ما بين أمريكا وإيران !!
سلطان علي الشهري
يغلب الظن بأن من يوزع الهدايا لا يخلو من حالتين وهي الحب الشديد فهو يهدي لمن يحب كالزوجة والوالدين والأولاد والأخوة والجار أو لسبب ثانٍ وهو المصلحة والمنفعة المرجوة من المهدى إليه مثل الراشي والمرتشي ومن يُنتظر منه محاباة في حكم أو ظلم الغير قال تعالى { وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بالإثم وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } .
وهذا ما فعله أوباما عندما سلم الحكومة العراقية الهزيلة الحكم، بعد أن ضمن سيولة النقد وتدفق النفط، أما أمنها فلا يهمه بل يسعى لعدم استقرار المنطقة لمصالح سياسية واقتصادية لا تخفى على أحد، وبالتالي أهداها لإيران وسمح لنجاد والملالي بإدارة شؤون العراق الدينية بإسلوب طائفي، وكتب على الهدية هاهي العراق هدية مزجاة لا تمسوا مصالحنا فيها.
قلنا ورددنا كثيراً أن العلاقة بين أمريكا وإيران علاقة مصالح مشتركة، ولن يختلفا أو يدخلان في حرب إلا إذا تعدى أحدهما على مصالح الأخر وهذا مستحيل على الأقل في الوضع الراهن، والمشهد الحاضر أمامنا منذ سنين بأن الحرب الكلامية بينهما هي إعلامية فقط، خدعة تنطلي على السذج بينما الصداقة المؤقتة هي حقيقة العلاقة بينهما، وما العراق إلا هدية أمريكية لإيران منها زيادة النفوذ الإيراني على الخليج وفي ذلك ضمان الاستسلام الخليجي الدائم لأمريكا خوفاً من إيران، ومنها الرغبة الأمريكية في نشر المذهب الشيعي وهو ما يسمى بالمد الصفوي، وبهذا تضعف جميع المذاهب السنية والتيارات الفكرية المتشددة التي يعتقدون من وجهة نظرهم أنها معادية للأديان الأخرى.
ومع ذلك فإن المحلل السياسي وخصوصاً المخضرم يعلم أن أمريكا بذلك بدأت في مرحلة الشيخوخة وحل بها الضعف المتزايد، فأي دولة عظمى تعتبر نفسها الأقوى لا تحاول مجاراة الأنداد مثل روسيا والصين وفرنسا حتى لو كانوا يساعدونها في تنفيذ خططها، ولا يمكن لدولة عظمى أن تهدي ولو قطمير للدول التي تزاحمها على مصالحها السياسية والاقتصادية حتى لو رأت منها الفائدة المرحلية، كونها لا ترغب في جرح كبريائها في النزول للتفاوض مع الند و محاباة العدو، وما هذه إلا شواهد الضعف وبداية الشيخوخة.
فهل يعي العرب والمسلمون الدرس ويستفيدون من ضعف القوى العظمى بتقوية أنفسهم لأنها فرصة سانحة لن تدوم وقد لا تطول ، وهل سيحاولون قراءة المشهد السياسي بالعين المجردة الخالية من الفوبيا الشديدة، وهل آن الأوان لجمع الشتات العربي بدلاً عن الربيع العربي وبالتالي التوحد في الأهداف الاستراتيجية والخطط المرحلية ومجابهة الأعداء بنفس الطرق والأدوات التي يستخدمونها .. كيف؟
نحن على علاقة جيدة مع أمريكا والدول الأوروبية ولكننا لم نستفد منهم في تطوير العلوم والتعليم بل ابتعثنا الشباب والشابات إليهم وكأننا سلمنا بعدم قدرتنا على الوصول للاكتفاء الذاتي ولأسباب تغريبية معلومة!، أيضاً لم نستطع أن نستنسخ منهم تجاربهم الصناعية بالشكل المطلوب فكل مصانعنا مع قدرتها الانتاجية إلا أنها في بدايات مراحل التصنيع بإنتاج المواد الأولية ولم تصل لإنتاج المواد الاستهلاكية بكميات كافية وجودة مقبولة وسعر منافس.
