×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

هل للاستخدام المفرط للهاتف المحمول علاقة بسرطان الدماغ؟ 2-2

أتثبت الدراسات الحديثة أن نسبة الإصابة بأورام في عصب السمع لدى المفرطين في استخدام الهاتف المحمول ضعف نسبة من لا يستخدمون الهواتف المحمولة. كما أثبتت الدراسات أن نسبة إصابة الأطفال تزيد بمقدار خمس مرات على غيرهم، لأن الإشعاعات الصادرة عن الهاتف المحمول تدخل في عمق أكثر في دماغ الطفل الذي لا يتجاوز عمره خمس سنوات.
هل نستطيع الجزم بخطورة الهاتف الجوال؟
في مقال سابق بعنوان - الهاتف المحمول وعلاقته بسرطان المخ وسرطان الدم (اللوكيميا) تطرقنا إلى أن الأشعة الصادرة عن الهاتف المحمول قد يكون لها مخاطر صحية، وخصوصاً عند تعرض الأذن لفترات طويلة للأشعة . استعرضنا بعض التحذيرات وقدمنا نصائح خاصة باستعمال الهاتف المحمول. كذلك عرضنا بعض الدراسات التي تحاول أن تثبت أن هناك علاقة بين سرطان الدماغ وأشعة المحمول.
اتصل بعض المختصين من مهندسين وأطباء، منهم من أيد ومنهم من عارض بشده. وأنا بدوري لا أستطيع أن أجزم قطعاً بأنّ الهواتف المحمولة خطرة ولكن - بالتأكيد لا أستطيع أن أقول إنّها آمنة.
الحجة القوية لدى المؤيدين
استشهد المؤيدون بالدراسة التي حدثت في الكونجرس الأمريكي حول العلاقة المحتملة للهاتف المحمول بسرطان الدماغ. فقد أدلى عدد من العلماء بشهاداتهم أمام الكونجرس أمام أعضاء لجنة السياسة الداخلية في مجلس النواب الأمريكي - حول احتمال أن يكون للهاتف المحمول دور في الإصابة بسرطان الدماغ. وذكروا أن الدراسات الحديثة أثبتت أنّ الاستخدام المفرط وطويل الأجل للهاتف المحمول يمكن أن يكون على علاقة بسرطان الدماغ. ومن هؤلاء العلماء: رونالد هربرمان مدير جامعة بيتسبورغ لأبحاث السرطان، ومدير معد الصحة والبيئة في جامعة ألبانيا ديفيد كاربنتر. وهما عالمان وباحثان متخصصان ولهما باع كبير في مجال الأبحاث الخاصة بالهواتف المحمولة والإشعاعات الصادرة عنها وعلاقتها بالبيئة وأمراض السرطان. وقد استعرضا العالمان دراسة قام بها أحد العلماء المشهورين واسمه لينارت هاردل من جامعة أوربيرو السويدية، كما خلصت النتائج التي قُدِمت إلى مجلس النواب إلى أنّ احتمال إصابة الأشخاص الذين يستخدمون الهواتف المحمولة بسرطان الدماغ هي ضعف نسبة الآخرين. وتقول الدراسة إنّ نسبة الإصابة بأورام في عصب السمع لدى هذه الفئة تعدّ مرتفعة مقارنة بمن لا يستخدمون الهواتف المحمولة. أما بالنسبة للأشخاص الذين تقلّ أعمارهم عن 20 عاما، فقد أوضح العلماء في الدراسات التي عرضت على الكونجرس أنهم معرّضون أكثر من غيرهم بهذه الأخطار بمقدار خمس مرات.
وقال هربرمان وكاربنتر إنّ تهديد الإصابة بسرطان الدماغ لدى الأطفال تبدو أكبر من البالغين، عارضين مثالا يظهر أنّ الإشعاعات الصادرة عن الهاتف المحمول تدخل في عمق أكثر في دماغ الطفل الذي لا يتجاوز عمره خمس سنوات. كما أن هناك بعض الدراسات التي خلصت إلى تزايد في احتمال ظهور أورام في جهة الرأس التي يتمّ وضع جهاز الهاتف المحمول عليها. كما أن العالمين ذكر أن للجوال آثارا بيولوجية على الخلايا. ذكر كاربنتر أن عدة تجارب أظهرت أنّ الطاقة تتسبب في "تأثيرات بيولوجية" دون إصابة الخلية.
