×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

الضرورة السادسه

الضرورة السادسه




بقلم العميد م / صالح بن حمدان

من مظاهر عناية الاسلام بالإنسان انه كفل له بما يعرف في العلوم الشرعيه بالضرورات الخمس والتي لا يمكن ان تستمر الحياة بدونها وهي 1-حفظ الدين 2-حفظ النفس 3- حفظ العقل 4- حفظ العرض 5- حفظ المال وقد اضاف بعض الحكماء والمشرعين الضرورة السادسة وهي المحافظه على نظافة الجوهر والمظهر والبيئة ولا يخفى على ذي لب ان الحياة بدون الضرورة السادة لا تستقيم ولكن مما يبعث على الحزن والألم ان نظافة البيئة لدينا تكاد تكون معدومة تماما عند البعض وهم كثر وأعلم يقينا ان من اهم اسباب النظافة كلها وليس جلها قلة الوعي والوعي قد يكون بالفطرة ينمو مع الانسان لكنه لن يكون وعيا مستنيرا ما لم يكن لدى الانسان ثقافة اسلاميه والثقافة العامه وهي ان تأخذ من كل علم بطرف ومتى ما كان الانسان مثقفا كان واعيا بما يدور حوله ومتفاعلا مع الحياة بطريقة وبأسلوب وسلوك ايجابي فتراه يحسن الخطاب مع الآخر ويتفاعل مع حب الوطن من خلال الموطنة الصادقة فيشعر بهم الوطن والمواطن والبيئة فلا يعمل إلا عملا نافعا ومفيدا ويتفانى في خدمة هذا الوطن الغالي ويحسن التعامل مع الآخرين ويحرص كل الحرص على تطبيق الضرورة السادسة ومنها نظافة البيئة ومن اشد المظاهر ايلاما تلويث البيئة سواء في محيط السكن او الشارع او المرافق العامه الهامه كالمساجد والمرافق الحكوميه كالمدارس والجمعيات والكليات والمؤسسات الرسميه والاهليه ومما يدمي القلب المتنزهات التي هي بمثابة الرئة للإنسان فهى المتنفس لكل مواطن ومقيم ومظهر حضاري وسلوك مجتمعي ومما يشعر الانسان بالإحباط ما نلاحظه على المحلات التجاريه انها اكثر من يلوث الأماكن العامه وخصوصا الشوارع والطرقات وهذا دليل واضح على قلة الوعي وضعف المواطنه ولكن ما لم ينزع بالقرآن ينزع بالسلطان ولابد من اوامر فاعله ونافذة من السلطة المعنية بهذا الجانب وهي الامانات والبلديات فالمعلوم الذي لا لبس فيه ان هناك غرامات على اصحاب المحلات التجاريه بنظافة محلاتهم ومحيطها وأصحاب المطاعم و( البوفيهات ) ولا تهاون في ذلك وتكون الرقابه حازمه و متابعه ولا بد من الغرامة وحتى لو تطلب الأمر استدعاء صاحب المحل وتوعيته وإنذاره وعلى المسؤولين ان يضعوا نصب اعينهم اهمية النظافة وأنها مظهر من مظاهر الانضباط والإدارة الناجحة ومن اهم البراهين على فشل الادارة سوء النظافة اما الطرقات والمتنزهات فتقع مسؤوليتها علينا جميع وهذا يأتي من ثقافة المجتمع ووعيه بأهمية النظافة للاماكن العامه التي يطرقها الانسان ويرتادها للاستجمام والراحة و المسؤولية الاولى تقع على عاتق البلديات لتوفير عمالة مستدامة في هذه الاماكن حتى لو تطلب الامر الى فرض رسوم رمزيه لدخول المتنزهات لخدمة المكان ونظافته بالإضافة الى وضع اللوحات التوعويه والرقابية ومحا سبة كل من يتعمد تلويث المكان او تخريب وسائل ومعدات الترفيه ودورات المياه وان يكون هناك منهجا تعليميا لهذا الجانب المهم من حياتنا وفي الختام ان القول الفصل يعود على استقامة سلوك الانسان ووعيه ووطنيته وحصيلته الثقافية والله من وراء القصد
 0  0  2710