×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

هذا رأيي ... وسلامتكم


هذا رأيي ... وسلامتكم



الحمد لله الذي لا يهدي لسواء السبيل غيره ، والصلاة والسلام على من كان أمره شورى مع من حوله من أصحاب العقول والأفهام ، وعلى آله وصحبه الكرام ، أما بعد :
فمنذ أن زفت ( صحيفة وموقع تُنومة ) لقرائها ومتابعيها في كل مكان نباء صدور الموافقة على ترقية مركز تُنومة إلى محافظة وعددٌ كبيرٌ من أبناء تُنومة في شُغلٍ شاغلٍ بالترتيب والتخطيط والتفكير في ما يُسمى الاحتفال بهذه المناسبة ، وكيف يكون ؟ ومتى يكون ؟ وماذا سيكون عليه واقع الحال في ذلك الاحتفال ؟ ومن سيُشارك فيه ؟ وكم تبلغ التكاليف ؟ ومن سيُشارك ؟ إلى غير ذلك من التساؤلات والاهتمامات التي أعلم أنها هامةٌ وضرورية ؛ إلاّ أنها ليست الأهم ، ولا هي بالجوانب التي تستحوذ على كل اهتماماتنا ، ومعظم أوقاتنا واجتماعاتنا ، فهي أمورٌ لا ينبغي أن نُعطيها أكبر من حجمها وقدرها .
وحتى أكون منصفًا فلا بُد من الإشارة إلى أنني قد تلقيت بعض الاتصالات الهاتفية من كل من : سعادة محافظ تُنومة الأستاذ / عبد الرحمن الهزّاني ، ورئيس مجلس الأهالي في تُنومة / علي بن سليمان ، والشيخ / علي بن ظافر بن فراج ، وكان محور الحديث في تلك الاتصالات يدور حول ما ينبغي أن يُطرح من الرؤى والأفكار والمقترحات حول كيفية الاستعداد لهذا الحفل ، ثم أسعدني جدًا حضوري لذلك اللقاء الذي أقامه رجل الأعمال / علي بن سليمان مساء يوم الثلاثاء 3 / 5 / 1435هـ ، في استراحته بالثمامة في مدينة الرياض على شرف عددٍ من مشايخ وأعيان وأبناء تُنومة ، وبحضور كوكبةٍ من مشايخ وأعيان وأهالي تنومة المقيمين في مدينة الرياض . وهو لقاءٌ كان من المفترض أن يتم خلاله استعراض ومناقشة عدد من الأفكار المقترحة لبرنامج زيارة سمو أمير منطقة عسير المرتقبة لمحافظة تنومة ، وبعضًا من فعاليات برنامج الصيف انطلاقاً من مبدأ التشاور وإبداء الرأي وتبادل وجهات النظر في هذا الشأن .
وعلى الرغم من أن الأمر كان معنيًا - كما أشرت سابقًا - بالتشاور في البرنامج المقترح وما اشتمل عليه من مقترحات ورؤى وفقراتٍ ومحتوى ؛ إلاّ أن الحضور من أبناء تُنومة في مدينة الرياض بادروا مشكورين إلى تقديم تبرعاتهم المادية التي جعلت مسار اللقاء يتحول بالكُلية من تشاور وتبادلٍ لوجهات النظر فيما ينبغي أن يكون عليه واقع البرنامج إلى ما يُشبه جمع التبرعات لتغطية تكاليف الحفل ونحو ذلك .
وعلى الرغم من محاولة بعض الإخوة الحضور لتوضيح هذا الجانب الهام في اللقاء ؛ إلاّ أن ذلك لم يتحقق ولم يكن ممكنًا في ظل طغيان ثقافة التبرع المالي الذي عانينا ونُعاني منه منذ عهد الأجداد إلى وقتنا الحاضر ، وكأن مهمتنا في مثل هذه المناسبات محصورة في توفير المال فقط ، وعدم التفكير أو التدخل في برنامج اللقاء الذي هو أهم وأبرز ما في الموضوع .
وهنا أكرر ما سبق وأن طرحته على أسماع الحضور في ذلك اللقاء حيث أشرت إلى أن ما تم أمرٌ طيبٌ ، وعلى قدرٍ كبيرٍ من الأهمية ، إلاّ أنه كان من المفترض ألاّ نستبق الأمور ، وألاّ نحصر ذلك اللقاء ونستهلكه في مجرد جمع التبرعات المالية التي وصلت إلى ( 800,000 ريال ) من أبناء تُنومة في الرياض فقط ، وهو مبلغٌ كبيرٌ وربما زاد عن الميزانية الفعلية التي يُفترض أن تُخصص لمثل هذا الحفل .
