×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

الحرس الوطني بناء وحضارة وشموخ

ابو فراج
بواسطة : ابو فراج
بسم الله الرحمن الرحيم
( الحرس الوطني بناء وحضارة وشموخ )

عقيد (م) محمد بن فراج الشهري

أمر المغفور له بإذن الله موحد هذا الكيان العظيم الملك عبدالعزيز ـ طيب الله ثراه ـ بإنشاء مكتب الجهاد والمجاهدين وذلك في عام 1368هـ ، وكانت تلك اللبنة الأولى ليتحول ذلك المكتب إلى نواة للحرس الوطني في سائر أنحاء المملكة وذلك في العام 1374هـ ، ثم توالت الخطوات تقدما إلى الأمام لتبدأ تشكيلات الحرس الوطني حسب الاحتياج والظروف فيما مضى وحسب الإمكانات في ذلك الوقت وكان الحرس الوطني في تلك البدايات يظم أعداد كبيرة من المجاهدين الذين شاركوا موحد الجزيرة في تأمين وتوحيد البلاد رجال مخلصين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، وهكذا صدر الأمر الملكي الكريم بتشكيل الحرس الوطني الذي يضم نخبة من ألوية المجاهدين ليكونوا النواة الأولى تبع ذلك إنشاء العديد من الفروع في كافة أنحاء المملكة بداية بفرع الحرس الوطني في مكة المكرمة في عام 1374هـ وقد مرت مسيرة الحرس الوطني بتولي عدد من القيادات والقادة له فكان أول من تولى رئاسة الحرس الوطني هو الأمير عبدالله بن فيصل الفرحان ، وفي عام 1376هـ تولى سمو الأمير خالد بن سعود بن عبدالعزيز رئاسة الحرس الوطني ثم بعد ذلك كانت القيادة لسمو الأمير سعد بن سعود بن عبدالعزيز واستمرت هذه المرحلة إلى عام 1382هـ .
البداية الحقيقية للحرس الوطني الحديث والنقلة النوعية كانت مع بداية عام 1382هـ والتي تمثلت في تعيين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز (خادم الحرمين الشريفين) رئيسا للحرس الوطني ومنذ ذلك الوقت تم اعتماد إستراتيجية بعيدة المدى لمستقبل الحرس الوطني وكياناته ووحداته وتشكيلاته .

حيث توالى بناء خطط التطوير العسكري الشامل المبنية على مفهوم تشكيل الأسلحة المشتركة وتطوير ألوية المشاة ووقعت اتفاقيات مع الجيش الأمريكي لتطوير وحدات الحرس الوطني وألويته وكتائبه على احدث الطرق والأساليب التعبوية ابتداء من الجندي وحتى أعلى الرتب وأقيمت الدورات المتعددة لتأهيل الأفراد والضباط وأرسل الضباط إلى كافة الدول المتقدمة لتلقي احدث النظريات والأساليب والمفاهيم العسكرية وكان ضباط الحرس الوطني مميزين في كافة الدورات سواء الخارجية أو الداخلية وكذلك على مستوى القيادة والأركان ، وفي عام 1387هـ صدر أمر ملكي بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالعزيز نائبا لرئيس الحرس الوطني ، ثم تلا ذلك أمر ملكي بتعيين معالي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري نائبا مساعدا لرئيس الحرس الوطني .. وتوالت التشكيلات و التنظيمات التطويرية فصدر أمر ملكي في عام 1395هـ يقضي باستحداث تعيين نائب لرئيس الحرس الوطني مساعد للشؤون العسكرية وعين الفريق الأول الركن متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائبا لرئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية بمرتبة وزير ، وقضى الأمر الملكي الثاني بإنهاء خدمات سموه العسكرية وبتاريخ 11/12/1431هـ ثم صدر الأمر الملكي بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير دولة وعضو في مجلس الوزراء ورئيسا للحرس الوطني ليترجل سموه عن صهوة العسكرية ويتسلم قيادة أعلى ألا وهي تحويل الحرس الوطني إلى وزارة وتعيين سموه وزيرا لها ، وقد كان ابرز حدث على مستوى المملكة في هذا العام 1434هـ ، ولم يأتي هذا الأمر من فراغ بل أتى بعد دراسات مستفيضة وحرص كبير من خادم الحرمين الشريفين على تطوير أجهزة الدولة الفاعلة المؤثرة في المنظومة الأمنية من اجل حماية الوطن وتعزيز مكتسباته ونشر الأمن والأمان في ربوعه والاحتفاظ بمناخ الاستقرار الذي تنعم به المملكة التي تعد جزيرة آمنة مطمئنة وسط محيط هادر تتقاذفه الأمواج العاتية من القلاقل ، كما يعد ذلك تدرجا منطقيا لاستكمال المنظومة الأمنية التي أرسى دعائمها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن ـ طيب الله ثراه ـ فأصبحت المملكة بفضل الله ثم بفضل التأسيس المتين دولة عصرية حديثة في مقدمة الدول المهمة والمؤثرة في صناعة القرار الدولي والإقليمي بفضل ما تنعم به من استقرار ورخاء وبما حباها الله من نعم ، كما تنعم بقيادة حكيمة ورزينة راسية لاتغيرها الأهواء ولا الاتجاهات.

