عمر بن غرامة العمروي ... الباحث الذي أغفله الإعلام
عمر بن غرامة العمروي ... الباحث الذي أغفله الإعلام
بقلم الأستاذ الدكتور / ظافر بن عبد الله بن حنتش
أستاذ الأدب العربي بجامعة الملك فيصل في الأحساء
ورئيس نادي الأحساء الأدبي
=-=-=أستاذ الأدب العربي بجامعة الملك فيصل في الأحساء
ورئيس نادي الأحساء الأدبي
في حياة الإنسان فرص ثمينة تأتي أحيانا في يسرٍ وسهولة يكون الإعداد لها وليد اللحظة ، ولعل من هذه الفرص التي واتتني هي تلك التي قدَّر الله لي فيها زيارة الباحث الكبير في علمه وتواضعه الدكتور / عمر بن غرامه العمروي في داره العامرة بمدينة الرياض ، رتب لهذه الزيارة في بضع دقائق الأخ الكريم الأستاذ الدكتور/ صالح أبو عراد واكتملت الصحبة برفقة الأخ العزيز الدكتور/ أحمد آل مريع رئيس مجلس إدارة نادي أبها الأدبي والابن الوفيّ/ عبدالله بن غرمان الشهري المشرف على موقع تنومة ، كانت الزيارة في جانب منها بقصد السلام على هذه القامة الكبيرة أستاذنا الباحث الدكتور/ عمر بن غرامه العمروي الذي ظلمه الإعلام كثيرا ، وتجاهله بقصد أوبدون قصد في حين صفَّق وهلَّل لمن هم دونه علما وفضلا وخلقًا .
أما الجانب الآخر للزيارة ، فكان واجب الشكرـ لمن يستحقون الشكر بعد الله ـ يحتم علينا أن نقدم للدكتور/ عمر بن غرامة العمروي شكر وتقدير المثقفين والمثقفات من أبناء تنومة ، بل ومن أهلها كافة لتبرعه السخيّ بمكتبته العامرة للجنة الثقافية بتنومة المنبثقة عن نادي أبها الأدبي التي يرأسها ابن تنومة البار الأستاذ الدكتور / صالح أبو عراد ، والمنضوية ضمن إنجازات لجنة الأهالي بتنومة ، وهو تبرع لا يقدر بثمن ، ولا يعرف قيمته المعنوية قبل المادية إلّا من عشق الكتاب وبحث عنه في دهاليز المكتبات العامة والخاصة في الداخل والخارج .
زيارة تحوَّلت إلى ندوة فارسها هذا الرجل الموسوعي الذي أفنى وقته وعمره وماله في البحث والتأليف والقراءة والتحقيق في صمت ، وفي بعد عن البهرجة الإعلامية التي صنعت من الأقزام جهلاء في ثياب علماء ، أما ( العمروي ) فكان يغرِّد وحده بين الكتب ، وعبر الرحلات العلمية التي قادته إلى أقاصي الأرض بحثا عن كتاب أو مخطوط ، أو معلومة أو عالم ، لم يبخل بمال ، ولم يثنه تجافي الآخرون عنه حتى من كانوا له بالأمس صحبة ، بل زاده ذلك تصميما وحبا للبحث ، وإيمانًا بحق الأجيال القادمة في الوصول إلى حقائق المعرفة الإنسانية .
إنها زيارة قصيرة في وقتها الزمني لكنها طويلة في حجم الفائدة التي خرجنا بها من دار هذا الرجل الذي يذكرنا بالكبار من الباحثين في إرثنا العربي الزاخر على مرِّ العصور .
ختاما أقول :
أَيُّها الباحثُ العمروي = رائع أنت في منهــجـــكْ
لَمْ تَزَلْ تَرْتَقِي مُبْدِعًا = باذلَ الجهد في مُـــنْتَجـكْ
لِجْ رحابَ العـُلا إنَّها = ترقبُ الطِّيب من مولِجكْ
=-=-=
لَمْ تَزَلْ تَرْتَقِي مُبْدِعًا = باذلَ الجهد في مُـــنْتَجـكْ
لِجْ رحابَ العـُلا إنَّها = ترقبُ الطِّيب من مولِجكْ
=-=-=
الأحساء
1 / 5 / 1434هـ .