×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

نأمل أن «تعدِّي سليمة»

نأمل أن «تعدِّي سليمة»


بقلم الأستاذ ناصر الشهري

في الوقت الذي بدأت فيه الثورة المصرية تتحول الى مرحلة ثانية تحت عنوان "التمرد" ضد الحكم القائم. وهي المرحلة التي بدأت خطواتها الأولى على الأرض يوم أمس وصولاً الى الموعد المحدد نهاية الشهر الحالي. فان ذلك يعني منعطفاً خطيراً نأمل ان لا تتجاوز تداعياته الى ما هو أبعد وأخطر من التجاذبات السياسية التي افرزتها الخطابات الحزبية والاستفزازات الاعلامية التي تعكس حجم التباين في الاطروحات والاهداف.
ومن ثم يمكن القول: ان حملة "تمرد" وان حصلت على تواقيع ما يزيد عن 13 مليوناً تأتي بعد أكثر من 4 سنوات من الاحتقانات السياسية منها عامان من عمر الانتخابات الرئاسية المقرر لها ان تستمر حتى منتصف العام 2016م.
كما ستواجه الحركة مسوغات دستورية لا تجيز إقالة الرئيس بنفس الصيغة التي اقرتها جبهة التمرد. وهو ما سيؤدي الى رفض ما يعتبره المعارضون حكومة اخوانية وكذلك الأمر بالنسبة لاحزاب تقف الى جانب الحكومة مثل حزب النور وبطبيعة الحال حزب الاخوان. اضافة الى مستقلين كانوا قد ادلوا بأصواتهم في صناديق الاقتراع لصالح الرئيس محمد مرسي.. واعلان الجيش عدم السماح بانهيار الدولة .وهي رسالة لأولئك الذين يطالبون بعودة العسكر الى السلطة ..وهناك تنقسم الآراء حول من يصر على تكملة الفترة القانونية دون اختراق الدستور. في حين يرى البعض الآخر ان التجربة السابقة لاقالة مبارك لم تكن خاضعة لاية محرمات دستورية. ومع ذلك تم حسم النتيجة لصالح صوت الشارع المصري. غير ان الواقع يفرض صورة مختلفة بين المرحلتين ومنها : انه لم يكن هناك خلافات حزبية ولا جماهير تبعية لتلك الاحزاب التي كانت تواجه الحزب الوطني الحاكم.ولكنها اليوم أي أحزاب مصر قد تجاوزت بعد الثورة أكثر من (43) حزباً توزعت في مخزونها السياسي أكثر من خطاب. وفتحت منافذ جديدة لمنابر الحشد الجماهيري من خلال وسائل اعلامية متعددة في ظل حرية اعلامية غير مسبوقة. وان كانت بعض هذه الوسائل قد تجاوزت ادبيات الحرية الصحفية والاعلامية.وهو ما يمهد لخطورة المرحلة الراهنة في تدشين التمرد الذي يأتي وسط كل هذه الشحنات والولاءات المتعددة.
وامام هذا الترقب الحذر داخل مصر وخارجها لما سوف تنتهي اليه الامور خلال الايام القليلة القادمة فاننا نأمل ان تكون نتائجها خالية من اية تطورات سلبية. وان لا تؤدي الى انعكاسات تلقي بظلالها على الوضع الأمني والاقتصادي في بلد هو بحاجة الى البناء وتجاوز كل التجاذبات.
باختصار نأمل ان "تعدي سليمة" على طريقة أهل مصر الذين لاشك انهم يرددونها كثيراً هذه الايام.
 0  0  1859