الشيخ علي بن سليمان ابن تنومة البار ... شكرًا لك
الشيخ علي بن سليمان ابن تنومة البار ... شكرًا لك
أ.د. ظافر بن عبد الله آل حنتش
أستاذ الدراسات العليا ـ جامعة الملك فيصل
رئيس نادي الأحساء الأدبي
أستاذ الدراسات العليا ـ جامعة الملك فيصل
رئيس نادي الأحساء الأدبي
قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ( لا يشكر الله من لا يشكر الناس ) وقال ـ( من لم يشكر الناس لم يشكر الله ) هكذا علمنا سيدنا محمد بن عبدالله ـ صلوات ربي وسلامه عليه ما تعاقب الليل والنهار ـ علمنا كيف نعترف بالفضل لأهل الفضل من الناس الذين خدموا الإنسان من خلال ما قدموه لمجتمعاتهم وما بذلوه من أموالهم وأوقاتهم وصحتهم في سبيل الخير دون أن ينتظروا مردودا ماديا أو إشادة من أحد إلا من الله وحده ، هدفهم خدمة الوطن من خلال المساهمة الصادقة المُثْرِية في برامج التنمية لمنطقتهم ومسقط رؤوسهم . هكذا هو الشيخ ابن تنومة البار علي بن سليمان . رجل عشق حبه الأول ومسقط رأسه تنومة ، فبذل بسخاء وكأني به يستشعر قول الشاعر العربي العباسي أبو تمام :
نَقِّلْ فؤادكَ حيث شِئتَ من الهَوَى= ما الحبُّ إلَّا للحبيبِ الأوَّلِ
كم منزلٍ في الأرضِ يعشقهُ الفتى = وحـَـنينُهُ أبــَـدًا لأوَّلِ منزلِ
لم أكن قريبا من هذا الرجل في فترات سابقة بحكم مشاغل الحياة ، فأنا لم أعمل في الرياض كي يتسنى لي الالتقاء به ولو في المناسبات الخاصة أو العامة، حتى في الإجازات الصيفية ما كنت أجتمع معه كثيرا ، وعندما شرفت بأن أعمل تحت إدارته في لجنة الأهالي بتنومة لم أكن أعرف عنه إلا أنه رجل أعمال أنعم الله عليه ووفقه نتيجة كفاح طويل وتعب وجهد ومثابرة . غير أنني عندما اقتربت منه كثيرًا وجدت فيه الطيبة والصدق والكرم والبساطة والتواضع والمعرفة ببواطن الأمور ، فعندما تزوره في داره يتفانى في خدمتك وتشعر أنك في منزلك من خلال الطيبة والأريحية والتواضع ، وهي صفات يتميز بها هذا الرجل الشهم ، ولوكنت مع عشرات من الناس في داره لَخُيِّلَ إليك أنك أنت الوحيد المحتفى به ، يصدق عليه قول الشاعر العربي :كم منزلٍ في الأرضِ يعشقهُ الفتى = وحـَـنينُهُ أبــَـدًا لأوَّلِ منزلِ
تَراهُ إذا مَا جِئْتَهُ مُتَهلِّلًا = كأنكَ تُعطِيه الذي أنتَ سَائلهْ
ليس من أجل هذا كتبت هذه المقالة ، فهو غني عن شهادتي فيه ، ولكن من أجل شيء آخر يميز هذا الرجل . إنها مواقفه العظيمة التي عرف بها علي بن سليمان تجاه تنومة وأهلها وتجاه من لجأ إليه في عسرٍ ويسرٍ، فتنومة اليوم حظيت وتحظى بكثير من الخدمات والإنجازات التي تشهد ببذل وعطاء هذه القامة المُشَرِّفة لوطنها ولأسرتها وعشيرتها ، ولا أريد أن أعدد ما قدمه لتنومة من عطاءات سخية ، فهي شواهد ملموسة ، وحقائق على أرض الواقع ، غير أنني أشير إلى شيء نعرفه نحن في لجنة الأهالي بتنومة ، فعندما نجتمع في اللجنة ونتدارس برامج عملنا يقول لنا بالحرف الواحد والزملاء في اللجنة يشهدون بذلك ( لايهمكم الدعم المالي ، اعملوا ولا تفكروا في المال ) ماذا نقول لهذا الرجل بعد هذا كله ، أليس من حقه علينا أبناء تنومة أن نقول له : بارك الله فيك و لك وزادك الله بسطة في العمر والمال والذرية ؟ أليس من حقه علينا أن نشيد به ونشكره لا تزلفا ولا محاباة ؟ فهو غني عن ذلك ، ولكن امتثالا لقول نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( لا يشكرا لله من لا يشكر الناس )واعترافا منا جميعا له بالفضل بعد الله سبحانه وتعالى ، فهو بكل صدق ابن تنومة البار ورجل المواقف المعروفة ، أليس من حق تنومة أن تفخر به وبأمثاله ؟ أسئلة أترك الإجابة عليها لتنومة نفسها بإنسانها وجبالها وأوديتها وكل ذرة رمل فيها .