×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

المتطاولة.. والمهاترات الإعلامية

عامر الشهري
بواسطة : عامر الشهري
المتطاولة.. والمهاترات الإعلامية



برز على السطح الأيام الماضية وتناقلته وسائل الإعلام المختلفة ومن قبلها وسائل التواصل الاجتماعي، موضوع أثار ردود أفعال كثيرة، وهو لمن سمت نفسها "ناشطة سعودية" أو هكذا نُسب إليها، وهي في الواقع ناشطة حقاً فهي من تقود لواء الدفاع عن حقوق المرأة ـ كما تزعم ـ ثم كان آخر نشاطها قولها على تويتر "من أغبى الأقوال أن تربية اللحية مخالفة للمشركين، مشركو الماضي والحاضر؛ اليهود والكهنوت الشيوعيون الماركسيون بلحى، أبو جهل لحيته أطول من لحية الرسول" انتهى، نسأل الله الهداية للجميع.
نحن غير معنيين بالدخول في تفاصيل هذا الأمر وكذلك لسنا مخولين بمحاسبة من قالت هذا الكلام (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ) مع إيماننا أنه (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)، رغم الإساءة الواضحة والتطاول غير المبرر على قدوتنا ورسولنا ـ عليه الصلاة والسلام ـ فهناك جهات كان من المفترض أن تتدخل وبشكل سريع وقوي لإيقاع أشد العقوبة على هذه المتطاولة وأمثالها حتى تكون عبرة لغيرها، إلا أن الأمر الذي كنت أتمنى ألا يحدث وهو دخول بعض المشايخ والعلماء ـ غفر الله لنا ولهم ـ في نفق الردود والمهاترات الإعلامية التي بالتأكيد ستستغل ممن يريدون الإساءة لعلماء هذه البلاد سواء من العلمانيين أو الرافضة وغيرهم، وأعتقد بالفعل أن هذا ما يحدث هذه الأيام، فمن يتعمق ويدقق في الشبكة العنكبوتية يجد ما يدمي القلب، فقد تحور الموضوع إلى إساءة لبلاد الحرمين الشريفين وعلمائها ومشائخها.
كان الأولى ـ من وجهة نظري الشخصية ـ أن يوكل الأمر إلى الجهة المخولة بمثل هذا الأمر لاستدعاء "المتطاولة" والبت في الموضوع بعيدا عن الإعلام و"اللت والعجن"، على أن يصدر عن هيئة كبار العلماء رأي أو بيان بخصوص هذا الأمر، حتى يكون هناك قوة حينما يصدر عن مجموعة من هيئة كبار العلماء وليس شخص أو اثنين، وهذا ليس انتقاصا أو تقليلا من أحد بقدر ما هو حرص على عدم الانزلاق في الردود والمهاترات الإعلامية التي لا جدوى منها، والتي تضر بعلمائنا ووطننا أكثر مما تفيد.
أخيرا.. محزنٌ جدا أن يظهر بين أبناء الإسلام من يتطاول على معلم الإنسانية وقدوة البشرية محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والسلام، فماذا تركنا لأعداءنا، وبالتالي آن الأوان لوقفة صارمة مع هؤلاء سواء على مستوى الدول أو المنظمات الإسلامية، وألا يترك المجال لمن يسيئون لديننا أو ثوابتنا الإسلامية، بل يجب ردعهم بالعقاب الشرعي الصارم لهم ولمن يفكر في سلوك مثل المسلك المنحرف.



الخاتمة
قال تعالى: (وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ، لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ۚ إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ). (التوبة)




عامر الشهري
Am_alshry@hotmail.com
الرياض
بواسطة : عامر الشهري
 0  0  6815