×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

الثقافة بين السّلب والإيجاب

(الثقافة) بين السِّلب والإيجاب



بقلم/ سعيد آل عباس الشهري

الثقافة وما أدراك ماالثقافة..! هي لغة او مصطلح تنضوي تحته مفاهيم وتعريفات واسعة ومتعددّه نأتي على ذكر بعضٍ منها .
- فنقول إن كل ما يُمارس من عمل مهنيّ او حِرفيّ او عادة يعتبر ثقافة ، كذلك التميز في اي مجال تخصصّي او تقني او ابداعي وباختلاف الجودة والنوع .
وإن اي مجتمع او شعب له ثقافاته المتعددّه الّتي ما يكون منها سَلباً او إيجاباً ، فالحُكمُ على السِلبيّ من العادات قديماً وحديثاً (التبذير والسَّرَف) والمحاباة والوقوف مع القوي ضدّ الضعيف او المجاهرة بالباطل ضدّ الحق والتزلُّف والتصنع والمبالغة في امور اخرى .
- وما كان إيجاباً كالتّرابط العائلي والأسري والتكافل الإجتماعي وتعويد الأجيال على احترام الكبير والرّأفة بالضعيف والرّحمة بالصغير والطاعة للوالدين وصلة القربى والمشاركة في الافراح وعكسها ، فهي من ثقافة وتعاليم ديننا الحنيف .
- أما الثقافة المتعارف عليها حديثاً فهي الثقافة المعرفيّة الّتي تشمل التعلُّم والتعليم والتربية والسلوك والخطابة والكتابة في مجال الادب بفروعه من شعر ورواية وقصّه وصحافة ومسرح والتمكُّن من اشباع ايّ موضوع يُتَطرَّق اليه في المجالات المتعددّة كالاقتصاد والاجتماع والتاريخ والسياسة وغيرها ، فتعتبر هذه ثقافة شموليّه او تخصصيّه تتفاوت مستوياتها حسب المقدرة والموهبة والرّصيد الادبي والعلمي .
- اما الثقافة في جزئيّتها الاخرى فنقول : إن إحياء او ممارسة المهن والحِرَف التي اندثر معظمها او ممارسة واحياء المتوارث منها من حرفٍ ومشغولات يدويّه او كالأهازيج التي تشمل انواع منها الحركيّة والسَّمَاعية التي تُحيا في المناسبات المختلفة وتتخلّلها الكلمات المنظومه كتراثٍ محلِّيّ فهي جزء من المصطلح العام للثقافة وتسمى (الثقافة الشعبيّة)
- ولأن الكثير منا على الأغلب يختلط عليه الامر بين التسمية والفعل فيقال للمتعلّم مثقف وللخطيب كذلك وللمعلم في المدرسة ايضاً وربما يكون ذلك قريباً من الصواب ولكن ليس كل من تعلم اشياء محدوده مثقفاً وليس كل معلم للغة العربية شاعراً ، ومردّ ذلك فقدان الموهبة ولا تُطلق الاستاذيّه إلا لمن حصل على درجتها بعد الدكتوراه ، واستثناءً من ذلك لقب الاستاذيّه للمُبَرّزين في الآداب العربية شعراً ونثرا ، كما نستدرك هنا إنّ من يعمل في بعض المهن فنياًّ او متدربا لا يسمّى (مهندساً) إذ اننا اعتدنا ان نطلق بعض الالقاب المجازية مجاملةً بينما يوقعنا ذلك في اخطاء شائعة نحن في غنى عنها بل يجب التصحيح والحث على اتباع الاصحّ كي لا تصبح عادة ، وقد يُخَيَّلُ لمن حصل على نصيب قليل من التعليم او الاطلاع أنه مثقّف دون ان يدرك خلفيات تَخَيُّله وإن المجتمع سيؤآخذه على بعض هفواته التي تدل على قصور باعِه ويجب ان يحاسب نفسه قبل ان يحاسبه الغير (ورحم الله من عرف حدَّه فوقف عنده).
فإننا نقول ان اي ثقافة كانت تعتبر رسالة لخدمة المجتمع والوطن في مجملها ولكنّها تتطلب منا الواقعية والصدق والإرتقاء بمعانيها بدلاً من الترحم عليها فنقول : مسكينة هذه الثقافة كم يرتكب باسمها من تعدٍّ وادعاء . والله المستعان
 0  0  2279