المرأة ونعيق الغربـان
المرأة ونعيق الغربـان
في ديننا الإسلامي مسارات كثيرة توضح لنا بجلاء كل أمر مريب وكل إنسان عاقل مدرك متزن رشيد يعلم إن الخوض في توافه الأمور وترك المهم هو أمر مشين ونقص في العقل والتفكير .. والذي اقصده إن هنالك أمور مهمة تهم المجتمع بشكل أساسي وكبير أهملنا نقاشها وإيجاد الحلول لها . وانسقنا وراء مواضيع ليس فيها الخير بل هي مفاتيح شر .. استجبنا لدعاة الغوغائية وكتاب السذاجة الذين أتاحت لهم الصحف وأجهزة الرأي أن ينشروا سمومهم عبرها والأغلبية منهم لايعرف عن ماذا يكتب والبعض الآخر منهم لايهمه سوى بذر الفتنة والسعي لخلخلة المجتمع بآراء وأفكار مستوردة ليست لنا ولسنا لها .. أهملنا في مجالسنا مناقشة ما هو مهم وانطلقنا لمناقشة أمور لا تسمن ولا تغني من جوع .. هناك أمور كثيرة أغفلناها واشغلنا الاستماع آل نعيق الغربان أولئك الذين لايريدون لهذا المجتمع المسلم الآمن الخير واقرب مثال على ذلك ما يدور وما نقرأ وما نسمعه عن موضوع(قيادة المرأة للسيارة) وكأنه ليس لدينا غير هذا الموضوع التافه في ظاهرة وباطنه .. والذي قلنا مرارا وتكرارا أنها دعوة لخروج المرأة المسلمة عن دورها الأساسي إلى ادوار ليست لها وخروج عن الفهم والإدراك السليم . بل إن ذلك امتهان للعفة وللصيانة وللشرف واكبر من ذلك تعريضها لكثير من وسائل الشر التي لاتخفى على كل عاقل مدرك رشيد و كثير من نساءنا وبناتنا يدركون هذا الشر المستطير الذي ينادون به غربان الحرية .. حرية تعرية المرأة وخروجها عن خط سيرها إلى خط آخر.. لسنا مجبورين أن نقلد الغرب أو الشرق لكل مجتمع خصوصيته التي يجب أن لايسمح لأحد باختراقها .. لماذا لم يجبر (الآمش) في أمريكا بالدخول إلى عالم الحضارة وهم مازالوا يعيشون الحياة البدائية ولماذا لم يتم التحدث عنهم ولماذا لا احد يتدخل في شئونهم .. بل لماذا (المورمن) يتاح للرجل بالزواج من أكثر من واحدة إلى عشرة وأكثر ، يقولون عندما نسألهم بأن ذلك من خصوصيات مجتمعهم ولايريدون احد أن يتدخل في أمور مجتمعهم فلماذا نحن نسمح لغيرنا ممن لايدينون بديننا ولايلتزمون بأساليب وعادات وتقاليد مجتمعاتنا ، لماذا نسمح لهم بالتدخل في شؤوننا وفرض ما يريدون على مجتمعات لاينتمون اليها . إن الدعوة التي ينعق بها كثير من الغربان حول قيادة المرأة للسيارة هي فقط استجابة لأعداء الإسلام الحاقدين عليه لإخراج المرأة من طور العفة والحشمة والستر إلى الشارع إخراجها من بيتها ومن أسرتها تعريتها من كل ما يحفظ لها كرامتها .. وللذين ينعقون بالمطالبة بخروج المرأة لقيادة السيارة نقول ألا يعلمون إن ذلك يكلف الدولة أضعاف أضعاف ما هو الحال حاليا . إذ لابد من تدريب لابد من مرور نسائي لابد من مدارس قيادة لابد من ورش نسائية لابد لابد ..... ومن بشائر السوء التي تلقيناها هذا الأسبوع دهس فتيات لآبائهم كما حصل في منطقة عسير وغيرها .. طمعا في التعلم وانسياق وراء الغوغائية .. هل ستقود المرأة هكذا بدون قيود تنطلق إلى الشارع بدون مهارة إن ذلك انتحار وهو طبعا محرم إلى غير ذلك من الكوارث التي ستحصل أثناء القيادة خاصة ونحن أكثر شعوب الأرض عدم التزام بقوانين المرور وأكثر البلاد حوادث وكوارث سيارات .. وهل يعتقد البعض إن قيادة المرأة سيوقف الاعتماد على السائق كلا وألف كلا فهي لن تستطيع القيام بمهماها أبدا. فهل نعي ما يحاك لنا ولهذه المرأة المسلمة؟ هل نترك للغربان أن ينشروا سمومهم بما يكتبون وما نراه في صحافتنا ووسائل الإعلام . أما آن لهم أن يكفوا عن هذا العبث وان نعود لمناقشة أمور كثيرة تهم المرأة ، مثل حقوقها الشخصية وقضايا الإرث وقضايا العضل وقضايا المهور والنفقة وقضايا متعددة تهم المرأة اغلبها معلقة تحتاج إلى نقاش وحلول وليس كيف تقود ومتى تشتري السيارة وتنطلق بها إلى عالم الغواية والفساد .. لماذا لا نقوم بمناقشة أمور مهمة للغاية تعين المجتمع وتعود على أبنائه بالفائدة والمضحك المبكي من ينادون بالتظاهر من اجل قيادة المرأة قبحهم الله وقبح من يقوم بهذا العمل فهو خروج على ولي الأمر وفتح باب للشر والمظاهرات التي أتفلت معظم البلاد العربية وأتلفت ممتلكاتها ، إن من ينادون بالتظاهر ليسوا قطعا من أبناء هذا البلد الشرفاء الذين لديهم غيرة وحمية على محارمهم والذين يسعون للحفاظ على الأمن والأمان الذي نعيشه .. ونحن نقول لكل مريض عليه مراجعة ما يكتبه وما ينقله وماينادي به فهو سيحاسب عليه أمام الله أولا ولنبحث عما يتفق مع شرعنا وحياتنا وعاداتنا أم أن ذلك خروج عن المألوف وفساد واضح لا لبس فيه {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ}آية 8 آل عمران , والله الهادي إلى سواء السبيل.
عقيد (م )/ محمد بن فراج الشهري
alfrrajmf@hotmail.com