×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

من يوقف عبث العابثين بمعطيات وطننا الغالي ؟؟

من يوقف عبث العابثين بمعطيات وطننا الغالي ؟؟




بقلم أ . د / صالح بن علي أبو عرَّاد


طالعتنا ( صحيفة تُنومة الإلكترونية ) منذ عدة أيامٍ بخبرٍ مؤسفٍ جدًا ، وله الكثير من المعاني والدلالات التي لا ينبغي أن نُهملها أو نتجاهلها بأي حالٍ من الأحوال ، وقد تمثل ذلك الخبر في حصول انفجارٍ مفاجئٍ في خط أنابيب نقل المياه المحلاة التابع للمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة شرق محافظة النماص ؛ الأمر الذي أدى إلى توقف ضخ المياه عن كافة المحطات التي تأتي بعد موقع العطل ، ومنها : السرح ، وبني عمرو ، وسبت العلاية ، و باشوت .

وعلى الرغم من أن هذا الخبر يمكن أن يكون طبيعيًا ومحتمل الحدوث ؛ إلاَّ أن هناك عددًا من الأخبار الأخرى التي جاءت بعده لتوضح كثيرًا من الجوانب الهامة والرئيسة المتعلقة بالأسباب الحقيقية التي أدت إلى حصول هذا الحدث ، والتي يأتي من أبرزها ما يلي :

أولاً / أن التسرب الذي وقع كان ناتجًا عن فتح أحد المحابس بفعل فاعل . وفي هذا دلالةٌ على أن الأمر ناتجٌ عن فعلٍ إجراميٍ عبثي ، وأنه ينطلق من منطلق الإفساد في الأرض الذي يحتاج من المواطن والمسؤول وقفةً حازمةً ، وتوعيةً جماعيةٍ مُستمرة ، وإدراكًا حقيقيًا لأهمية التصدي الفردي والجماعي لمثل هذا السلوك الخاطئ والعمل المشين .

ثانيًا / أن هذا التسرب حصل في وضح النهار ، حيث أشارت الأخبار إلى أنه حدث عند الساعة الواحدة ظهرًا . وهذا يعني أن من قام به لم يكن يخشى أحدًا ، ولم يكن يضع في اهتمامه رقابة رقيب أو محاسبة حسيب ، وهذا يعني أنه ينطلق من منطلق : ( من أمن العقوبة أساء الأدب ) .

ثالثًا / أن هذا التسرب خلّف بحيرة كبيرة من المياه ، الأمر الذي يُعد هدرًا كبيرًا للموارد المائية التي يجب علينا جميعًا أن نحمد الله عليها وعلى توافرها ، وأن نحرص على بقائها والمحافظة عليها . يُضاف إلى ذلك أن هذا التسرب وما خلفه من نتائج قد أدى بدوره إلى توقف ضخ المياه عن كافة المحطات التي تأتي بعد موقع العطل ، ومنها : السرح ، وبني عمرو ، وسبت العلاية ، و باشوت ، وهذا يعني حصول الضرر المتمثل في تسرب كميات هائلة من المياه المحلاة فيما لا نفع منه ولا فائدة ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله العلي العظيم .

رابعًا / أن عمال الصيانة في منطقة الحدث لم يستطيعوا السيطرة على التسرب الحاصل من الأنبوب لقوة اندفاع المياه من المحبس ؛ الأمر الذي استلزم الاستعانة على الفور بفرقة صيانة متخصصة من مدينة أبها ، وهذا بدورة استلزم تأخر حصول المعالجة اللازمة للحدث ؛ إذ إن هذه الفرقة لم تتمكن من إغلاق المحبس إلاَّ عند حوالي الساعة الثالثة فجرًا من اليوم الثاني ؛ وفي هذا دلالةٌ على عدم جاهزية بعض الجوانب الفنية في المشروع ، الأمر الذي يحتاج من الجهات المعنية إلى سرعة النظر فيه ، والعمل على توافر الصيانة اللازمة للمشروع بكفاءةٍ عالية وبشكلٍ يتلاءم مع حجم المشروع وأهميته تحسُبًا لأية حوادث طارئة في المستقبل ، ولاسيما أن طبيعة الظروف المناخية والجغرافية للمنطقة تستلزم العناية والاهتمام بهذا الجانب الرئيس الذي لا يقل أهميةٍ عن أهمية المشروع نفسه .

خامسًا / أن مصدرًا مطلعًا في المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة كشف لصحيفة « الشرق » أن أنابيب وصمامات المياه تعرضت لعشرة اعتداءات خلال شهر واحد، وذلك على امتداد مدينة ( أبها ) وصولاً إلى ( بلقرن ) ، مبينًا أن معظمها بين محافظة النماص ومركز بني عمرو التابع للمحافظة شمالاً ، وهنا أقول :

لا شك أن خلف تلك الاعتداءات فئةً ضالةٌ من ضعاف الأنفس الذين يحملون نوايا فاسدة وأفكارًا منحرفة ومفاهيم خاطئة يُترجمونها من خلال قيامهم بتخريب وتشويه مشاريع الدولة ، وعبثهم العلني بمختلف الموارد ، واستمرائهم لبعض الأعمال والتصرفات الصبيانية التي يقوم بها من لا خلاق لهم ولا دين ولا ذمة ولا خوف من الله تعالى ، وهذا يستوجب علينا جميعًا السعي في كشف أصحاب هذا الاعتداءات ، والتعاون مع الجهات المعنية بكل ما يُمكن للقبض عليهم ، ومحاسبتهم ، إنزال العقوبة الملائمة بهم حتى يكونوا عبرةً لمن يعتبر .

وختامًا : فإن كل ما سبق يفرض على الجهات المعنية والمسؤولة في المنطقة أن تحرص على حفظ الأمن والاستقرار في البلاد من خلال عنايتها الجادة بهذا الأمر ، وأن توليه ما يستحق من الاهتمام القائم على الحزم في التعامل ، والضرب بيدٍ من حديدٍ على أيدي العابثين والمُخربين والمُفسدين في الأرض ، فإن لم يحصل ذلك فإن النتائج ستكون مؤلمة والعواقب وخيمة ، والله نسأل أن يكفي بلادنا من كل شر ، وأن يحفظها من كيد الكائدين ، وحقد الحاقدين ، وحسد الحاسدين ، وتلاعب المتلاعبين ، وعبث العابثين . والحمد لله رب العالمين .

تنومة الزهراء

11 شوال 1434هـ
 0  0  6193