×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

رثاء الشيخ آل جبل


رثاء الشيخ آل جبل



بالأمس القريب فارقنا احد الأحبة إلى الرفيق الأعلى ، وله من الحب والاحترام والتقدير عند من يعرفه ومن لا يعرفه ما الله به عليم. رجل تتحدث عنه أعماله وأفعاله أياديه البيضاء التي مدها سراً وجهراً . انه الشيخ علي بن عبدالله بن مسفر آل جبل الاسمري.

أخلاقه وأدبه ومعرفته وحكمته وصدقه وكرمه الحاتمي تتحدث عنه. كما انه ممن له اياداً بيضاء في صنع المعروف وإصلاح ذات البين.

ولم يأل جهد في خدمة وطنه وعشائره ومعارفه في وطنه الحبيب. فقد ساهم في بناء المدارس والمساجد والمستشفيات ، وإنشاء الجمعيات وإيصال بعض الخدمات إلى القرى البعيدة. ومنها على سبيل المثال نقل المياه وإيصالها الى المنازل وحفر الآبار والاجتهاد في إيصال الخدمات مثل السفلته والكهرباء وغيرها. وبناء المنازل والعمائر بالتقسيط المريح لكثير من أفراد قبائله، ويعلم الله انني ممن شملتهم خدماته من غير منا ولا آذى، وكثيراً من معارفه ذكر ذلك لي، إنه في الواقع رجل مواقف، ويعجز لساني عن وصفه او شكره ، كما أنني لا أخبي سراً إن قلت بأن القلب يحزن والعين تدمع على صديق وأخ كبير عرفته في عز شبابه ، وأنا في حينها صبي ادرس المرحلة المتوسطة في بللسمر ، فكان ونعم الموجه ، فقد كان مثلنا الأعلى ، كنت أزور أخاه العميد مبروك آل مسفر في حينه فهو صديق حميم ويدرس كذلك معي في المرحلة المتوسطة. كان يسدي لنا النصائح ويحثنا على الجد والاجتهاد ويذكرنا بأمجاد الآباء والأجداد وانه يجب علينا ألا نرضى ألا بنيل المعالي.

بعد ذلك انقطعت عن المنطقة فترة طويلة خلال دراستي للمرحلة الثانوية والبكالوريوس في الرياض والماجستير والدكتوراه في أمريكا ، ولكن بعد العودة وزيارة منطقة بللسمر، يعلم الله انه قابلني بالترحاب وزارني في منزلي عدة مرات بهدف تقديم الواجب كما يقول رحمه الله رحمة واسعة فكان أول من عزمني في بيته وأول من أخذني في رحلة جميله إلى مناطق جميله في المنطقة لم يسبق لي أن زرتها ، فكانت من أجمل الذكريات التي لا تزال تحتفظ بها الذاكرة، وقد عرفني على بعضا من أقاربه وأصدقائه، وشرفت بالتعرف عليهم فلا تزال هناك روابط مع بعضهم إلى هذه الساعة، كما انه قدم لي خدمات شخصية وتوجيهات ودعم نفسي لا أنساه له ابداً والله على ما أقول شهيد. ولكنه ليس معي فحسب بل مع جميع معارفه كبيرا كان أم صغير واعلم بان هذا المقال المتواضع في حق هامة عالية وقمة لا ينالها ولا يصل إليها إلا القليل من الرجال، اعلم بأن الكثير ممن احتكوا به وعملوا معه وعرفوه عن قرب سيشعرون بأنني لم أفي الرجل حقه، ولكن أبو عبدالله انتقل إلى الرفيق الأعلى ولن يصله منا إلا الدعاء الصادق.

فأسأل الله أن يرحمه ويحسن مثواه وان يغفر ذنبه وان يجعل قبره روضتاً من رياض الجنة وان يبدله دارا خيراً من داره وأهلا خيراً من أهله .

كما إنني أرسل تعازيه إلى أبناءه عبدالله وحسين ومحمد وعمر وعبدالعزيز وأخواتهم وزوجات المغفور له بإذن الله، كذلك انقل تعازيه إلى إخوانه عوظه ومبروك وسعد ومسفر ومحمد وشداد وجميع أسرة آل مسفر وقبيلة آل جبل من بللسمر وإنا لله وإنا إليه راجعون.


أ.د. عوض بن خزيم ال سرور بن مارد
عضو مجلس الشورى
 0  0  6322