الحرس الوطني ولاء وفداء
بسم الله الرحمن الرحيم
(الحرس الوطني ولاء وفداء)
العقيد م/ محمد بن فراج الشهري
لا شك ان قطرات من الجهد والعرق في وقت السلم تمنع نزيف قطرات الدماء اثناء المعارك وهذه اهم ركائز التدريب العسكري في وقت السلم اذ ان التدريب الجيد المتقن يمنع حدوث كوارث اثناء تنفيذ العمليات الحربية الحقيقية وهو ماتسعى له الجيوش الحديثة وان كانت التقنية العسكرية الحديثة قد قللت من الجهود الميدانية التعبوية في الآونة الاخيرة الا انه لا غنى لأي جيش في العالم مهما كانت قدراته واستعداداته عن التدريب التعبوي الميداني والحرس الوطني السعودي سعى إلى هذا الهدف بكل اقتدار منذ بداية اتفاقية تطوير وحداته التي وقعت قبل سنوات إلا أن المناورات التعبوية السنوية قلت في السنوات الماضية مما أصاب بعض الوحدات بالخمول والكسل ثم عادت واستعادت حيويتها وبشكل متجدد منذ عام 1433هـ وبشكل مغاير عما سبق وهي وان كانت بطيئة إلى حد ما إلا انها توالت بشكل مدروس ومخطط له بعناية فالحرس الوطني احدث نقلة نوعية في تشكيلاته ووحداته وتحقق للحرس الوطني في عهد الملك الصالح عبدالله بن عبدالعزيز ازدهار على كافة الأصعدة سواء العسكرية او المدنية فوجود الاسلحة الحديثة والمدرعات والناقلات ودخول الطائرات العمودية واعتماد كلية القيادة و الاركان والدفاع الجوي واضافة العديد من التشكيلات الجديدة قد جعل الحرس الوطني يبدو في أوج استعداده المهاري والعسكري إذا أضفنا إلى ذلك القوة البشرية المدربة في مدارس الحرس الوطني المختلفة ومراكز التدريب وكذلك كلية الملك خالد العسكرية التي تمد الحرس الوطني بدفعات سنوية من الضباط المؤهلين, وكذلك مدارس اللغة الانجليزية والفرنسية التي تقوم بتأهيل الضباط والكوادر العسكرية لتلقي معلومات تتعلق بحالة التدريب ونوعية الأسلحة والمعدات وكيفية التعامل معها .. كذلك البعثات العسكرية المستمرة إلى مراكز التدريب الكبرى وكليات القيادة و الأركان وكليات الحرب العليا في أمريكا وبريطانيا وفرنسا كل ذلك يصب في مجرى التدريب العسكري الذي بدونه لا يمكن أن يكون هنالك نجاح لأي قوه أو لأي جيش .. والحرس الوطني السعودي بقيادة العسكري الذي ترجل عن صهوة العسكرية وامتطى زمام الإدارة الشاملة في الحرس الوطني صاحب السمو الملكي الامير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز يتمتع الحرس الوطني اليوم بمستوى راقي من التجهيزات والتشكيلات الميدانية التي بلا شك ستكون درعًا من دروع هذا الوطن الحصينة إلى جانب قواتنا المسلحة وقوات الأمن وحرس الحدود إذ ان الحرس الوطني رافدًا مهماً لكل هذه القوات وهو لكل الوطن يذود عن أمنه ويحمي ترابه .. ولا شك ان مناورة او تمرين (ولاء وفداء) الذي شاهدناه جميعًا سواءً من الميدان او من خلال النقل التلفزيوني كان اكبر برهان على ما وصل اليه الحرس الوطني من تأهيل شامل لكافة صنوف الأسلحة والوحدات ووحداته المتنوعة واعتماده التعبئة الحديثة ونشرها ي تشكيلاته الميدانية بما يدعوا للفخر والاعتزاز بهذا المستوى المشرف الذي شاهدناه في تمرين (ولاء وفداء), ولا شك ان لدى الحرس الوطني كوكبة من الضباط ابناء هذا الوطن الذين يملكون فكرًا عسكريًا تعبويًا فريد ولديهم مواهب كبيرة جداً في مجال الخطط والعمليات, ضباط مهرة يتمتعون بذكاء فطري عالي المستوى اعرفهم جيداً كما اعرف أولادي .. هؤلاء الضباط اثبتوا قدراتهم سواءً على الصعيد المحلي او على مستوى التدريب الخارجي والابتعاث فقد حققوا نتائج مبهرة وملفته في كليات القيادة والأركان وكليات الحرب العليا .. كذلك جندي الحرس الوطني لا تنقصه الشجاعة ولا الإقدام ولديه الحس والذكاء الفطري الذي جعله يتقبل كل جديد في مجال التدريب والتقنيات الحديثة بكل سهولة بعد ان توفرت لهم جميع وسائل التدريب الحديث وكذلك أساليبه وطرقه .. لاشك ان الحرس الوطني من خلال مناورة (ولاء وفداء) اظهر الصورة المشرفة للمقاتل السعودي ابن الوطن وظهرت بصمات التطوير والتحديث التي طرأت على اجهزته فزادته هيبة وكان في المستوى المأمول وهذا مانتمناه فالحرس الوطني سندًا ودرعًا لكافة افرع القوات المسلحة في كل وقت وتحت كل ظروف, وحق لنا جميعًا ان نفخر بما وصل اليه ونطالب بالمزيد من التطوير والتحديث وبناء الإنسان بطرق معرفية تتجاوب مع مانراه من تقنيات حديثة حتى نواكب الأمم المتقدمة في المجال العسكري وحتى نكون في الموعد في أي وقت وزمان وكلنا ولاء وفداء لله ثم للمليك والوطن...
كاتب وإعلامي
alfrrajmf@hotmail.com
alfrrajmf@hotmail.com