هل انتهى زمن ( كل شيء تمام )
هل انتهى زمن ( كل شيء تمام )
بقلم / سعيد علي آل عباس الشهري
كم تكون بعض العبارات ثقيلة . خاصة إذا كثر تكرارها كعبارة ( كل شيء تمام ) هذ الشعار الذي كان وما زال متداولاً رغم ما يحمله من مجانبة للواقع وبالأخص إذا كانت الاجابة لمسؤل عندما يسأل عن سير العمل في أي مجال فتقال له هذه العبارة أو هذا الشعار البائد الفاقد للمصداقية وتحت هذه العبارة التي ظل يتلقاها السائل تراكمت الاخطاء وتفاقمت الحلول منذ عهود مضت ولا زالت تتكرر .لكن الاعلام أصبح يعرّي هذه المقولة وأمثالها ويكشف حقائق كانت تعريتها أو كشفها تعتبر تعدٍ على بعض السلطات . وبالرغم من الاعلان عن الكثير منها خاصة ما يتعلق بالفساد والإهمال فإن الجهات ذات العلاقة بالموضوع تظل صامتة لا تجرؤ على الظهور للدفاع عن نفسها أو بيان ملابسات الامر إن وجدت فإن عدم الإجابة لوسائل الاعلام يثبت الادانة القطعية .
يدور الحديث في صفوف الشباب العاطلين عن العمل أن معظم الدوائر الحكومية التي يوجد لديها بعض الوظائف لا يتم الاعلان عنها إلا وقد تم حجزها أو التعيين عليها بالواسطات أو الرشاوى وإن الاعلان مجرد تعمية ولعب بمشاعر المواطنين . وتتم عدة طرق للإعلان عن طريق المواقع الالكترونية أو الصحافة الورقية ولفترة محدودة جداً يتقدم أثناءها العشرات و المئات أو الألوف أحياناً ويستمر الشباب وراء هذه الاعلانات متجشمين عناء الأسفار والجهد والمصاريف وربما تتم مقابلات صورية فقط إذ يتساءلون بعد ذلك فلا يجدون أياً منهم قد تم قبوله ومن ثم تعيينه وليتها تعاد الملفات لأصحابها بل تتلف أو تبقى حبيسة الادراج أو لأغراض أخرى حتى أن بعض الدوائر المعروفة تتباها بكثرة ملفات المتقدمين بطلب العمل الذين لم يتم توظيف أياً منهم إلا لمن تنطبق عليه الشروط !!!
ويلاحظ بعد مدة قصيرة وجود من يشغل الوظائف المعلن عنها باشخاص من قرى وبلدات وعشائر من خارج نطاق الدائرة بحكم قرابة المتنفذين وأصحاب الاحتكار وليس القرار . كذلك لا يتم إطلاع المسؤل إذا صادف قيامه بتفقد العمل أو ما في حدوده إلا على الجوانب الايجابية نسبياً إن وجدت أما خلافها فيتم اشغاله والتحايل عليه وإقامة الولائم له ( ويا طويل العمر ويابو فلان أو فلتان ) وراح البلد ومصالحه وأهله في الطوشة وكل شيء تمام والله المستعان .