×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

التخصصات الصحية والأمر السامي الكريم


أ.د عوض الأسمري

قرار حكيم من رجل حكيم بعيد عن الارتجالية والعاطفة. القرار يحمل الجميع الخريج والقطاع الحكومي والقطاع الخاص المسؤولية التامة أمام الله، قرارفيه شفافية واضحة لا تحابي طرفاً على حساب طرف آخر، فهو اختبار لمدى جدية خريجي التخصصات الصحية وقياس لمهاراتهم، ومدى اهتمامهم بالتعليم والتدريب وحب المهنة والاعتماد على النفس وإثبات الجدية والإخلاص في العمل وحب التفاني في خدمة هذه المهنة الشريفة. كما أنه يحمّل الجهات المدربة مسؤوليتها أمام الله ثم أمام المليك والوطن .
وقد أخلى خادم الحرمين الشريفين مسؤوليته أمام الله، وأصبحت في أعناق المسؤولين في وزارة الخدمة المدنية وكافة الأجهزة الحكومية ذات الصلة بالخدمات الصحية، فهم المسؤولون مسؤولية مباشرة أمام الله ثم المليك والوطن كما أن وزارة المالية تعتبر العامل الأساس والمحفز لنجاح هذا المشروع الوطني العظيم، والذي سيكون له بالغ الأثر في بناء جيل جديد من أبناء الوطن يعوّل عليه في المستقبل .
كما تقع المسؤولية على لجنة المتابعة المزمع إنشاؤها للتقويم أثناء فترة التدريب للتأكد من نجاح البرنامج وبشفافية واضحة للجميع . مع التأكيد على تصميم برامج تدريب نوعية تتوافق وخصوصية مجتمعنا الإسلامي المحافظ ، مع تشجيع المبدعين وتحفيزهم ومكافأتهم بالتعيين حسب رغباتهم.
ومعلوم أن التخصصات الصحية مهنة شريفة، وتلزم الجد والاجتهاد والمصداقية، وحب العمل والسرية التامة وحفظ خصوصيات المريض، والتعامل مع المراجعين بنفسية طيبة وأخلاق حسنة، فقد حثنا ديننا على مكارم الأخلاق والجد والاجتهاد وحسن المعاملة. وبخاصة مع المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة.
كما أن على وزارة الخدمة ووزارة العمل مسؤولية كبيرة لتوجيه بعض الخريجين إلى القطاع الخاص ويجب أن يعطي المتدرب الخيار فيما بين القطاعين الحكومي والقطاع الخاص، ويجب ألا يكون الهدف التعيين على الوظيفة فقط، بل يجب أن تكون المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار والقطاع الخاص الصحي مشارك حقيقي، ويكاد يكون من أهم القطاعات الخاصة مشاركة للدولة في حل مشكلات المواطن الصحية؛ لذا علينا مساعدته بالحصول على كوادر وطنية ذات كفاءات عالية، كما أنه على القطاع الخاص التضحية قليلاً من أجل استقطاب الأيادي السعودية العاملة لأنها استثمار المستقبل بدلاً عن الاستثمار في غير السعوديين، وتدريبهم على حساب مكتسبات الوطن ومن ثم يعودون إلى أوطانهم أو يهاجرون إلى دول العالم الأول. فنحن نعلم أن أمريكا وخصوصاً القطاع الصحي فيها يعطي مبالغ مجزية ويستقطب من سبق له العمل في المملكة لعلمهم اليقين بأنهم ذوو كفاءات عالية جداً. لذا علينا أن نستثمر في تراب الوطن الذي منه خلقنا وإليه نعود. شكراً سيدي خادم الحرمين الشريفين على هذه المكرمة العظيمة التي ستذكرها الأجيال اللاحقة وتسطر بماء من نور على صخور جبال وهضاب الجزيرة، بل على ذرات رمال صحرائها الممتدة و لايجهلها إلا أعمى أو من به رمد من حسد.


المقال منشور في صحيفة الشرق
 0  0  6085