نكزة :
لكننا أخذنا منهم كل رديء من عادات وتقاليد وموضة وقصات شعر ولباس غريب ورقصات وحركات مقززة وفي متابعة أفلامهم ومسلسلاتهم وبرامجهم، حتى في الكرة نتابع أنديتهم وبدأنا في التخلي عن منتخبنا منتخب الأطلال صاحب الذكريات وصرف المليارات.
والله أعلم
وهذا ما فعله أوباما عندما سلم الحكومة العراقية الهزيلة الحكم، بعد أن ضمن سيولة النقد وتدفق النفط، أما أمنها فلا يهمه بل يسعى لعدم استقرار المنطقة لمصالح سياسية واقتصادية لا تخفى على أحد، وبالتالي أهداها لإيران وسمح لنجاد والملالي بإدارة شؤون العراق الدينية بإسلوب طائفي، وكتب على الهدية هاهي العراق هدية مزجاة لا تمسوا مصالحنا فيها.
قلنا ورددنا كثيراً أن العلاقة بين أمريكا وإيران علاقة مصالح مشتركة، ولن يختلفا أو يدخلان في حرب إلا إذا تعدى أحدهما على مصالح الأخر وهذا مستحيل على الأقل في الوضع الراهن، والمشهد الحاضر أمامنا منذ سنين بأن الحرب الكلامية بينهما هي إعلامية فقط، خدعة تنطلي على السذج بينما الصداقة المؤقتة هي حقيقة العلاقة بينهما، وما العراق إلا هدية أمريكية لإيران منها زيادة النفوذ الإيراني على الخليج وفي ذلك ضمان الاستسلام الخليجي الدائم لأمريكا خوفاً من إيران، ومنها الرغبة الأمريكية في نشر المذهب الشيعي وهو ما يسمى بالمد الصفوي، وبهذا تضعف جميع المذاهب السنية والتيارات الفكرية المتشددة التي يعتقدون من وجهة نظرهم أنها معادية للأديان الأخرى.
ومع ذلك فإن المحلل السياسي وخصوصاً المخضرم يعلم أن أمريكا بذلك بدأت في مرحلة الشيخوخة وحل بها الضعف المتزايد، فأي دولة عظمى تعتبر نفسها الأقوى لا تحاول مجاراة الأنداد مثل روسيا والصين وفرنسا حتى لو كانوا يساعدونها في تنفيذ خططها، ولا يمكن لدولة عظمى أن تهدي ولو قطمير للدول التي تزاحمها على مصالحها السياسية والاقتصادية حتى لو رأت منها الفائدة المرحلية، كونها لا ترغب في جرح كبريائها في النزول للتفاوض مع الند و محاباة العدو، وما هذه إلا شواهد الضعف وبداية الشيخوخة.
فهل يعي العرب والمسلمون الدرس ويستفيدون من ضعف القوى العظمى بتقوية أنفسهم لأنها فرصة سانحة لن تدوم وقد لا تطول ، وهل سيحاولون قراءة المشهد السياسي بالعين المجردة الخالية من الفوبيا الشديدة، وهل آن الأوان لجمع الشتات العربي بدلاً عن الربيع العربي وبالتالي التوحد في الأهداف الاستراتيجية والخطط المرحلية ومجابهة الأعداء بنفس الطرق والأدوات التي يستخدمونها .. كيف؟
نحن على علاقة جيدة مع أمريكا والدول الأوروبية ولكننا لم نستفد منهم في تطوير العلوم والتعليم بل ابتعثنا الشباب والشابات إليهم وكأننا سلمنا بعدم قدرتنا على الوصول للاكتفاء الذاتي ولأسباب تغريبية معلومة!، أيضاً لم نستطع أن نستنسخ منهم تجاربهم الصناعية بالشكل المطلوب فكل مصانعنا مع قدرتها الانتاجية إلا أنها في بدايات مراحل التصنيع بإنتاج المواد الأولية ولم تصل لإنتاج المواد الاستهلاكية بكميات كافية وجودة مقبولة وسعر منافس.
نكزة :
لكننا أخذنا منهم كل رديء من عادات وتقاليد وموضة وقصات شعر ولباس غريب ورقصات وحركات مقززة وفي متابعة أفلامهم ومسلسلاتهم وبرامجهم، حتى في الكرة نتابع أنديتهم وبدأنا في التخلي عن منتخبنا منتخب الأطلال صاحب الذكريات وصرف المليارات.
والله أعلم