أمن الطفل النفسي (2-2)
بقلم الأستاذ/ علي هشبول
هذا وقد وظف الإسلام كثيراً من الأساليب الفكرية لتحقيق طمأنينة الفرد مع تعديل سلوكه بقناعة ذاتية واستبصار وفق أساليب محفزة على ذلك أُعرّج هنا على بعضها .فهناك القَصص القرآني المليء بالعبر والأهداف التربوية ،وهذا الأسلوب من أقوى الأساليب الجاذبة لانتباه الأطفال،وإثارة دوافعهم نحو التعلم.
وكذا أسلوب الحوار الهادئ المبني على الأسئلة وإثارة الانتباه المنمي لمدارك الطفل وحب الاكتشاف لديه والمشبع لميوله ،وتنظيم تفكيره ،وتعويده احترام الآخرين.
وهناك الخطاب المباشر المناسب للأطفال في حال حدوث السلوك غير المرغوب فيه إذ يكون أبلغ تأثيراً في نفس الطفل ،فكان الرسول عليه الصلاة والسلام يخاطب الطفل مباشرةً في كثير من المواضع ،فقد قال للغلام الذي طاشت يده في الصحفة((يا غلام سَمِّ الله ،وكل بيمينك ،وكل مما يليك)) .رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم لابن عباس ((يا غلام إني أعلمك كلمات :احفظ الله يحفظك..)) الحديث. رواه الترمذي .
وهناك تعديل السلوك بالسلوك الأمثل (أنموذج القدوة)وهو من أقوى العوامل المؤثرة في التنشئة ،فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يباشر بنفسه تعديل السلوك غير المرغوب بتطبيق السلوك المرغوب بطريقة عملية مباشرة مع الأطفال وغير الأطفال في بعض المواقف ،فقد قال صلى الله عيه وسلم ((صلوا كما رأيتموني أصلي ))رواه البخاري،وقد رأى غلاماً يسلخ شاةً بطريقة غير صحيحة فقام بسلخها بالطريقة السليمة تعليماً وقدوةً .وبذلك فلا ريب أن العملية التربوية في الإسلام ترمي إلى بناء شخصية الطفل بناءً متكاملاً متوازناً متمتعاً بمناعة ذاتية تحرص على النمو السليم وترعاه وتغرس القيم والسلوك السوي والمعتقدات الصائبة بطرق بناءة تقوم على الرفق بل وتكافئ عليه مكافأةً مجزية ،فالمربي هنا لا يكسب صلاح ذريته فحسب ،بل يمارس عبادةً يؤجر عليها بعطاءٍ قد يكون الجنة ذاتها ،فعن جابر رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ((من كان له ثلاث بنات يُؤويهن ويكفيهن ويرحمهن فقد وجبت له الجنة البتة ،فقال رجل من بعض القوم :وثنتين يا رسول الله قال :وثنتين)) رواه البخاري.
وفي هذا السياق يقول صلى الله علية وسلم( إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله) .رواه البخاري ،وقال( إن الله رفيق يحب الرفـــــــــق ويعطي على الرفق ما لا يٌعطي على العنف ،وما لا يعطي على ما سواه)رواه مسلم. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يختصر الصلاة عند بكاء الأطفال في المسجد ،وقد أمر بالتخفيف رحمةً بالصغار .وكان عليه الصلاة والسلام رفيقاً بذوي الاحتياجات الخاصة ،حيث يقدمهم على من سواهم ،وقد قابل يوماً أحدَ كفيفي البصر فأظْهر الاهتمام والبشاشة وبسط له الفراش.
ولا يخفى على المهتمين بالتنمية البشرية ما لِلغةِ الجسد من تأثير إيجابي خلاق في مشاعر الطفل ،كالنظرة الحنونة ،والسكتة المعبرة ،وإشارات التّقَبل الداعمة ،والإيماءات المشجعة ،وربت الكتف بخفة ،والمِسح الرقيق بشعر الرأس ،والمصافحة الدافئة ،كل ذلك لغة رائعة ورسائل وجدانية وتواصل فكري قوي مع الطفل قد يفوق لغة الكلام.
وفي هذا الصدد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُقَبّل الأطفال ويداعبهم ويتحدث إليهم ويربت على أكتافهم ويمسح خدودهم ورؤوسهم ،وكانوا يقعون على ظهره وصدره فيُقَبلهم ويلتزمهم.
وفيما قال عليه الصلاة والسلام في الحب والرعاية (( فاطمة بضعة مني ، يؤذيني ما آذاها)) رواه البخاري ومسلم. وكان يرفع أُمامةَ بنت ابنته زينب إذا رفع من السجود في الصلاة ،ويضعها عندما يسجد ، وكان صلى الله عليه وسلم يطيل السجود في الصلاة عندما يمتطي الحسن والحسين رضي الله عنهما ظهره وعُنُقه ،وكان لا يرفع إلا رفعاً رقيقا خشية أن يصابا بأذى،ولكي يُشبِع حاجتهما إلى الارتقاء. وكان يرعاهما ويلاحظهما ويتدخل عند الأزمات ،ففيما رواه الترمذي وأبو داوود والنسائي أن الرسول صلى الله وسلم كان يخطب في المسجد فجاء الحسن والحسين يمشيان ويعثران ،فنزل عليه الصلاة والسلام من على المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه.