كذلك احتج المؤيدون بشهادة - إلين ماركس -، التي تثبت أنه عندما تتعرض الأذن لفترات طويلة لأشعة الجوال، فقد تكون السبب في إصابة زوجها بسرطان في رأسه وفي نفس الجهة التي اعتاد أن يضع عليها الهاتف المحمول لمدة 30 ساعة كلّ شهر.
حجة المعارضين لخطر المحمول
يحتج المعارضون لخطر الهاتف المحمول بعدة أسباب ومنها:
أن مدير برنامج الوقاية من الأوبئة في معهد السرطان الأمريكي، روبرت هوفر - الذي قدم الدراسة أمام مجلس النواب - نوّه إلى أنّ الدراسة ما زالت تحتاج إلى المزيد حتى تتخذ طابع الفاعلية والدقة العلمية الكاملة. كما استشهدوا ببعض الدراسات الدولية التي يطلق عليها إنترفون - المتعلقة بتهديد الإصابة بسرطان عبر استخدام الهواتف المحمولة، لم تخلص إلى نتائج دقيقة تثبت الزيادة في الإصابات بالسرطان طيلة عشر سنوات. كما استشهدوا بكلام هوفر نفسه الذي ذكر أن حوادث سرطان الدماغ لدى الأطفال لم تتزايد بصورة واضحة بين 1980 و2005. كما استشهد المعارضون لخطر الجوال على صحتنا إلى موقف الجمعية الدولية للاتصالات اللاسلكية التي رفضت الدعوة للإدلاء بشهادتها في الكونجرس. كما أن مديرها العام ستيف لارجان أصدر بيانا قال فيه إنّ المعطيات العلمية المتوافرة تظهر أنه لا داعي للمخاوف من الأشعة الصادرة عن الجوال. كما أنه لم يكن راضياً عن الدعم الذي قدمته الحكومة الأمريكية لتمويل دراسات خاصة باستخدام الهاتف المحمول وعلاقته بالسرطان.
كذلك يذكر المعارضون أن لجنة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية سبق وأن حدّدت نسبة انبعاث طاقة الذبذبة الإذاعية للهاتف المحمول بنسبة 1.6 واط لكل كلج، وتمّ قياسها على أساس جرام واحد من الخلية. وهذا لن يؤثر في الصحة حسب اعتقادهم -. ولكن هناك اعتقادات أن الخلية قد تصاب بتأثيرات بيولوجية.
وبعد هذا العرض البسيط لحجة المؤيدين والمعارضين يجب أن يكون للكاتب موقف محدد. أعتقد أن كل شيء نستخدمه له جوانب إيجابية وأخرى سلبية. والإفراط في التعرض لأشعة الشمس، أو الأكل الكثير، حتى النوم الطويل، قد يكون لها جوانب سلبية على صحة الإنسان. من واقع تجربة أستطيع أن أقولها وبكل جزم وتأكيد أن الإفراط في استخدام الجوال الذي صمم أصلاً للطوارئ، له بالغ الأثر في صحتنا وجيوبنا. وقد أنسى بعض الآثار في الأذن اليمنى لأنني لا أستخدم الجوال إلا في تلك الجهة. إضافة إلى أن طبيعة العمل في السنوات السابقة يحتاج مني إلى استخدام الجوال لفترات طويلة، ولأني أشعر بثقل وطنين في الأذن، قد لا يكون بسبب الإشعاعات بقدر ما هو بسبب حرارة البطارية، أو نوعية الجهاز المستخدم، أو بسبب الطاقة المتراكمة مع كثرة الاستخدام. ومن ثم فإنه يجب على الجهات المعنية تمويل بحوث ودراسات ميدانية لكي نثبت أو ننفي علاقة أشعة الجوال بأمراض السرطان.
 0  0  3105