إعلام "المؤسسات" وإعلام "الاجتهادات والمبادرات الفردية"
إعلام "المؤسسات" وإعلام "الاجتهادات والمبادرات الفردية"
بقلم الأستاذ : عبدالله محمد الشهري
كثيرا ما نتلقى أسئلة ومداخلات العديد من المشاهدين والمستمعين، عن "نجاح وتفوق" بعض المحطات العربية مثل: "الجزيرة والعربية" أو المعربة مثل BBC وSky News وFrance 24، حيث يضعون هذه المحطات العربية والمعربة في كفة، والمحطات الأخرى "حكومية أو خاصة" في الكفة الأخرى في مقارنة ظالمة بين "إعلام المؤسسات وإعلام المبادرات والاجتهادات الفردية".
وحتى تكون الإجابة منصفة لا بد من قراءة صادقة لواقع وبيئة العمل في كلا الطرفين، حيث ارتهنت وسائل الإعلام الرسمية في معظم الدول العربية لأنظمة مالية وإدارية، لا تشجع على الإبداع ولا تهتم كثيرا بالمعايير المهنية التي تنتج في النهاية عملا مقبولا.
ولكي تنهض مؤسساتنا الإعلامية الحكومية وشبه الحكومية، لا بد من توافر جملة من العوامل "الأساسية" التي بوجودها يستطيع إعلامنا أن يؤثر ويؤدي الدور المنوط به بمهنية واحتراف وقوة تأثير، ومن أبرز هذه العوامل:
- نظام مالي وإداري مرن ومتفاعل مع متطلبات العمل الإعلامي.
- أهداف واضحة ومحددة، يمكن تحقيقها وقياسها.
- خطة استراتيجية بعيدة المدى، وخطط عملية "تنفيذية" وواقعية.
- فرق تفكير وعصف ذهني لاستنباط الأفكار والمشاريع "الإبداعية" وتحويلها إلى أعمال إذاعية وتلفزيونية مستندة إلى السياسات والمكونات والأهداف الاستراتجيية المراد تحقيقها.
- موارد بشرية، في مختلف التخصصات، قادرة على تحويل الرؤى والأفكار إلى واقع مرئي ومسموع.
- التدريب والتطوير المستمر والمتجدد النابع من الاحتياج الحقيقي لسد الثغرات في البناء المعرفي والمهاري لكافة العاملين في مختلف التخصصات.
- إقامة تحالفات استراتيجية مع المراكز والمؤسسات الإعلامية العالمية للاستفادة من خبراتها.
- مركز أبحاث المشاهدين والمستمعين، والذي يمكن أن يؤدي مهمة مزدوجة؛ للمؤسسة من الداخل، وللجهات الأخرى ذات العلاقة.
- المتابعة والتقويم.
بهذه العناصر ـ مجتمعة ـ يمكن لإعلامنا أن يكون مؤثرا ومتسقا مع المقومات الأخرى: "العقيدة، الثقافة، الاقتصاد، التاريخ، الجغرافيا، المواقف السياسية، والإنسانية، الثقل الدولي والإنسان"، ويكون قادرا على إبرازها بالمستوى الذي تستحق.
إننا نتطلع إلى أن تتحول الكثير من الأفكار والرؤى إلى مشاريع وبرامج عملية خاصة في ظل الهيئات الثلاث التي تكونت في الفترة الأخيرة: "هيئة الإذاعة والتلفزيون، وهيئة وكالة الأنباء السعودية، والهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع"، والتي كان من أهم خطواتها الانتقال من نظام الخدمة المدنية بكل ما له وما عليه إلى نظام التأمينات الاجتماعية بكل ما يرجى منه من إسهام فاعل في تطوير وتنمية واستقطاب الكوادر البشرية المميزة.
منشور في "الوطن"