وكان حديثي يتركز على أن المهم والضروري ليس جمع المال فقط ؛ ولكنه يتمثل في أن نُحدد وأن نتفق على برنامج الزيارة التي نعلم جميعًا أنها زيارةٌ لها الكثير من الدلالات والمعاني والمؤشرات ، ولاسيما في مثل هذا الحدث الذي لا يحصل سوى مرةٍ واحدة ، فيا أيها الأحباب ، و يا أيها الأصحاب ، و يا أيها الإخوة ، و يا أيها العُقلاء ، و يا أيها الفضلاء ، و يا أيها المتطلعون إلى تُنومة المستقبل ليكن في حسبانكم أن أهم ما في هذه الزيارة المنتظرة يتمثل في أن نعرف إجابة التساؤلات التالية :
= ماذا سيُصاحب هذه الزيارة من مشاريع تطويرية ومعطياتٍ تنموية جديدة تكفل لأبناء تُنومة ارتقاء مركزهم إلى محافظة ؟
= ماذا ستحمله زيارة سمو أمير المنطقة من مشاريع مستقبلية لمحافظة تُنومة بحيث يمكن أن يضع سموه حجر الأساس لها خلال هذه الزيارة ؟
= كم إدارةٍ حكوميةٍسيتم استحداثها وتدشين عملها في تُنومة خلال هذه الزيارة ؟
= كم إدارةٍ أو مرفقٍ حكوميٍ ستتم ترقية مستوى الخدمات فيه ليُصبح في مستوى المحافظة ؟
= كم موظفًا إضافيًا ستحظى بهم المرافق والإدارات والمصالح الحكومية في تُنومة بعد أن تمت ترقيتها من مركز إلى محافظة ؟
= كم سيكون نصيب محافظة تُنومة من الميزانيات المستقبلية التي توفرها حكومتنا الرشيدة لمختلف القطاعات الحكومية ؟
= ما أبرز الحلول العاجلة لتلك المشاريع المتعثرة في مختلف القطاعات الحكومية الخدمية في تُنومة ؟
= ما أهم المشاريع التجارية والاستثمارية التي سيُشارك بها رجال الأعمال بالتعاون مع القطاعات الحكومية لتوفير المزيد من الخدمات لأهالي المحافظة ؟
= ماذا سيشتمل عليه الحفل من الفقرات ؟ وما مدى ملاءمتها للمناسبة ؟
= ما مدى ارتباط ما سيُقدّم في الحفل من فقرات بتُنومتنا الزهراء ونظرتها المستقبلية ؟
= هل سيكون ما يُقدَّم في الحفل مستمداً ومرتبطًا بواقعنا وتاريخنا وتراثنا ومُعبِّراً عن تطلعاتنا وآمالنا وطموحاتنا ؟
= هل سيكون هناك لقاء يجمع بين سمو أمير المنطقة وكوكبةٍ مختارة من أبناء المنطقة ورجالها الذين لهم رؤى تنموية وطروحاتٌ تطويرية وأفكارٌ مستقبلية لخدمة المحافظة والرُقي بها سياحيًا واقتصاديًا وثقافيًا وتنمويًا ؟
كل هذه التساؤلات وغيرها مما يدور في الأذهان الواعية يجب أن تكون مطروحةً على طاولة النقاش ، وأن تكون إجاباتها واضحة ومُحددة قدر الإمكان عند أبناء تُنومة المعنيين بالحفل ، وعند مسؤولي الإدارات الحكومية الموجودة في تُنومة على وجه الخُصوص ؛ فهم المعنيون في المقام الأول عن توافر الإجابات الشافية الوافية التي يأملها أبناء وأهالي تُنومة عن مستقبل محافظتهم، وهم الذين يُفترض فيهم أن يكونوا ملتزمين أمام سعادة محافظ تُنومة ( الرائع ) بوضع الخطط المستقبلية العاجلة ، والحرص على المتابعة والتنفيذ لما تلتزم به إداراتهم في شتى المجالات والميادين حتى يتحقق معنى الترقية من مركز إلى محافظة .
أما أن يظل إهتمامنا كما كان عليه الحال في السابق محصوراً في لبس البشوت، والتسابق على الصفوف الأولى في أماكن الاحتفالات ، والتزاحم على الصفوف الأولى في العرضات، والإكثار من إنشاد القصائد المطولات ، والإطالة في إلقاء الكلمات ، والإسراف في ذبح الذبائح وتكاليف نصب المخيمات ، وتخصيص المبالغ الطائلة في الصرف على الرقصات والأوبريتات، وطباعة وتعليق اللوحات ، ونحو ذلك من التصرفات والعادات الباليات التي عانينا منها في ما مضى من السنوات ؛ ففي تصوري أن ذلك كله لم يعد يليق بنا في هذه المرحلة التي يجب علينا جميعًا أن نتجاوز معها كل ما كان سلبيًا وتقليديًا ، وأن نحرص على الجديد والمفيد ، والنافع والمختصر ، والمأمول والمعقول ، والله الهادي إلى سواء السبيل .
أبها بتاريخ 14 جمادى الأولى 1435هـ .


بقلم الأستاذ الدكتور / صالح بن علي أبو عرَّاد
أحد أبناء تُنومة المهتمين بشؤونها منذ نعومة أظافره .
 0  0  8956