التقنية الملعونة
التقنية الملعونة
عقيد م / محمد بن فراج الشهري
لاشك أن وسائل التقنية الحديثة بكافة أشكالها وألوانها ومميزاتها ، قدمت خدمات سريعة لشرائح كثيرة من الأمم ، وقربت كل بعيد وخدمت الباحث ، والطبيب ، والطالب ، وقدمت خدمات في غاية الأهمية للإنسانية بشكل عام ، واستفاد منها من يحسنون استخدامها لما يجب أن تستخدم فيه فقط ، أما نحن وللأسف الشديد فمنا من نذروا أنفسهم للخضوع لهذه التقنية الملعونة .. واعني بذلك أنهم استخدموها في غير محلها ، وأصبح التعلق بها شيء رهيب، إذ لا نشاهد شاب أو شابة أو طفل أو كبير أو صغير ، إلا وهذه الأجهزة بين أصابعه يقلبها يمنة ويسرة ، وعيونهم مركزة عليها ، ولايدري ما يدور حوله حتى وهو يقود السيارة وفي فراش النوم وفي أماكن الراحة ، انقطعت صلة الأرحام بسبب هذه التقنية اللعينة وأصبح التواصل عبر هذه الأجهزة فقط يتناقل عليها كل الأخبار والنكات السيئة والبذيئة ، كذلك تنقل صورا تخدش الحياء والكرامة .. تزيد من أخطار الشائعات وما يصاحبها من فبركات .. ينقل عليها ما لايجب أن ينقل وذلك تبعا للاستخدام السيء ، ومنظر المجتمعات بعد ورود هذه الأجهزة محزن ومحبط لاتواصل ولازيارة ولا تعارف ولاتقارب إلا عن طريق هذه الأجهزة اللعينة ، أصبح الجميع أسرى لها .. وأصبحت كل همهم صباح مساء .. فكيف سيكون الحال مستقبلا بعد ورود ما هو جديد ومتطور من هذه الأجهزة ؟ هل ستسوء الأمور أكثر وأكثر ؟ لقد لاحظت في دول أوروبا وأمريكا أن المجتمعات هناك تستخدمها للضرورة للعمل في كل ما هو مفيد وليس كما نستخدمها نحن ولاتجدها مع الأطفال وصغار السن ، إلا في حدود معينة جدا ومدروسة ، أما نحن فإذا نجح الطالب في ثاني ابتدائي أعطاه والداه "بلاك بيري" ، وإذا خلص من الابتدائي تجد معه جميع الأجهزة ، يقول والده دعه يتعلم من بدري ، وهكذا نسير بأبنائنا إلى الهاوية مع التقنية الملعونة ، رغم فوائدها التي لاننكرها ، وقد تسببت في إحداث مشاكل لاحصر لها في أخلاقيات مجتمعنا المسلم ، وتحولنا بقدرة قادر إلى عبيد لهذه الأجهزة وهكذا أصبحت التكنولوجيا هي المحرك الأساسي لحياتنا، والوجبة الأساسية اليومية التي لا يمكن الاستغناء عنها، ولكنها باتت بين عشية وضحاها خطراً داهماً يواجه أبناء الأسرة العربية تحديداً اللذين استخدموها بإسراف للغاية حتى تحولوا إلى مدمني تكنولوجيا غير هادفة على الإطلاق.
وقد أظهرت الدراسة التي نشرت على صدر صحيفة "الديلي تليجراف" أن الأشخاص اللذين يستخدمون وسائل التقنية المعلوماتية كالهواتف المحمولة الحديثة وأجهزة الكمبيوتر بأحجامها وتقنياتها المختلفة باستمرار يصابون بالإدمان، موضحة أن هذه الحالات يصعب علاجها تماماً مثل مدمني التبغ، الأمر الذي يؤثر سلباً على الصحة العامة والسلوك الشخصي والاتجاه الاجتماعي.
وأوردت الصحيفة في تقريرها الصادر لهذا العام أنه على الرغم من السلبيات المتعددة التي تفرزها هذه التكنولوجيا، إلا أن الاستخدام السيء يصاحب كثير من المجتمعات الحديثة عهد بها .
وأمضت الصحيفة تؤكد أن الأطفال هم أشد تأثراً بنتائج هذه الدراسات، مشيرة إلى أن الذكاء الذي تنتجه هذه الوسائل التكنولوجية يجعل الأطفال أكثر عنفاً على المدى البعيد، كما أن الخطورة في الأمر تتمثل في أنهم إذا ما حاولوا الإقلاع عن هذا الإدمان فإنهم يصابون بما يطلق عليه "اضطراب الحرمان المعلوماتي".
