وش رايكم في براد شاهي تلقيمة ؟
وش رايكم في براد شاهي تلقيمة ؟
لا أذكر حقيقة أني مررت بمدينة من مدن المملكة ولم أر مجسم الدلة وملحقاتها ، هذا المجسم الذي إن نظرت يمينا رأيته .. وإن التفت شمالاً رأيته ، فأينما يممت مركبتك تجده أمامك ، بل لقد رأيت في إحدى المدن جنوب المملكة جبلاً كاملاً تم تحويره إلي مجسمات اسمنتية جلها (دلال وفناجين قهوة )، وكأنما تراثنا كله الممتد لمئات السنين قد حط رحالة عند عتبات الدلة ودلالاتها الثقافية ، طبعاً الأمر ليس محصوراً بجنوب أو شمال أو بمنطقة بعينها .. فهوس الدلة هوس جماعي على ما يبدو ،فقد أخبرني صديق لي في شمال المملكة على تويتر أنه كذلك استطاع أن يرصد بنفسه ما يزيد عن عشر مجسمات في مدينته كلها عن الدلة وملحقاتها ،
طيب لماذا ؟ أيعقل أن يكون كل هذا التكريس لقيمة الدلة في شوارعنا كله من أجل رمزية الكرم فيها ؟ أم لأن الذهنية المسؤولة عن تجميل الشوارع والميادين ( وهذا ما أميل إليه ) في معظم بلدياتنا راكدة لا تبتكر .. لا تجدد .. لا تُحسن استحداث أنماطاً جمالية أخرى غير الدلة ؟ أتعلمون ؟؟ لكثرة ما رأيت من مجسمات الدلال في شوارعنا صرت أتخيل أن المسؤول عن المجسمات في كل محافظات المملكة شخص واحد ، أمامه دلته وبين أصابعه الفنجان ، فإذا ما أتت الحاجة لعمل مجسم ما ، قام ذلك المسؤول بمز رشفة عميقة ذات إيقاع مجلجل مختومة بفرقعة ثم يقول : ( وش رايكم نسوي دلة وفنجال قهوة ) . وهكذا مع كل ميدان .. مع كل ركن .. مع كل حديقة ومدخل للمدينة .. حتى أصبحت شوارعنا وميادننا وحدائقنا ومداخل المدن لدينا كلها نسخة واحدة ،
يا أصحاب السعادة رؤساء البلديات .. الوطن مليء بالمبدعين والمبدعات في النحت والتجسيم والفنون التشكيلية ما الذي يمنعكم أن تمنحوهم حق ملء تلك الأركان والميادين بإبداعاتهم وطاقاتهم الفنية ؟ ألا ترون معي أن المبالغ التي تصرف على مجسمات باهتة ومكررة بالإمكان توجيهها لخدمة تلك المواهب الوطنية التي أكاد أجزم أنها قادرة على إحداث الفرق ً، بل والتطوير المأمول في تقنية بناء المجسمات الجمالية لأي مدينة ، على الأقل سنتخلص من هذا الاستنساخ المزعج في مجسمات المدن ، يا أصحاب السعادة .. أرحمونا من مجسم الدلة والفنجان والمبخرة تكفون ، خلاص .. عرف العالم أننا كرماء وأقسم لكم .. دعونا نخبرهم بأمر آخر .. تدرون (وش رايكم في براد شاهي تلقيمة ؟ )
طيب لماذا ؟ أيعقل أن يكون كل هذا التكريس لقيمة الدلة في شوارعنا كله من أجل رمزية الكرم فيها ؟ أم لأن الذهنية المسؤولة عن تجميل الشوارع والميادين ( وهذا ما أميل إليه ) في معظم بلدياتنا راكدة لا تبتكر .. لا تجدد .. لا تُحسن استحداث أنماطاً جمالية أخرى غير الدلة ؟ أتعلمون ؟؟ لكثرة ما رأيت من مجسمات الدلال في شوارعنا صرت أتخيل أن المسؤول عن المجسمات في كل محافظات المملكة شخص واحد ، أمامه دلته وبين أصابعه الفنجان ، فإذا ما أتت الحاجة لعمل مجسم ما ، قام ذلك المسؤول بمز رشفة عميقة ذات إيقاع مجلجل مختومة بفرقعة ثم يقول : ( وش رايكم نسوي دلة وفنجال قهوة ) . وهكذا مع كل ميدان .. مع كل ركن .. مع كل حديقة ومدخل للمدينة .. حتى أصبحت شوارعنا وميادننا وحدائقنا ومداخل المدن لدينا كلها نسخة واحدة ،
يا أصحاب السعادة رؤساء البلديات .. الوطن مليء بالمبدعين والمبدعات في النحت والتجسيم والفنون التشكيلية ما الذي يمنعكم أن تمنحوهم حق ملء تلك الأركان والميادين بإبداعاتهم وطاقاتهم الفنية ؟ ألا ترون معي أن المبالغ التي تصرف على مجسمات باهتة ومكررة بالإمكان توجيهها لخدمة تلك المواهب الوطنية التي أكاد أجزم أنها قادرة على إحداث الفرق ً، بل والتطوير المأمول في تقنية بناء المجسمات الجمالية لأي مدينة ، على الأقل سنتخلص من هذا الاستنساخ المزعج في مجسمات المدن ، يا أصحاب السعادة .. أرحمونا من مجسم الدلة والفنجان والمبخرة تكفون ، خلاص .. عرف العالم أننا كرماء وأقسم لكم .. دعونا نخبرهم بأمر آخر .. تدرون (وش رايكم في براد شاهي تلقيمة ؟ )
عبدالرحمن آل فرحان
البلاد
twitter: @ad_alshihri