×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

تجربتنا في حرية الرأي التويترية


تجربتنا في حرية الرأي التويترية



سلطان علي الشهري

نُشر لأحد كتاب الأعمدة الصحفية مقالا بعنوان "تويتر لا يصلح لنا!" ومما جاء في المقال " للأسف لا يمكن القول بأن انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وخصوصا تويتر في السعودية بمعدلات هي الأعلى في العالم يمكن أن ترفع سقف حرية الرأي وترسخ قيم احترام حق الاختلاف، فالظاهر للعيان حتى الآن أن قسما هائلا من السعوديين حولوا هذه الوسائل الحديثة إلى أسلحة لقمع بعضهم البعض وتبادل الشتائم والاتهامات المجانية...ما فات على أعضاء مجلس الشورى بأن الهجوم التويتري يأتي ضد أي كان ولأي سبب كان....باختصار تويتر وبقية وسائل التواصل الاجتماعي لا تصلح لنا فقد ابتكرتها شعوب تدرك أن الاختلاف هو سر الإبداع ومفتاح التقدم....وحين جاءت الفرصة ليتحدث الجميع بحرية لم نعرف ما نقوله لمن يختلف معنا فاتجهنا لشتمه....ما دمنا نعتقد أن أي فرد يمكن أن يشتري الحرية من محل لبيع الجوالات!"
اتفق مع كاتب المقال في نقاط واختلف معه في أخرى هي الأهم نسبة وتناسبا كما وكيفا! .. اتفق معه في إساءة استخدام حرية الرأي والتعبير لدى (بعض) المستخدمين السعوديين وكذلك عدم احترام حق الآخر في الاختلاف ولكن ليس على الإطلاق، وقبل ذلك يجب أن نتفق أولاً على معنى مفردة (حق) واتساع صلاحياتها، ثم من هو (الآخر) وماذا يؤمن به وعلى ماذا نختلف؟!.
وبكل انصاف فقد نجح الكاتب في طرح بعض الأمثلة كدليل على تشوه (زاوية) من المشهد السعودي، فبعض الأمثلة تدل على جزئيات نالها انتشار واسع رغم مساهمتها في بطء الحراك الثقافي مثل التعصب الرياضي ومالحق به من سِباب وشتائم وولاء وبراء رياضي مقيت، وأيضا تناول الكاتب بعض الأمثلة الواقعية مثل عودة الصحافة المصرية للوراء بألف عام حسب وصف الكاتب وما سينال متبني هذه الحقيقة من شتائم من "بعض المتلبرلين نصرة للسيسي!"، وضرب الكاتب أمثلة أخرى تصف زاوية المشهد بكل شفافية.
إلا أنه ومع احترامي لوجهة نظره من باب حرية الرأي واحترام حق الاختلاف لم يوفق في طرحه بشكل عام، لأنه أغفل الكثير من إيجابيات تويتر ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، ونسي بأن التجربة السعودية في حرية الرأي من خلال تويتر تعتبر حديثة الى حد ما ولم تنضج بعد، وترك الحديث عن بقية الزوايا التي تكمل المشهد السعودي، مثل حرية تبادل الأفكار والمعلومات وتوثيق الأخبار بالصور ومقاطع الفيديو، وحرية المتابعة للمثقفين وغير المثقفين المماثلين في التوجه والمخالفين، والحصول على فرص كثير لم تكن موجودة قبل توتير مثل التواصل المباشر مع المشاهير والمفكرين والأدباء وغيرهم، وطرح الرأي الشخصي في الخط الزمني وفي الهاشتاق ..الخ، وما هذه إلا بعض حسنات برامج التواصل الاجتماعي.
وحتى يكون النقد منصفا وواقعيا بعيدا عن التخرصات كان على الكاتب أن يستند إلى احصائيات ولو تجارية أو غير دقيقة مائة بالمائة، فطرحه (قد) يكون مستمد من بعض الهاشتاقات وممن يتابعهم الذين يمثلون بعض شرائح المجتمع الكثيرة، لذلك كانت النظرة قاصرة ولم تشمل الأغلبية لتحقق الواقعية والانصاف، فكانت المبالغة هي الطابع الواضح للمقال الذي لم نجد بين سطوره أية اقتراحات أو حلول!.
ذكر الكاتب أن انتشار تويتر لم يرفع سقف حرية الرأي! وهذه مغالطة أو تناقض، فحرية الرأي تحققت بمعناها الشامل وهي من أوصل البعض لاستخدام الشتائم وتراشق الاتهامات بكل (حرية)، ولكن الصحيح أن استخدام حرية الرأي كانت غير منضبطة لنعود بعد ذلك ونستفهم عن ماهية حرية الرأي وإلى أي مدى يمكن استخدامها في مجتمعنا؟ ومن باب أولى أن نستفهم عن "قيم احترام حق الاختلاف"؟!.
نكزة:
على وزن وقافية الكاتب .. هل كل اختلاف هو "سر الإبداع ومفتاح التقدم" أم أن هناك اختلافات تؤدي للفرقة والتشرذم كما في العصبية القبلية والمناطقية؟!، وهل فعلا "فات على أعضاء مجلس الشورى بأن الهجوم التويتري يأتي ضد أي كان ولأي سبب كان" أم أن المبالغة في حرية رأيه ضد حرية رأي المتوترين أوقعت الكاتب في هجوم صحفي غير محمود، كما أنه أزعج أعضاء مجلس الشورى !!.
والله أعلم
https://twitter.com/SultanShehri
 0  0  6039