×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

مُباركٌ أيها الصوت التُنومي المتألق


مُباركٌ أيها الصوت التُنومي المتألق


بقلم الدكتور / صالح أبو عرَّاد

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
فيُعد الصوت من النعم العظيمة التي أكرم الله بها الإنسان حيث رزقه صوتًا يُمكن له من خلاله التعبير عما في نفسه ونقل أحاسيسه ومشاعره إلى الآخرين حوله .
وللصوت الإنساني الجميل قبول كبير عند عامة الناس ، ومنزلة رفيعة عند معظم المستمعين على اختلاف أجناسهم وأعمارهم وأذواقهم ، فالجميع- في الغالب - يُحبون الصوت الجميل ويُقبلون عليه ، ويطربون لسماعه ، وتميل إليه أنفسهم وأذواقهم ؛ بل إنهم كثيرًا ما ينسجمون ويتفاعلون معه شعوريًا أو لا شعوريًا ، فنرى الصوت الجميل المُنغّم يؤثر إيجابيًا في مخاطبة وجدان المستمعين ومداعبة عواطفهم، وإدخال السعادة والمتعة إلى نفوسهم ، والعمل على تحريك أحاسيسهم ومشاعرهم ، وتجديد نشاطهم وحيويتهم ، وتبديد الملل والسآمة عندهم إلى غير ذلك مما يُمكن ملاحظته من الآثار الإيجابية للصوت الجميل في واقع حياة الناس .
أقول هذا الكلام وقد طالعتنا الأنباء منذ عدة أيامٍ بأن أحد أبناء تُنومة وهو الأستاذ / محمد بن فراج الجهظمي، قد حصل بعد تنافُسٍ قويٍ وشريفٍ على ( المركز الأول ) في مسابقة ( مُنشد الخرج ) ضمن دورتها ( الثالثة ) التي شارك فيها ما يقرب من ( 150 ) منشدًا من مختلف الفئات العمرية والذين شاركوا في مختلف مراحل المسابقة ودخلوا تصفياتها حتى استقر رأي اللجنة المُحكِّمة على ( ثـمانية متسابقين ) دخلوا التصفيات النهائية للمسابقة ، فكان المركز الأول من نصيب ابن تُنومة الأستاذ / محمد بن فراج الشهري الذي تسلَّم جائزة ( المركز الأول ) بكل جدارةٍ في حفلٍ بهيجٍ رعاه سعادة وكيل أمين منطقة الرياض المهندس / محمد بن ابراهيم الخريف ، وحصل على مبلغ (4000 ريال ) . إضافة إلى أن إحدى شـركات الإنتاج الفني قد تكفلت بتسجيل أوبريت إنشادي للمنشدين الثـمـانية المتأهلين للمرحلة النهائية ، إلى جانب تكفل إحدى شـركات الإنتاج الأخرى بتسجيل أنشودتين لصاحب المركز الأول المنشد / محمد بن فراج الشهري ، وتصوير ( فيديو كليب ) خاص به .
وهنا أقول إن أخي الخلوق الأستاذ / محمد بن فراج الجهظمي أحد أبناء تُنومة الموهوبين ، ويعمل معلمًا في إحدى المدارس بـمدينة الرياض ،وهو شابٌ طموحٌ جـدًا ، ويمتاز بدماثة الأخلاق وحُسن التعامل ، وقد وهبه الله تعالى صوتًا جميلاً ( شجيًا ) ، أهلّه بكل جدارة لنيل لقب ( الصوت التُنومي ) لما يمتلكه من حلاوة الصوت وعذوبته التي تخلب الألباب وتأسـر الآذان ، وتنساب بكل هدوء إلى شغاف القلوب فتتملكها لتسكب بين ثناياها حلاوة النغم وروعة الأداء ، وبخاصةٍ عندما ينطلق ذلك الصوت على سجيته ( التُنومية ) الصافية النديّة ، فيتلقاه المستمع عذبًا نقيًا مُعبرًا عن تألق تلك الطاقة الصوتية الشابة ، وما تمتلكه من درجاتٍ نغميةٍ تبعث الفرح والسرور والبهجة في النفوس في قالبٍ فنيٍ يجمع بين الأصالة والمُعاصرة ، والقديم والحديث ، والروعة والإبداع .
وهنا أقول لأخي محمد : مباركٌ ما حصلت عليه أيها الصوت التُنومي المبدع ، وهنيئًا لنا جميعًا في هذا الوطن الغالي ما تمتلكه من الطاقة الإنشادية المتألقة ، التي انطلقت موهبتها بكل روعةٍ وجمالٍ وثقةٍ واقتدار من جبال السـروات غضةً نديةً لتُسجل عطاءً رائعًا ، وفوزًا مُستحقًا في رُبى نـجدٍ ، و لتستمر في طريق النجاح - بإذن الله تعالى - مُحلقةً في سمـاء الإبداع ، فتُطربُ الآذان ، وتُبهج الأنفس ، وتُخلد الأشعار الأصيلة ، وتُردد الأناشيد الجميلة التي تُعجب الأذواق ، وتروّح عن القلوب ، وتبعثُ في النفوس الحيوية والنشاط ، وتُكسبها المتعة والانشـراح والسعادة والحبور .
وقبل أن اختم مقالتي هذه أقول :
كم أتمنى من الأخ محمد أن يحرص في مستقبل الأيام على خدمة التُراث الإسلامي الجميل ( شعرًا ونثرًا ) والعناية به ، والعمل على إيصاله إلى المتذوقين في كل مكان ، ولاسيمـا أن للصوت والكلمـات المنطوقة رسالةٌ فاعلة كمـا أن للكلمات المكتوبة رسالة في هذا الشأن .
وهنا أوجِّه لأخي الأستاذ / محمد الدعوة عبر ( صحيفة وموقع تُنومة ) ليكون - بإذن الله تعالى - أحد ضيوف ( اثنينية تُنومة الثقافية ) في موسمها الصيفي القادم ، وبذلك يتعرف عليه الجمهور عن كثب ، وليتمكن خلال ذلك اللقاء من نقل خبراته ومهاراته في مجال الإنشاد لإخوانه المحبين له والمعجبين به في هذا المجال .
كما أنني آمل من ( الصوت التُنومي المبدع ) أن يحرص على توثيق الجميل والأصيل من تُراث المنطقة الجيد الذي يُمكن توثيقه للأجيال القادمة من خلال ما منحه الله تعالى من موهبةٍ رائعةٍ، وهو أمرٌ يستلزم منه بذل بعض الجهد فيما يخص مد جسور التعاون في هذا الشأن مع المُجيدين والمعنيين بالتُراث التُنومي ، والاجتهاد من خلال فريقٍ مؤهلٍ للعمل على حُسن الاختيار ، وجودة الانتقاء ، وسلامة الأداء ، والبُعد عن العشوائية ، والحرص على تحري الدقة والموضوعية فيمـا يؤديه من ألوان فمحمد بن فراج بصوته الجميل بمثابة الثروة الوطنية التي ينبغي استثمـارها ، والحرص على الإفادة الكاملة منها بشتى الأشكال والصور المُمكنة ، والله تعالى أسأل له وللإخوة الكرام من أبناء تُنومة مزيد التوفيق والسداد ، والهداية والرشاد ، والحمد لله رب العباد .
 0  0  6139