×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

ما المانع من تقسيط مخالفات المرور ؟

ما المانع من تقسيط مخالفات المرور ؟


أحياناً تردني من حين إلي حين رسالة مذيلة باسم أحد الشباب تتمحور حول رغبته الأكيدة في غسل سجله المدني من المخالفات المرورية لكنه يواجه صعوبة بالغة في السداد ، وأعني تحديداً ممن تراكمت عليه المخالفات على مدى سنوات امتدت من أيام الثانوية إلي ما بعد فترة التخرج من الجامعة ، أحدهم يقسم بالله قائلاً أن المخالفات التي أصبحت مقيدة على سجله المدني قد تجاوزت في تقديرها مبلغ الـ 25 ألف ريال في حين راتبه لا يزيد عن 6 آلاف ريال .

ما أود التأكيد عليه أن الكثيرين ممن تراكمت عليهم مثل هذه المخالفات أيام الطيش والاستهتار يريدون حقاً تصحيح الوضع ، ويرغبون فعلاً في أن تعود سجلاتهم خالية من أي قيد مالي لحساب المرور لكنهم يعجزون تماماً عن تحقيق هذه الرغبة ، فأكثرهم سئم حياة القلق جراء قيادته للسيارة وفي الجوار دورية للمرور وكأنه ذاك المجرم الهارب من قبضة العدالة ، والسبب أنه مع كل مرة يقع فيها في قبضة إحدى تلك الدوريات لا مفر من أن ينضاف لكومة المخالفات القديمة في سجله مخالفة جديدة كون السيارة التي يقودها إما ليست مقيدة باسمه أو بسبب أن استمارتها أو رخصته غير مجددة أو لأنه لم يستطع أن يحصل على رخصة قيادة بعد ، إذ أن كل تلك الخدمات مرتبطة بسجله المدني ومن المستحيل أن يتحصل على أي منها طالما كانت أكوام تلك المخالفات جاثمة على هذا السجل .

كل ما يطلبه معظم أولئك الشباب هو تمكينهم من سداد ما عليهم من مخالفات ، لا يريدون إعفاءاً أو أن يسدد عنهم أحد ، فذلك مستحيل ولن يحصل أبداً لأنهم يقرون بتلك العقوبات المالية عطفاُ على ما اقترفوه من تجاوزات ومخالفات في حينها ، إنما يطلبون فقط أن تجد المديرية العامة للمرور آلية مرنة لهم تساعدهم على سداد تلك المستحقات ، والمعنى أن معظمهم يلمح لنظام يشبه التقسيط الشهري يريحهم أثناء السداد وفي نفس الوقت لا يلغي عن كاهلهم وجوب تسديد ما عليهم من مخالفات ، وأنا هنا اسأل ما الذي يمنع المرور من تطبيق هذا الإجراء ولو لمرة واحدة فقط في تاريخ كل مخالف من باب التيسير وإعطاء الفرصة لمن لديه الرغبة الحقيقية في تعديل سلوكه ، أليس تعديل سلوك المخالف هو الهدف من معاقبته ؟ إذن ما المانع أن يكافئ كل من ثبت تعدل سلوكياته المرورية وأصبح مثالياً أثناء القيادة بأن يتاح له فرصة تقسيط ما عليه من عقوبات قديمة لمعاونته في التغلب على ماضيه ؟ حقيقة آمل أن يأخذا المرور هذه المسألة بجدية تامة وأن يتعاطوا معها بأقصى درجات الاهتمام .

عبدالرحمن آل فرحان - البلاد

adalshihri@gmail.com

twitter: @ad_alshihri
 0  0  6304