×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

أسرٌ بلا مأوى يا "حقوق الإنسان"

عامر الشهري
بواسطة : عامر الشهري

عامر الشهري

طالعتنا صحيفة تنومة في فترات سابقة بمواضيع إنسانية محزنة لمواطنين ليس لديهم مأوى يقيهم حر الصيف أو برد الشتاء فهم في العراء، منها ما يشبه المنازل إلا أنها في الحقيقة عبارة عن أحجار مرصوصة فوق بعضها تغطيها الخيام المتشققة، وأخرى لمن يسكنون "الشبوك" التي هي في الأساس للأغنام، نسأل الله أن يلطف بأحوال من يعيشون هذه المعاناة.

لا أعلم حقيقة هل نلوم في البداية الوزارات والجهات المسؤولة كوزارة الشؤون الاجتماعية أو الإسكان، أم يقع بالدرجة الأولى على الجهات التي تقع ضمن المنطقة أو المكان الذي ينتمي إليها مثل هؤلاء، وبالتالي كان الأجدر والأولى إيصال صوت ومعاناة هؤلاء المواطنين إلى الجهات المختصة.

مؤلم بل محزن جدا أن يكون في بلدنا، بلد الخير، مثل هذا الوضع المأساوي، خصوصا أن الدولة ـ حرسها الله ـ لا تألوا جهدا في أن ينعم المواطن بالعيش الكريم، إلا أن الواقع عطفا على ذلك يؤكد أن الجهات المسؤولة لا تؤدي دورها المنوط بها بالشكل المطلوب، ولا مبرر لديها حتى لو تحججت بعدم معرفتها بمثل ذلك، فهي المسؤولة عن البحث والتقصي والاطلاع على أحوال الناس، فـ "الشؤون الاجتماعية" ليست وليدة اليوم إذا ما قورنت بـ "الإسكان"، فالأولى لديها مسألة البحث والتقصي والاطلاع عن كثب على حالات المواطنين، فأين كل هذا؟ وهل معنى ذلك أنه لا تعاون ولا تواصل بين الوزارتين بعد استحداث الأخيرة لتزويدها بالمعلومات الكافية والوافية عن مثل هذه الحالات؟

نحن لا نتحدث عن حالة أو حالتين فقط، بل هناك حالات كثيرة رصدت صحيفة تنومة البعض والآخر رصدته مواقع إلكترونية أخرى، وليس أقلها سوءا إلا ذلك الرجل الذي أورده أحد المواقع وهو ينام في سيارته، وتخيلوا معاناة هؤلاء التي تتضاعف بكل تأكيد ونحن نعيش هذه الأيام المباركة من شهر رمضان المبارك، نسأل الله أن يعيده على الجميع بالخير، فلا مكان يلجأون إليه ولا وسائل تبريد ولا أي وسيلة أخرى من وسائل العيش البسيط، والله المستعان.

أما العجيب في الأمر أين الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان عن مثل هذه الحالات ومحاولة رفع المعاناة عن كاهلها؟ أليس هذا يندرج ضمن عمل الجمعية؟ والتي أخيرا بدأت تتجاوب مع حالة تلك العجوز التي تسكن "شبك الغنم" وإن كان قد جاء متأخرا، وقبل ذلك من فاعل خير تكفل ـ جزاه الله خيرا ـ ببناء منزل لهذه العجوز، إلا أن هناك من ظهر من جديد وبشكل متسلط رافضا أي مساعدة لإخراجها وانتشالها من معاناتها، وهنا أيضا لا بد من تدخل سريع من "حقوق الإنسان" لرفع الظلم عنها، والمؤمل أن يكون هناك دور أكثر فاعلية للجمعية في التقصي والبحث كي يتم الوصول إلى هؤلاء، فما خفي أكبر بكثير مما ظهر.

كذلك على رجال الأعمال والموسرين من أبناء وطننا دور كبير في المساهمة ومد يد العون لأولئك المعوزين، خصوصا ونحن في العشر الأواخر من هذا الشهر الفضيل "والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه" و"من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة" و"من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة" أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
***
آخر الكلام
سُئل الإمام مالك: أي الأعمال تُحب؟ فقال: إدخال السرور على المسلمين، وأنا نذرت نفسي أن أفرج كربات المسلمين".
قال الشاعر: وأفضل الناس ما بين الورى رجلٌ *** تقضى على يده للناس حاجاتُ

وقال آخر: أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم *** فطالما استعبد الإنسان إحسان



Am_alshry@hotmail.com
الرياض
بواسطة : عامر الشهري
 0  0  5947