إنها رحمة رسول الله عليه الصلاة والسلام ،وهو القلب المعمور بحب الله تعالى ،جعلته يقطع حديثه الداعي إلى الله من على منبر في بيت الله ليرفع طفلين متعثرين .فأي اهتمام هذا ؟وأي حب هذا ؟وأي أًمْن هذا ؟وأي شأن للطفل في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟بل وأي رحمة إلهية هي بهذا المخلوق الصغير؟! فلا عَجَبَ وقد قال الله تعالى لنبيه محمد(( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)) الأنبياء 107. فصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكذا أسلوب الحوار الهادئ المبني على الأسئلة وإثارة الانتباه المنمي لمدارك الطفل وحب الاكتشاف لديه والمشبع لميوله ،وتنظيم تفكيره ،وتعويده احترام الآخرين.
وهناك الخطاب المباشر المناسب للأطفال في حال حدوث السلوك غير المرغوب فيه إذ يكون أبلغ تأثيراً في نفس الطفل ،فكان الرسول عليه الصلاة والسلام يخاطب الطفل مباشرةً في كثير من المواضع ،فقد قال للغلام الذي طاشت يده في الصحفة((يا غلام سَمِّ الله ،وكل بيمينك ،وكل مما يليك)) .رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم لابن عباس ((يا غلام إني أعلمك كلمات :احفظ الله يحفظك..)) الحديث. رواه الترمذي .
وهناك تعديل السلوك بالسلوك الأمثل (أنموذج القدوة)وهو من أقوى العوامل المؤثرة في التنشئة ،فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يباشر بنفسه تعديل السلوك غير المرغوب بتطبيق السلوك المرغوب بطريقة عملية مباشرة مع الأطفال وغير الأطفال في بعض المواقف ،فقد قال صلى الله عيه وسلم ((صلوا كما رأيتموني أصلي ))رواه البخاري،وقد رأى غلاماً يسلخ شاةً بطريقة غير صحيحة فقام بسلخها بالطريقة السليمة تعليماً وقدوةً .وبذلك فلا ريب أن العملية التربوية في الإسلام ترمي إلى بناء شخصية الطفل بناءً متكاملاً متوازناً متمتعاً بمناعة ذاتية تحرص على النمو السليم وترعاه وتغرس القيم والسلوك السوي والمعتقدات الصائبة بطرق بناءة تقوم على الرفق بل وتكافئ عليه مكافأةً مجزية ،فالمربي هنا لا يكسب صلاح ذريته فحسب ،بل يمارس عبادةً يؤجر عليها بعطاءٍ قد يكون الجنة ذاتها ،فعن جابر رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ((من كان له ثلاث بنات يُؤويهن ويكفيهن ويرحمهن فقد وجبت له الجنة البتة ،فقال رجل من بعض القوم :وثنتين يا رسول الله قال :وثنتين)) رواه البخاري.
وفي هذا السياق يقول صلى الله علية وسلم( إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله) .رواه البخاري ،وقال( إن الله رفيق يحب الرفـــــــــق ويعطي على الرفق ما لا يٌعطي على العنف ،وما لا يعطي على ما سواه)رواه مسلم. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يختصر الصلاة عند بكاء الأطفال في المسجد ،وقد أمر بالتخفيف رحمةً بالصغار .وكان عليه الصلاة والسلام رفيقاً بذوي الاحتياجات الخاصة ،حيث يقدمهم على من سواهم ،وقد قابل يوماً أحدَ كفيفي البصر فأظْهر الاهتمام والبشاشة وبسط له الفراش.
ولا يخفى على المهتمين بالتنمية البشرية ما لِلغةِ الجسد من تأثير إيجابي خلاق في مشاعر الطفل ،كالنظرة الحنونة ،والسكتة المعبرة ،وإشارات التّقَبل الداعمة ،والإيماءات المشجعة ،وربت الكتف بخفة ،والمِسح الرقيق بشعر الرأس ،والمصافحة الدافئة ،كل ذلك لغة رائعة ورسائل وجدانية وتواصل فكري قوي مع الطفل قد يفوق لغة الكلام.
وفي هذا الصدد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُقَبّل الأطفال ويداعبهم ويتحدث إليهم ويربت على أكتافهم ويمسح خدودهم ورؤوسهم ،وكانوا يقعون على ظهره وصدره فيُقَبلهم ويلتزمهم.
وفيما قال عليه الصلاة والسلام في الحب والرعاية (( فاطمة بضعة مني ، يؤذيني ما آذاها)) رواه البخاري ومسلم. وكان يرفع أُمامةَ بنت ابنته زينب إذا رفع من السجود في الصلاة ،ويضعها عندما يسجد ، وكان صلى الله عليه وسلم يطيل السجود في الصلاة عندما يمتطي الحسن والحسين رضي الله عنهما ظهره وعُنُقه ،وكان لا يرفع إلا رفعاً رقيقا خشية أن يصابا بأذى،ولكي يُشبِع حاجتهما إلى الارتقاء. وكان يرعاهما ويلاحظهما ويتدخل عند الأزمات ،ففيما رواه الترمذي وأبو داوود والنسائي أن الرسول صلى الله وسلم كان يخطب في المسجد فجاء الحسن والحسين يمشيان ويعثران ،فنزل عليه الصلاة والسلام من على المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه.
إنها رحمة رسول الله عليه الصلاة والسلام ،وهو القلب المعمور بحب الله تعالى ،جعلته يقطع حديثه الداعي إلى الله من على منبر في بيت الله ليرفع طفلين متعثرين .فأي اهتمام هذا ؟وأي حب هذا ؟وأي أًمْن هذا ؟وأي شأن للطفل في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟بل وأي رحمة إلهية هي بهذا المخلوق الصغير؟! فلا عَجَبَ وقد قال الله تعالى لنبيه محمد(( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)) الأنبياء 107. فصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.