وأشارت العديد من الدراسات العلمية أن منع الأشخاص من استخدام الهواتف النقالة والانترنت بغرض الاستشفاء يصابون بأعراض شبيهة بالأعراض التي تظهر على المدخنين من الناحية النفسية والجسدية عندما يحاولون الإقلاع عنها.
ورغم التحذيرات المتعددة التي أطلقها العلماء والباحثون الاجتماعيون عن الأضرار السلبية الناجمة عن التكنولوجيا، لكن أبناء الشرق الأوسط هم الأكثر تضرراُ من تلك الأخطار الكبيرة، نظراً لعوامل كثيرة أهمها البطالة وعدم استغلال أوقات الفراغ بما يفيد المجتمع، مما يجعلهم الأشد إدماناً للكمبيوتر والإنترنت والهواتف النقالة ، والتعلق بكل ما هو جديد من الوسائل التكنولوجية التي يفرغون طاقاتهم من خلالها.
وهم للأسف في مجتمعنا المسلم يفرغون هذه الطاقات في أمور تافهة وغير مفيدة ، وعلينا أن ندرك خطر هذه التقنية الملعونة ، واعني بها الأجهزة اليدوية التي نحملها في كل مكان ، أما باقي الأجهزة الأخرى التي تستخدم في المجال العسكري والطبي وأجهزة البحوث فليس هذا مجالها .. اقصد ما يشاركنا يوميا حتى على الأكل والشراب وأثناء قيادة السيارة ، فهل من مدكر؟ أسال الله أن يكفينا ويكفي أبناؤنا ومجتمعنا شرها وشرورها ..
وقد أظهرت الدراسة التي نشرت على صدر صحيفة "الديلي تليجراف" أن الأشخاص اللذين يستخدمون وسائل التقنية المعلوماتية كالهواتف المحمولة الحديثة وأجهزة الكمبيوتر بأحجامها وتقنياتها المختلفة باستمرار يصابون بالإدمان، موضحة أن هذه الحالات يصعب علاجها تماماً مثل مدمني التبغ، الأمر الذي يؤثر سلباً على الصحة العامة والسلوك الشخصي والاتجاه الاجتماعي.
وأوردت الصحيفة في تقريرها الصادر لهذا العام أنه على الرغم من السلبيات المتعددة التي تفرزها هذه التكنولوجيا، إلا أن الاستخدام السيء يصاحب كثير من المجتمعات الحديثة عهد بها .
وأمضت الصحيفة تؤكد أن الأطفال هم أشد تأثراً بنتائج هذه الدراسات، مشيرة إلى أن الذكاء الذي تنتجه هذه الوسائل التكنولوجية يجعل الأطفال أكثر عنفاً على المدى البعيد، كما أن الخطورة في الأمر تتمثل في أنهم إذا ما حاولوا الإقلاع عن هذا الإدمان فإنهم يصابون بما يطلق عليه "اضطراب الحرمان المعلوماتي".
وأشارت العديد من الدراسات العلمية أن منع الأشخاص من استخدام الهواتف النقالة والانترنت بغرض الاستشفاء يصابون بأعراض شبيهة بالأعراض التي تظهر على المدخنين من الناحية النفسية والجسدية عندما يحاولون الإقلاع عنها.
ورغم التحذيرات المتعددة التي أطلقها العلماء والباحثون الاجتماعيون عن الأضرار السلبية الناجمة عن التكنولوجيا، لكن أبناء الشرق الأوسط هم الأكثر تضرراُ من تلك الأخطار الكبيرة، نظراً لعوامل كثيرة أهمها البطالة وعدم استغلال أوقات الفراغ بما يفيد المجتمع، مما يجعلهم الأشد إدماناً للكمبيوتر والإنترنت والهواتف النقالة ، والتعلق بكل ما هو جديد من الوسائل التكنولوجية التي يفرغون طاقاتهم من خلالها.
وهم للأسف في مجتمعنا المسلم يفرغون هذه الطاقات في أمور تافهة وغير مفيدة ، وعلينا أن ندرك خطر هذه التقنية الملعونة ، واعني بها الأجهزة اليدوية التي نحملها في كل مكان ، أما باقي الأجهزة الأخرى التي تستخدم في المجال العسكري والطبي وأجهزة البحوث فليس هذا مجالها .. اقصد ما يشاركنا يوميا حتى على الأكل والشراب وأثناء قيادة السيارة ، فهل من مدكر؟ أسال الله أن يكفينا ويكفي أبناؤنا ومجتمعنا شرها وشرورها ..
alfrrajmf@hotmail.com