الدرجة الأولى .. أليس قطع الإشارة جريمة؟ نعم. وأكبر جريمة فالذي يقطع الإشارة يتجه متعمدًا لقتل آخرين أمامه .. كل دول العالم تعتبر قطع الإشارة من الجرائم الكبرى في الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً تسحب الرخصة ويحال للمحاكمة ويمنع من القيادة لفترة ويعاد تأهيله للقيادة, واذا كان اجنبي تكتب له سابقة وان عاد لتكرارها يُرحل من البلد وغير ذلك من الدول, و والله انه لأمر يحز في النفس ان نرى أمام أعيننا عند كل إشارة من يقطعها عامدًا متعمد سواءً من الكبار الذين يفترض أن يكونوا قدوة أو الصغار والصغير يمشي على مايشاهده من والده أو من أخوه الأكبر أو من السائق الذي يستهتر بالأنظمة وهم كثر, إذاً هنالك داء داخل المجتمع السعودي لم يتوصل له أطباء وحكماء المجتمع ولا القوانين حتى الآن. يقول لي احد الزملاء في احد المصايف الجنوبية أنني أخشى على نفسي وأهلي ان أخرج بعد صلاة العصر إذ أن المصطافون ينامون في النهار ثم ينطلقون من بعد صلاة العصر وحتى صباح اليوم الثاني وفي الشوارع صراع من اجل البقاء, ويقول أخشى على نفسي وأهلي عندما تكون الإشارة خضراء أن أصطدم بأحد قاطعي الإشارة وهو منظر نشاهده اليوم أكثر من مرة.

ماذا يعني ذلك؟ إنه يعني الاستهتار بأرواح الخلق وعدم وجود الوعي والتساهل في تطبيق الإجراءات المرورية .. وعدم التعاون بين رجال المرور والمواطنين أثناء البلاغات فنحن نبلغ عن قاطعي الإشارات وبأرقامهم ولوحاتهم ولا يتخذ بحقهم أي اجراء, وقلنا عدة مرات أن المواطن هو رجل الأمن والمرور الأول يجب على كل عاقل أن يبتعد بنفسه وأهله وأولاده عن مثل هذا السلوك المشين وينبه أولاده والسائقين لديه بالتزام الانظمة وعدم السرعة فنحن في مقدمة شعوب العالم وفيات وحوادث مرورية وكل عام تزداد وهذا يعني أن الوعي وتحمل المسؤولية والثقافة المرورية والأمنية معدومة كما هو الحال للحس الوطني واحترام القوانين والمساعدة على تنفيذها وردع المتهورين الذين يسعون في الشوارع فسادًا.

اين الوازع الديني والاخلاقي , واين الحس الوطني ,اين الإلتزام بالأنظمة ,أين الوعي بمعناه الحقيقي؟ هل هو في استعراض التفحيط في الشوارع والسرعة المهيلة أم في إحترام الوطن وقيمة وانظمته وصيانة الانفس والأرواح من العبث كما أوصانا ديننا الحنيف وشريعتنا السمحاء التي لم تترك أمراً سيئاً إلا ونبهت عنه لكي نتجنبه.

إن المضي في هذا الطريق والاستهتار يزيد من حوادث القتل العمد وإرتكاب الجرائم المرورية الكبرى التي أصبحت عادية بالنسبة لهؤلاء المستهترين .

لقد آن الاوان لأن يتعاون الآباء مع رجال الأمن في وقف هذا المد الجنوني وكذلك مطلوب من الكتاب والدعاة والخطباء تناول هذا الموضوع بشكل جدي وكذلك جميع وسائل الإعلام المقروءة والمرئية ووسائل الاتصال الحديثة بكافة أشكالها وأساليبها حتى نخرج من هذا دوامة الطرقات المظلة من قلة الوعي الذي تستمر فيه الكوارث والوفيات يوميًا دون وازع أو رادع أو تفهم ووعي من المواطنين لمثل هذه الجرائم التي إن استمرت فستأكل من بقي من شباب وابناء الوطن بشكل عام وأقسام الطواريء في المستشفيات خير دليل على ما اقول .

أما آن لهذا الليل ان ينجلي ويعود شبابنا الى رشدهم ويتخلوا عن الاستهتار بالارواح والممتلكات ويحفظون ارواحهم وارواح الاخرين.. متى .. متى .. متى .. والله الهادي الى سواء السبيل
.



بواسطة : ابو فراج
 0  0  2292