×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

مزّقوا هذا الكلام!!


مزّقوا هذا الكلام!!


ناصر الشهري
ليست القضية أن تكتب .. ولكن عن ماذا تكتب. وكيف تكتب ولمن تكتب وما هو المردود لصدى ما تكتب؟ أسئلة بحجم مسافات القضايا المتأصلة وعصيان الحلول .. يقابلها حجم نقاط العبور من أجل الوصول .. وانكسارات الركض خلف صناعة الكلمة في ميادين مليئة بالنفاق وتقديم الذات المريضة بالوهم . وأخرى تمطر الميدان شعراً يمتدح بعض عناصر عشعش تحت إداراتها الفساد. لتعكس القصيدة أهازيجا لأبطال «من ورق». ورق كان يجب أن يذهب إلى أماكنه الطبيعية . بعيداً عن أولئك البعض الذين يبدوا أنهم عكسوا الشعار بتخريجة تقول : وطن لا نفسد فيه لا نستحق العمل فيه!! هنا يتحول المشهد في سجال طويل وعريض يلفه الغموض .. وتتوه أمامه محاور الحلول .. ويبقى الطرح في حلقات من المد والجزر وتتزاحم الأسئلة : لماذا ومن المسؤول وإلى أين؟ .. ومتى تتوقف الممارسة وسط زحمة مقابلة من الأرقام المالية في بيانها السنوي . لكنها أسئلة ما تلبث أن تتبخر عندما تكون الإجابة «مسطحة» في جملة تقول : إن تلك مسؤولية المواطن !! وهي جملة مرتدة وفضفاضة لا تعطي أكثر من الهروب إلى الخلف أمام الواقع المؤلم. وبالتالي تبدو قضية الفساد هي الأكثر طرحاً وهي الأكثر هماً لطموحات التنمية. ومن ثم اعترف أنني لم أكن أريد تناول هذا الموضوع في بداية النص وذلك لكونه أخذ الأصوات المرتفعة ما أوصلها إلى حد «بحة» الحناجر .. دون أن نرى أو نسمع قرارات تؤكد النزاهة .. وهي نزاهة تشكو «تطنيش» المسؤولين لاستفساراتها . وكان هذا البوح هو أكبر إنجاز لمرفق بدأ وكأنه يريد التحلل من حجم الإدانة في قضية توزعت ذممها في أدراج الفساد. قلت إنني لم أكن أريد الحديث عن هذا الجانب غير أن طرحي للأسئلة قادني تلقائياً إلى الكلام الذي يجعلني أتخلص من متاعب اختيار موضوع أكثر حيوية وحداثة وحضوراً يحتاج إلى جهد في استدعاء الفكرة وتفاصيل طرحها .. لأجد في الوقت ذاته أن قضية الفساد قد اصبحت أسهل ما يمكن التطرق إليه . وأقل ما يمكن أن يتم احتسابه كلاماً في الهواء . لأكون أول من يقذف به إلى «النفاية» جانباً بعد قراءته قبلكم!! على أنني أعدكم عدم التطرق لهذا الموضوع مرة أخرى ... وهذا «عقالي» عندكم معشر الكتاب أن «تفكونا» من «الطقطقة» على الفساد .. ولكم عندي ذبيحة حاشي .. لم يتأهل بعد إلى أم رقيبة!!


البلاد


 0  0  2392