أ. د. ابو داهش موسوعة علمية وفكرية وتاريخيه
أ. د ابو داهش موسوعة علمية وفكرية وتاريخيه
بقلم العميد م : صالح حمدان
وَتَتَابُعُ القطراتِ يأتي بعدَهُ سيلٌ يليهِ تدفقُ الطوفانِ هكذا بدأ حياته بسيطة كغيره من أبناء جيله لكنه لم يقبل أن يكون أسيرَ قريته ؛ فبعد أن حصل على الابتدائية (مرحلة دراسية وعمرية ) هجر القرية وبدأ حياتهُ حيث تكون البداية لِيتشرّبَ حبَّ الوطن ويُعمقَ روحَ الانتماء في داخله لقريته ولوطنه كجندي لِيَقْوَى عوده ويتعلم كيف يخدم وطنه وأمَّته كغيره من عظماء التاريخ ولم يرضى بما دون النجوم فبعد أن أدى خدمة العلم (كما تسمى في الدول المتقدمة ) شَمَّرَ عن ساعديه وعقد العزم ليكون له شأناً ويشار إليه بالبنان فطَرق أبواب العلوم والمعارف من أبوابها المختلفة وتَفوَّق على ظروفه بما فيها من معاناة ومشقة كما تَفوَّقَ على أقرانه فحصل على الثانوية العامة بتفوق وبالتالي اتَّسعَ أفقَه وزاد طموحه فحصل على درجة البكالوريوس العلمية وكان له قصب السبق على أقرانه فامتدَّ نظره بعيداً بعيداً حتى حصلَ على درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف وطُبِعت رسالته وعُمِّمَت على حساب الجامعة ، ولم يكتفي أبو معاذ بالحصول على أعلى درجة علميه ؛ فقرر أن يغوص في أعماق المعرفة الإنسانية والتاريخية فحقق البحوث في ميادين الشعر والأدب والتاريخ واللغة حتى نال درجة الأستاذية ليكون بذلك أول من نال درجة أستاذ على مستوى المنطقة الجنوبية وبهذا سطع نجمه على مستوى الوطن وشارك برأيه و فكره وعلمه في مؤتمرات وندوات علمية وفكرية وإنسانية وأصدر بعض المجلات والإصدارات العلمية والمعرفية حتى أصبح عضواً فاعلا في أغلب الجمعيات الوطنية والأهلية ورمزاً من رموز الوطن يُشار إليه بالبنان ومع هذا التطور في شخصيته ومكانته العلمية والفكرية على مستوى الوطن إلا أنَّه يظل ذلك الابن البار لقريته ومدينته تنومة الزهراء فكتب عنها الكثير ويتغنى باسمها تنومة الزهراء وقدّم الجوائز للباحثين والمبدعين في ميادين المعارف المختلفة لدعم الحركة المعرفية ونشر الوعي الثقافي في محبوبته تنومة الزهراء حتى وصل به الأمر إلى افتتاح صالون أدبي في داره العامر في محا فظة تنومة أسبوعيا ليكون ملتقى لأصحاب القلم والأدب والفكر المستنير، وينشر من خلاله عبق العلم والمعرفة في ربوع المنطقة ويستقطب كل الرموز والأعلام ليكون بذلك حلقة تواصل بين كل الثقافات من أبناء تنومه ومن خارج تنومة ليعيش كما يشاء بين كتبه في مكتبته العامرة بالعلوم والمعارف مع إخوانه وأبنائه ونظرائه في دوحة العلم والمعرفة ليواصل عطائه المعرفي لخدمة دينه ومليكه ووطنه. وقد أردت في هذه العجالة أن أشير ولو من بعيد عن امتنان أهله وأحبته أبناء تنومه على هذا العطاء المتجدد وهذا الطموح الغير محدود. وقبل الختام لا يسعني إلا الدعاء له بمزيد من التوفيق والنجاح وطول العمر وفي الختام أقف احتراما لهذه الشخصية العظيمة . والى اللقاء مع شخصية عظيمة أخرى من أبناء تنومة الزهراء والله ولي التوفيق وبه نستهدي ونستعين .
والسلام عليكم