×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

متى تُستغلّ طاقات الشباب وإبداعاتهم ؟

متى تُستغلّ طاقات الشباب وإبداعاتهم ؟


بقلم / سعيد آل عباس الشهري



الحديث في شئون الشباب وهمومهم ومالهم وما عليهم يطول ويتشعّب , وكثُر التطرق اليه في شتى الوسائل من ندوات ومحاضرات وخُطب وإعلام مقروء ومسموع ومُشاهد ،يدل هذا على الاهتمام بهم باعتبارهم عِمادُ وركيزة الأمّة وعليهم تقع الآمال العريضة للنهوض بأعباء الحاضر والمستقبل وبناء الأوطان وإنماء مكتسباتها .

فإذا كان لهذه الفئة المهمة من المجتمع هذا القدر من الاهتمام لدفعه للقيام بما يُرجى له ومنه فلابد من تهيئة البيئة المناسبة التي تُعينه بعد الله على العمل والإنتاج والإبداع وحُب الارتباط بمُحيط أو دائرة المنشأة التي سيلتحقُ بها بعد التدريب العملي المكثف للمهنة التي تتناسبُ وميوله ومقدرته فنيّة كانت او مساعدة او حِرفية .

كما أنه من اهم العوامل زرع الثقة, وعدم تركه للفراغ وإضاعة الوقت حيث أن الفراغ قد تسبب في أمور يصعب علاجها واهمها ( الضّياع ) وفقدان الشخصية القوية فاصبح سريع الانقياد , ضعيف المقاومة، فيملأ فراغه بما يضر ولا ينفع كالتقليد السلبي الأعمى لأي ظاهرة غريبة كتقليعات الملابس وقصّات الشَّعَر ولبس الأساور والثياب الضيقة وتقليد اللهجات الدخيلة على مجتمعاتنا المحلية , زد على ذلك الهروب من تحمل المسئولية وعدم القدرة على مواجهة الصعاب يتخلل ذلك الهروب اللجوء للتدخين والمخدرات والانحراف والانتقام بوسائل شتى من المجتمع والاستهانة بمكتسباته كإتلاف الحدائق وتشويه المتنزهات والرسم والكتابة على الجدران والجسور والمنشآت بعبارات وأشكال مشينة بالآداب العامة غالبا ونحن لا نُعمّم بل نقول إن شريحة واسعة من شبابنا يسلكون مثل هذه السلبيات وغيرها التي لا مجال لحصرها أما لضعف الوازع الديني او الفضول واللامبالاة وسوء التربية والتوجيه .
مع تأكيدنا أن للفراغ الذي اوجده العزوف عن تحمل المسئولية والهروب الى الأسهل فإن للمجتمع دور في ذلك وكذلك الجهات الحكومية المسئولة عن التوظيف والتدريب الذي غاب عن التحفيز للإنتاج من قبل هذه الفئة وقبل هذا عدم إحاطته بالرعاية والثقة التي تسهم في إخراجه مما هو فيه وضرورة وضع الضوابط والحلول لهذه الظّاهرة التي اصبحت واقعاً مُعاشاً في صفوف شباب أمّتنا، ومن الحلول التي نراها مناسبة، هي إشغال شبابنا وجذبه عن طريق فتح مصانع صغيرة في كل محافظة ففي المناطق القابلة للزراعة تٌنشأ مصانع لتعليب الطماطم والخضروات بدلاً من تلفها أو اتلافها في احيان كثيرة أما لفائض الإنتاج أو كساده أو قلة اسعاره بحيث لا يفي بأجور التكلفة .

وفي المناطق الأخرى مثلا تُنشأ مصانع أو معامل للأحذية والملابس عموماً , وكذلك فتح باب التّجنيد الإلزاميّ لإعدادهم كجيش احتياطي مُدرب مع وضع الحوافز والمميزات التي تشجع على الجذب والتطبيق العملي وأن يتخلل هذا التجنيد التدريب الواقعي لبناء الجسور والكباري وفتح الطرقات وهندسة الآليات وصناعتها أسوة ببعض الجيوش الحديثة .
ففي ذلك ما يُسهم في بناء الأنسان والأوطان إذ لا نزال نستورد مُعظم المعلبات والملابس والأحذية وغيرها من خارج حدودنا فإلى متى ونحن نتجاهل وضع شبابنا ونتركهم فريسة للمخدرات والضياع والتهميش ونحن نملك إعدادهم لما يصرفهم عن ذلك واجدى منه فيكونوا معاول بناء لا معاول هدم واخيرا نسأل الله أن يوفق شباب أمتنا للخير والصلاح وأن يأخذ بأيديهم لخوض غمار الحياة مُحصنين بالعلم ومُحبين للعمل والإنتاج والإبداع وهو الهادي إلى سواء السبيل .
.


شاعر وكاتب
 0  0  5936