الجنون المجاني
الجنون المجاني
عمار بن علي الوليدي
الحضن المجاني ظاهرة عالمية شبابية بالطراز الأول , أصل الفكرة أن يحمل الشخص لافتة مكتوب عليها باللغة الإنجليزية (free hug), ثم يأتي الطرف الآخر والذي غالباً لا يعرفه من قبل ليحتضن صاحب اللافتة , ويمضي كلاهما في حال سبيله مع ضحكات شقية , باعتباره موقف عابر بصبغة التمرد على السائد برمته , ومخالفة للمألوف دون أي دخول في حسابات المتأولين .
وباعتبار هذه الظاهرة موقف ترفيهي بالمقام الأول فقد شارك كثير من كبار السن والشيوخ في الدول الغربية في هذه الظاهرة , وارتموا في الأحضان الدفئة .
هنا في العالم العربي وفي وطننا ظهرت هذه الحركة ودعي إليها بعض الشباب تماشياً مع العالم , المختلف هنا وهناك بأنها قامت المعارك هنا وتم تفسيرها , والغوص فيها حتى وصل الأمر إلى القبض على شاب وهو يمارس الحضن الدافئ , بينما هناك تمر مرور الكرام واحتضان والسلام .
النخب والدعاة تفاوتت تفسيراتهم للظاهرة فمنهم من يقول أنه ناتج عن القصور والجفاف العاطفي في البيوت , والآخر أقل حدية ففسرها بأنها استظراف ليس إلا , والآخر يفسرها بدعوة للشذوذ , وأحدهم يرجع ذلك إلى سقوط التعليم العام والعالي..!!
في مقابل ذلك كله قام مجموعة من الشباب بجدة بخطوة أكبر وعياً من النخب , بعمل حملة بعنوان (ابتسم.. إنها سنة) تتبلور فكرة هذه الحملة بحمل لافتة مرسوم عليها ابتسامة ومكتوب أسفلها ابتسم إنها سنة , الحملة كانت رائعة بكل المقاييس من ناحية ما تحمله من قيمة خُلُقية , ومن ناحية أنها لم تستسلم لسجال كلامي وتحذيرات فارغة , بل تجاوزت مرحلة الأقوال والاستفادة من الفكرة وتطويعها إلى فعل خلّاق لا اختلاف فيه .
المهم من ذلك أن تضخيم الظواهر وجعلها مصائب يجب محاربتها , والغوص في التأويلات منهج يحول صغائرنا إلا توافه ضخمة , يتم تحويلنا تلقائياً إلى سذج نختلف حتى بشأن رجلين أيهما يجب أن يدخل أولاً , يحولنا ذلك إلى حالة جنون مجاني .
إن مجرد الممانعة أو الموافقة لأي قضية , والوقوف صفين متحاربين , أمر يستنزف المجتمع في أمر ليس لهم فيه فائدة , وإضافة إلى "المسابّة والملاعنة والتفسيق والتجهيل" , التي هي غالباً ما تكون أسوأ من الظاهرة نفسها.
احضنوا أيها العالم مبادئكم , احتضنوا أخلاقكم , احتضنوا أحبابكم , فسيأتي اليوم الذي نتذكر كم كنا جفاة مع أنفسنا , ومع مجتمعنا , لنجتهد أن نحول كل موقف لصالحنا, وكل حدث نجيره لمبادئنا وقيمنا النبيلة .
وباعتبار هذه الظاهرة موقف ترفيهي بالمقام الأول فقد شارك كثير من كبار السن والشيوخ في الدول الغربية في هذه الظاهرة , وارتموا في الأحضان الدفئة .
هنا في العالم العربي وفي وطننا ظهرت هذه الحركة ودعي إليها بعض الشباب تماشياً مع العالم , المختلف هنا وهناك بأنها قامت المعارك هنا وتم تفسيرها , والغوص فيها حتى وصل الأمر إلى القبض على شاب وهو يمارس الحضن الدافئ , بينما هناك تمر مرور الكرام واحتضان والسلام .
النخب والدعاة تفاوتت تفسيراتهم للظاهرة فمنهم من يقول أنه ناتج عن القصور والجفاف العاطفي في البيوت , والآخر أقل حدية ففسرها بأنها استظراف ليس إلا , والآخر يفسرها بدعوة للشذوذ , وأحدهم يرجع ذلك إلى سقوط التعليم العام والعالي..!!
في مقابل ذلك كله قام مجموعة من الشباب بجدة بخطوة أكبر وعياً من النخب , بعمل حملة بعنوان (ابتسم.. إنها سنة) تتبلور فكرة هذه الحملة بحمل لافتة مرسوم عليها ابتسامة ومكتوب أسفلها ابتسم إنها سنة , الحملة كانت رائعة بكل المقاييس من ناحية ما تحمله من قيمة خُلُقية , ومن ناحية أنها لم تستسلم لسجال كلامي وتحذيرات فارغة , بل تجاوزت مرحلة الأقوال والاستفادة من الفكرة وتطويعها إلى فعل خلّاق لا اختلاف فيه .
المهم من ذلك أن تضخيم الظواهر وجعلها مصائب يجب محاربتها , والغوص في التأويلات منهج يحول صغائرنا إلا توافه ضخمة , يتم تحويلنا تلقائياً إلى سذج نختلف حتى بشأن رجلين أيهما يجب أن يدخل أولاً , يحولنا ذلك إلى حالة جنون مجاني .
إن مجرد الممانعة أو الموافقة لأي قضية , والوقوف صفين متحاربين , أمر يستنزف المجتمع في أمر ليس لهم فيه فائدة , وإضافة إلى "المسابّة والملاعنة والتفسيق والتجهيل" , التي هي غالباً ما تكون أسوأ من الظاهرة نفسها.
احضنوا أيها العالم مبادئكم , احتضنوا أخلاقكم , احتضنوا أحبابكم , فسيأتي اليوم الذي نتذكر كم كنا جفاة مع أنفسنا , ومع مجتمعنا , لنجتهد أن نحول كل موقف لصالحنا, وكل حدث نجيره لمبادئنا وقيمنا النبيلة .
طالب دراسات عليا قسم الإدارة والتخطيط التربوي
جامعة تبوك
mr.ammar-555@hotmail.com
جامعة تبوك
mr.ammar-555@hotmail.com