×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

ذكرى اليوم الوطني

ابو فراج
بواسطة : ابو فراج
ذكرى اليوم الوطني


لاشك أن هذه الذكرى التي تحل علينا كل عام ، هي ذكرى خالدة وذكرى مشهودة ومحبوبة ، من منّا لا يسعد بهذه الذكرى الطيبة ، بعد أن كانت الجزيرة شعوبا وقبائل شتاتا ورفات ، حروب وضروب ، خوف ورعب .. جهل مطبق ، وكل يسير على هواه بلا دليل ، من يتذكر منّا السنوات الماضية كيف كنّا وكيف أصبحنا الآن .. نحمد الله العلي العظيم أن انعم على هذه الأرض المباركة بنعمه من أهم النعم على الإطلاق إلا وهي نعمة الأمن والرخاء ، وهي نعمة لايعادلها نعمة ، وذلك من فضل المولى الكريم . ونعود لليوم الوطني فنقول هذا اليوم الذي نحتفي به ليذكرنا كيف كنّا وكيف أصبحنا وعلينا عندما نحتفل به أن يكون ذلك نبراسا للأجيال فيه دروس وعبر ، وليس الهدف أن نحتفل بقصائد الشعر أو بالغناء أو الاحتفالات المتنوعة ولكن المفروض فيه أن ننضبط وان نشكر نعم الله أن نقدم الطاعة والولاء وان نكون أمناء على صيانة هذا الوطن ، أن نحافظ على مكتسباته وان نصون حماه ، أن نرفض كل من يحاول أن يخرج عن إجماع هذه الأمة ، أن نقف في وجه كل من يحاول أن يزعزع الأمن ، أن نرفض كل دعاة الفتنة ، ونحاربهم بكل الوسائل .. أن نوعي شبابنا بأهمية الأمن وطاعة ولاة الأمر في غير معصية الله ، لايجب أن نحول هذا اليوم إلى احتفالات غوغائية ومخالفات متعددة قطع إشارات وتفحيط ، تلك أعمال لاتنم عن روح المسلم السليم ولا المواطن القويم ، يجب أن نرتفع بأنفسنا عن بعض التصرفات التي لاتيلق بإنسان عاقل .. ليس الاحتفال هو بارتكاب المخالفات بل بتجنبها ومحاربة من يقدم عليها .
يوم الوطن هو يوم يجب أن نستحضره في كل يوم وكل عام ، ولاننساه ، لاننسى أن الجزيرة كانت شعوب وقبائل لايقبل بعضها الآخر ، حتى قيض الله لها ذلك البطل المغوار جلالة الملك عبدالعزيز ـ طيب الله ثراه ـ جمّع شملها ووحد صفوفها وأقام دولته على شريعة الإسلام ، وسانده في ذلك كل المخلصين المحبين لهذا الوطن خاصة وانه مهبط الوحي وقبلة الإسلام والمسلمين في كل مكان ، وذو مكانة عظيمة في قلب كل مسلم ، فما بالك بمن هم أبنائه ومواطنيه .. يجب أن نقوم بواجبنا على أكمل وجه ، فنكون ممن يشيد البناء ويزيد العزم ، ويسعى لبث الأمن والطمأنينة ، في نفوس المواطنين جميعا ، ونقدر هذا اليوم بالشكر لله ثم لمن سعى لتوحيده ولم شمله حتى أصبح بهذا الحجم ، وهذه المكانة التي يحسدنا عليها الحاقدون الذين لايريدون لنا ولهذا البلد الخير .. يجب أن نتنبه لما يحاك ضدنا ولمن يحاول زرع الفتن وبث الفوضى وخلخلة المجتمع واختلاق المشاكل والأعمال التي لاتجلب سوى المصائب والكوارث هم يسعون لأن يخرجون هذا البلد عن طوره و عن وحدته وعن أمنه وهم عاجزون ، وسيبقون كذلك بإذن الله .. إذا توحدنا ونبذنا كل دخيل ومدسوس وساعدنا ولي الأمر في تثبيت ركائز الأمن التي هي قائمة وقمنا كل بواجبه ، فلن يتمكن دخيل من عمل شيء بإذن الله . علينا جميعا أن ندرك معنى (اليوم الوطني) فهو يوم الشكر ، يوم العرفان ، يوم يجب أن نقوم فيه بكل الأعمال الجليلة التي تذكرنا بحاضرنا وماضينا ، يوم يجب فيه أن نكون قدوة صالحة في أعمالنا وتعاملنا ،
كما أريد أن نجعل من هذه الذكرى مناسبة نقف فيها أمام أنفسنا لنسألها بصدق وتجرد ، ما الذي فعلناه بالأمس؟ وما الذي ينبغي علينا أن نفعله اليوم لهذا الوطن الذي ما بخل علينا بشيء مما يرفعنا ويعزنا باذن الله بين العالمين.
لقد قاد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، يرحمه الله، ملحمة توحيد هذا الكيان الذي كان ممزقاً في كيانات قبلية متناحرة. ولو تأملنا بعمق دلالات هذه الملحمة لوقفنا على عبقرية رائد التوحيد، وكيف أنه استطاع أن يؤسس نظام حكم على مبادئ القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، فهما الأساس الذي تقوم عليه حياة كل مسلم أياً كان المذهب الفقهي الذي ينتمي إليه أو يتبعه، وهما لحمة تماسك المجتمع المسلم أياً كان الوطن أو القومية التي ينتمي إليها.
لقد وضع الأجداد أيديهم بيد الملك عبدالعزيز، وتمكنوا من تجاوز الأطر القبلية الضيقة وأسهموا في ملحمة التوحيد، فأصبح لنا كيان كبير يضم مساحة 80% من جزيرة العرب بأكملها، ورسخوا نظام حكم شرعي احتل العدل قائمة أولوياته. وهذا باب واسع لا يمكن أن تستوعبه هذه المساحة.
ثم جاء الآباء، آباؤنا، فعملوا على ترسيخ ما أسهم الأجداد في غرسه من القيم، ثم أرسوا دعائم نهضة حقيقية عبر مشاريع التنمية والتحديث، مما منحنا بطاقة الدخول في قلب العصر، والتواجد الفاعل في الأحداث العالمية، فصرنا لاعباً أساسياً على المسرح الدولي، ورقماً صعباً لا يمكن تجاوزه في السلم والحرب، وفي حركة الاقتصاد العالمية. وهذا أيضاً باب واسع لا نستطيع تفصيله هنا. إلا أن الآباء باختصار أدوا دورهم كاملاً، وفي سبيل تحقيق ما تحقق بذلوا كل ما يمكن أن يبذله البشر من طاقة وجهد ونكران ذات، بما يمكن وصفه بالمعجزة.
لذلك علينا نحن أن نكمل ما بناه المؤسس ورفاقه بان نطيع ولي الأمر ونلتفت لما يهمنا ونترك ما يشتتنا ، ونلتف حول مليكنا المفدى خادم الحرمين الشريفين ذو القلب الرحيم عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده و المخلصين من أبناء هذا البلد ، حفظ الله هذا البلد من كل شر ودمتي يا بلادي في كل خير ...

عقيد (م )/ محمد بن فراج الشهري
alfrrajmf@hotmail.com
بواسطة : ابو فراج
 0  0  1861