رحمك الله (أبا راكان)
رحمك الله (أبا راكان)
الحمد لله مقدر الأقدار القائل في كتابه (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) .
في صبيحة يوم الخميس الموافق 24/6/1435هـ فقدنا وفقدت باللسمر ابناً من ابناءها الغالين عليها وهو اخونا الحبيب / عبدالله بن فهران بن مسفر الأسمري .. رحمه الله واسكنه فسيح جناته ، وإني أعزي إخوانه وأعمامه الكرام وأبنائه (راكان ، فيصل ، نواف ، بدور ، عهود ، بتول ، جوري) وزوجته الكريمة أم راكان ، وكافة أسرة آل مسفر في سدوان وأرحامه كما أعزي قبيلة باللسمر وكذا نفسي وكافة زملاءه ومعارفه وأصدقائه .
وبحسب السيرة الوظيفية للفقيد ـــ رحمه الله ـــ وكعادة الرجال العصاميين فقد التحق بصندوق التنمية العقاري بمدينة الرياض بعد تخرجه من الثانوية العامة على المرتبة الرابعة ، ثم واصل دراسته الجامعية عن طريق الانتساب في جامعة الملك عبدالعزيز حتى حصل على درجة البكالوريوس في الإدارة العامة عام 1403هـ ، لقد عرفت أبا ركان في رمضان عام 1405هـ حينما اتصل بي أخيه الأكبر الأستاذ / مسفر .. وكان حينئذ أميراً لمركز تنومه قبل صدور نظام المناطق ، يستشيرني في أي الجهات أنسب لانتقال أخيه / عبدالله .. بحسب المؤهل الجديد فعرضت عليه أن يأتي إلى مكتبي في الديوان العام للخدمة المدنية (وزارة الخدمة المدنية حالياً) وكنت حينها مديراً لإدارة تصنيف الوظائف ، فدخل علي (أبو راكان) رحمه الله فإذا بالرجل على قدر كبير من الإجلال والاحترام وقد أعطاه الله بسطة في الجسم وحسن في الشكل وفي أثناء اللقاء أحسست بدماثة خُلقه فعرضت عليه أن يعمل في إدارة التصنيف ، وفعلاً أنتقل بتاريخ 17/9/1405هـ على المرتبة (السابعة) ثم تدرج في المراتب والمناصب حتى وصل إلى (مساعد مدير عام فرع الوزارة بمنطقة الرياض م13) عام 1431هـ .
لقد كان ابا راكان طيلة عمله بالوزارة يعمل بكل اخلاص وتفان ليس في عمله فحسب ، بل سخر نفسه لالتماس مصالح كل ذي حاجة من مراجعي الوزارة سواءً يعرفهم أو لا يعرفهم ، وكان يتشفع ويقبل الشفاعة فيما لا يضر الأخرين أو يخالف النظام .
لقد كانت فترة عمله معي كزميل يسودها الود والاحترام كما كان مطيعاً لرؤسائه بل لم يدخل علي في يوم من الأيام وما أكثر دخوله إلى مكتبي وهو ممتعض أو متضايق من أية عمل كان يسند له ، لقد أستمرت علاقتي وصداقتي بهذا الرجل وكذا علاقة أسرتي الصغيرة بأسرته منذ أن عرفته كما حصلت بيننا عدة زيارات عائليه في فترات سابقة ، كما منيت نفسي كثيراً بأن يزورني هو وأسرته الكريمة في السنة الماضية بالأخص في منزلي الذي سكنته أخيراً بمحافظة تنومه ، ولعل من باب الصدف الغريبة أنه في يوم الأربعاء الذي توفي فيه وأنا في رحلتي إلى أبها ثم إلى تنومه من أجل ترتيب عزيمة الزملاء في وزارة الخدمة المدنية التي تمت يوم الجمعة الموافق 25/6/1435هـ لمت نفسي بأني لم أدعوه لهذه المناسبة ، لكن والله أعلم أنه حبس تلك الدعوة قرب الأجل .
أسرة الفقيد (رحمه الله) وبالأخص أم راكان وأبنائها لقد قضى الأمر واصبح/عبدالله ابن فهران بن مسفر الأسمري .. في ذمة الله ، لكن حتما لن يدخل أبا راكان في طيات النسيان ـــ بإذن الله ـــ سيذكره محبوه ، ستذكره أفعاله الطيبة ، سيذكره كرمه وتواضعه وحسن علاقته لجميع زملاءه ومن عرفه .
ابا راكان ، (لقد بكيتك يا اخي كما بكاك غيري) ولكن عندما أتذكر كثر محبيك الذين ابتهلوا إلى الله بأن يتغمدكم بواسع رحمته وأن يسكنك فسيح جناته يخف علينا مصاب فراقك ، وأخيراً أيها الأبناء (راكان ، فيصل ، نواف ، بدور ، عهود ، بتول ، جوري) ، إني أوصيكم كما يوصيكم غيري من محبي أبيكم ومحبيكم بالسير على خطى والدكم ـــ رحمه الله ـــ وما اصعب السير على خطى الكرماء لكن ليس ذلك بالمستحيل .
رحمك الله ابا راكان وانزلك جنة الفردوس نزلاً مع الأنبياء والشهداء والصالحين وحسن اؤلئك رفيقا ... وإنا لله وإنا إليه راجعون .
عبدالله بن علي بن ملفي
الرياض يوم الثلاثاء الموافق 29/6/1435هـ