×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

أمريكا .. لعبة تحت الطاولة .. وابتزاز فوق البارجة!!

أمريكا .. لعبة تحت الطاولة .. وابتزاز فوق البارجة!!



بقلم : ناصر الشهري

ما بين سجال الكيماوي والواقع على أرض الصراع في سوريا يبرز المثل القائل: من لم يمت بالسيف مات بغيره.. ليكون اختزال القتل مرهوناً بأداة واحدة من أدوات الموت في حين لا اعتراض على بقية أدوات السلاح المستخدمة يومياً لقتل المئات!! تخريجة عجيبة لسياسات أكثر غرابة وتخبطاً داخل البيت الأبيض في إدارة حلول الصراع في سوريا.
وهنا لا أدعو إلى ضربة عسكرية ضد النظام .. ولا أراهن على معارضة اختلطت أوراقها السياسية والعسكرية وتوجهاتها المختلفة في خطاب المستقبل. ولكنني أعرض ملامح كشفتها السياسة الأمريكية في المنطقة من خلال مستجدات قضايا الشرق الأوسط.
الرئيس أوباما انطلق ومازال من استراتيجيات اعتمد فيها على جزء من خطاب الصقور في الحزب الجمهوري مع الحفاظ على مبدأ الأساسيات في منهج الحزب الديموقراطي الذي ينتمي إليه. وفي الاولى المفاوضات المدعومة بالقوة العسكرية وهي التي تصل إلى التنفيذ عند الجمهوريين .لكنها تتوقف عند حدود التهديد فقط بالنسبة للديموقراطيين وان كانت هناك حالة واحدة قد حصلت بطريقة خجولة اثناء أزمة المفتشين الدوليين في بغداد وذلك عندما اطلق بيل كلينتون ضربة محدودة لمرة واحدة ذات مساء نحو العراق وكانت تحذيرية فقط. كما ان المشاركة الأمريكية في حملة الناتو على ليبيا لم تستمر طويلا وانسحبت بعد فترة قصيرة.
هكذا لا يريد أوباما الإيغال في اختراق مبادئ حزبه . حتى انه كرر في تهديداته لضرب سوريا بانها ستكون محدودة وسريعة لن تؤدي إلى اسقاط النظام!!
وفي الاستراتيجية الثانية يعتمد اوباما على استغلال الازمات في المنطقة لصالح ثلاث حالات هي .. الاولى انعاش الاقتصاد الأمريكي خاصة في ظل أزمة اقتصادية أدت إلى عدم القدرة على دفع 28% من معونات البطالة. والثانية دعم وضمان أمن إسرائيل والتي كان من ابرزها محاولة صفقة سيناء . والثالثة احتواء الدول والجماعات الإسلامية السياسية في المنطقة وكسب ولاءاتها بدلاً من استمرار العداوات معها. وهو ما يفرض نوعاً من ابتزاز الدول المعتدلة والمزايدة عليها من تحت الطاولة .. ومن فوق البوارج البحرية بالنسبة للدول المارقة والمستهدفة للدخول إلى بيت الطاعة. وفي مشهد الساعات القليلة الماضية ما يؤكد الجزئية الثالثة من خلال مغازلة أوباما وكيري لايران في اتصال الاول بالرئيس حسن روحاني واجتماع الثاني بوزير خارجية ايران محمد جواد ظريف على هامش لقاء الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخير. كما ان أوباما اتهم البحرين بأنها تعاني من التوتر الطائفي وهو ما يعني تبني وجهة النظر الايرانية وجزء من «الطُعْم» الامريكي تجاه طهران وفي الوقت نفسه وفي اطار المتغيرات المتسارعة في السياسة الأمريكية . نجد أن روسيا قد فرضت على من اسمته بالطالب المشاغب في آخر الفصل حسب تسمية بوتين لأوباما إلى مقعد الفصل الهادئ ونقلت الحرب الباردة إلى ملف المسار الاقتصادي وهو الهدف الذي تريده واشنطن. لكنها كانت تريد أن يأتي من الطرف الآخر من تحت الطاولة ايضاً في استغلال لتبادل الأدوار التي لا تخدش شعار التهديد بالقوة في الموقف الأمريكي المعلن. والذي يعتمد على كسب نفقاته من الغير!!
هنا يمكن القول : ان المرحلة قد افرزت الكثير من التناقضات بين ما يقوله الرئيس الأمريكي حيناً ويتراجع عنه حيناً آخر . وهي جزء من قواعد اللعبة التي تخضع لإدارة الفريق السياسي داخل البيت الأبيض. وبمشاركة «المرشد الصهيوني» داخل الكونجرس.
وهي مرجعيات تجعل من الرئيس الأمريكي «غبياً» أمام العالم في كثير من المواقف وعليه أن يتحمل ذلك في سبيل نجاح الخطط الاستراتيجية المرسومة في السياسة الخارجية . ومن ثم يمكن القول : إن استخدام الأسلحة القذرة في الحروب هو امتداد لاستخدام السياسة الأكثر قذارة في إدارة الصراعات عند بعض الدول!!.

 0  0  1683