استبشري و أبشري يا تُنومة الـمُستقبل
استبشري و أبشري يا تُنومة الـمُستقبل
بقلم الأستاذ الدكتور / صالح بن علي أبو عرَّاد
الـمشرف على اللجان الثقافية في تُنومة .
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، أما بعد :
فكم هو جـميلٌ ورائعٌ أن نتحدث عن الطموح الذي هو سبيل النجاح والفلاح وأداة الصلاح والإصلاح . وكم هو مُـمتع أن يكون هذا الطموح والنجاح مصطبغٌ بالصبغة التُنومية التي تتسم بأنها ( صبغةٌ وطنية ) محمودة لأنها تنطلق في أصلها من مبدأ التنافس الشـريف الذي يدفع أصحابه إلى السمو والرُقي ، وإلى التطلع الواعي الدائم إلى معالي الأمور وعظائمها .
أقول هذا الكلام وأنا واحدٌ من أبناء تُنومة الذين يعرفون تمام المعرفة حجم المُعاناة التي ( كان ) أبناء تُنومة يُعانونها في زمنٍ مضى وانقضى جراء حرمانها منذ عقودٍ طويلةٍ من نيل أبسط الحقوقوالمشاريع والإنجازات التنموية التي عاشتها مدن وقرى بلادنا الغالية في العهد السعودي الزاهر ، وما ذلك إلاّ نتيجةً لما كان عليه الوضع في تُنومتنا الزهراء من فُرقةٍ وتشتُتٍ ، وفقدٍ للقيادة الواعية الحكيمة ؛ الأمر الذي جعل تُنومة ترزح فترةًليست بالقصيرة تحت وطأة التفكير التقليدي العقيم ، والقبلية المقيتة ، والإقصاء المتعمد من بعض ( الجهلاء ) ، لكل من يحمل بين جنباته أملاً مُشـرقًا ، أو طموحًا وثّابًا ، أو نظرةٍ مُستقبليةً واعية .
ولأن دوام الحال من المحال كمـا يُقال ، فقد أراد الله جل جلاله الذي بيده تقدير الأمور ، وتدبير الأحوال وتصـريفها ، أن يتغير ذلك الحال البئيس منذ بضع سنواتٍ فقط لنرى ونُشاهد تُنومتنا الحبيبة وهي تُسابق الزمن ، وترفل في ثياب التقدم والنمـاءوالرُقي ، وتحظى ببعض حقها المفروض لها من معطيات التنمية الشاملة ، وتحصل على جزءٍ من معطيات التطور الحضاري الذي قيضه الله تعالى لها في هذا العهد الزاهر الميمون بقيادةٍ حكيمةٍ من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهمـا الله ، ورعايةٍ كريمةٍ من صاحب السمو الملكي أمير منطقة عسير ، ومتابعةٍ مُستمرة من سعادة الأستاذ / عبد الرحمن بن زيد الهزّاني رئيس المركز و( المُحافظ القادم لتُنومة بإذن الله تعالى ) وما يمتاز به من تطلُعٍ وطموحٍ ومبادرةٍ وروحٍ شبابيةٍ ، ثم تلك الجهودالفاعلة والمُثمرةلكوكبةٍ مُباركةٍ من ( أبناء تنومة ) الواعين المخلصين الذين سخرهم الله تعالى لخدمة تُنومة المُستقبل واستعملهم لهذا الغرض النبيل ، فهم يتسابقون إلى تحقيقه بكل طواعيةٍ واختيارحرصًا منهم على استكمـال جوانب وأبعاد ( المسيرة التنمويةالتُنومية) التي كان قد بدأها من قبلهم عددٌ ليس بالقليل من ( التنوميين الأفاضل) الذين - لا شك - أنهم كانوا قد بذلوا ما أمكنهم من الجهد في أوقاتٍ مختلفةٍ وأزمنةٍ مُتفاوتةٍ، وحتى أكون منصفًا لهم فإنني لن أُشير إلى أسمـائهم ، فهم كثيرٌ ولله الحمد ، ومنهم من قدِم على ربه ومنهم من ينتظر ، وليس من السهولة أن أُحصـي أسمـاءهم الكريمة في هذه العُجالة ، إلاّ أننا جميعًا على يقينٍ وثقةٍ بأننا إن لم نذكر أسمـاءهم فإن الله تعالى يعرفهم ويعرف جهودهم ، وسيجزيهم عليها بإذنه تعالى خير الجزاء .
وحتى لا أُطيل على إخواني القراء فإنني أعود إلى ( المحور الرئيس ) لـمقالي هذا والمتمثل في حرصـي على زف البُشـرى لكل التنوميين قائلاً :
أيها الأحباب ..استبشـروا خيرًا بمـا تحمله الأيام القادمة - إن شاء الله تعالى - لتُنومة الطموح والنجاح من أخبارٍ سارةٍ ، وأنباءٍ مُفرحة ، وبٌشـرياتٍ كبيرةٍ ننتظرها جميعًا ، ونترقب الإعلان عنها من مصادرها المسؤولة لتكون ( بإذن الله ) واقعًا مُعاشًا ، وترجمةً حقيقيةً لجهود الرجال الصادقين في عنايتهم واهتمـامهم بالشأن التنموي التُنوميمن أبناء تُنومة ( الواعين ) ، الذين يعملون في صمت ، ويُخططون في هدوء ، ويحرصون كل الحرص على أن تنال ( تُنومة الجديدة ) ما تستحقه من مشاريع الخير والبناء ومُعطيات التقدم والنمـاء ، التي ستجعلها ( بإذن الله تعالى ) في مصاف مثيلاتها من المُدن والمحافظات السعودية المتميزة مكانًا وإنسانًا .
فيا أيها التُنوميونمن الكبار والصغار ، ومن الذكور والإناث ، ومن الحاضـرين والغائبين ...هنيئًا لتُنومة نعمة ربها ، وهنيئًا لتُنومة عناية ولاتها ، وهنيئًا لتُنومة حرص بعض مسؤوليها ، وهنيئًا لتُنومة إخلاص المتميزين من أبنائها ، وهنيئًا لتُنومة سداد رأي المبدعين من رجالها ، وهنيئًا لتُنومة حكمة وروية عقلائها ، وهنيئًا لتُنومة حماس وإيجابية الكثير من شبابها ، وهنيئًا لتُنومة هذا التغيُر الإيجابي للكثير من المفاهيم عند سُكانها نحو ضـرورة الوعي بأهمية استشعار ( المسؤولية الاجتمـاعية ) عند كل تُنوميٍ أصيلٍ ، أينمـا حلَّ وحيثُمـا ارتحل ، والحمد لله رب العالمين .
أبها في 22 جمادى الثانية 1434هـ