والحرس الوطني يقوم بأدوار متعددة لم يقتصر دوره على المستوى العسكري فقط بل هو الجهاز العسكري الوحيد الذي يشارك في كافة الأنشطة الثقافية والصحية والتعليمية والتراثية ويساهم في الخدمة المجتمعية بكل ما يملك من وسائل ومستشفيات الحرس الوطني تقدم خدمات جليلة للوطن والمواطن ، أضف إلى ذلك التعليم الأكاديمي الصحي وإنشاء جامعة ومعاهد ومراكز أبحاث طبية في كبريات مدن المملكة ، إضافة إلى رعايته المهرجان الوطني للتراث والثقافة والذي يحتاج إلى كوادر بشرية وإدارية وميدانية لاتملكها الوزارات الأخرى لو حاولت تبني رعاية المهرجان وهو مساند لكل الأعمال الأمنية في كل الاتجاهات ويقدم خدمات مجتمعية يصعب حصرها في مقالة واحدة .

والآن ومع تحول الحرس الوطني من رئاسة إلى وزارة احسب أن أمور كثيرة ستكون في صالح الوطن والمواطن لما لهذه الخطوة من أهمية كبيرة وستشهد الفترة القادمة بإذن الله المزيد من التنسيق بين كافة ركائز المنظومة الأمنية والعسكرية بما يخدم المصلحة العليا للوطن خصوصا وان المنطقة تموج في بحر من القلاقل والتربص ، ومحاولات بث الفرقة بين أبناء الوطن الواحد ، ونشر أيدلوجيات تحت مسميات كاذبة ووهمية من اجل صراع قومي عقيم أو بذر بذور فتن طائفية عابرة ومعروفة حيث يريد أصحابها أن يروجوا لها ويتاجروا بعقول البسطاء ، والهاء شعوبهم عن ما تعانيه ، دولهم من سوء إدارة أو فشل في السياسة الداخلية والخارجية بغية النيل من الدول المستقرة والآمنة التي تنعم بالاستقرار والرخاء .. والحديث عن مثل هذا الأمور يطول ويطول وهي ليست بالغائبة على كل ذي لب وبصيرة ، ويهمنا هنا أن تحول الحرس الوطني إلى وزارة بلاشك يعد قفزة نوعية في سبيل تقدم المنظومة الأمنية والعسكرية والحضارية التي تنعم بها المملكة وتولي قيادة هذه الوزارة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز ، يعد كذلك إضافة رائدة وفي محلها لكون سموه تدرج في خدمة الحرس الوطني منذ تخرجه ملازم وحتى وصوله لفريق أول ركن عاش بين الجنود وشاركهم حياتهم العسكرية وتدرج في العديد من المناصب التي تجعله يعلم كل صغيرة وكبيرة عن الحرس الوطني وهو يحفظ الوجوه ولديه إلمام كبير بالمنسوبين ضباط وأفراد ، فقد كان الرجل المناسب في المكان المناسب ... نتمنى من الله التوفيق والسداد لسموه ولكافة العاملين معه .. في ظل القيادة الرشيدة والحكيمة لمولاي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وكافة الرجال المخلصين .. حفظ الله لنا أمننا وأدام علينا نعمة الإسلام وكفانا شر الحاسدين .
.

alfrrajmf@hotmail.com
بواسطة : ابو فراج
 0  0  1696