الغربال 5 ( النصيحة)
النصيحة
قال إبراهيم بن مسعود الألبيري (نحو 460هـ) ينصح ولده ويحثه على طلب العلم، والتعلق بمكارم الأخلاق :
تفت فؤادك الايام فتّا=وتنحت جسمك الساعات نحتا
فكم ذا انت مخدوع وحتى=متى لاترعوي عنها وحتى
أبابكر دعوتك لو اجبتا=إلى مافيه حظك لو عقلتا
إلى علم تكون به إماما=مطاعا إن نهيت وان أمرتا
ويجلو مابعينك من غشاها=ويهديك الطريق إذ ضللتا
وتحمل منه في ناديك تاجاً=ويكسوك الجمال إذا عريتا
ينالك نفعه مادمت حيّاً=ويبقى ذكره لك ان ذهبتا
فكم ذا انت مخدوع وحتى=متى لاترعوي عنها وحتى
أبابكر دعوتك لو اجبتا=إلى مافيه حظك لو عقلتا
إلى علم تكون به إماما=مطاعا إن نهيت وان أمرتا
ويجلو مابعينك من غشاها=ويهديك الطريق إذ ضللتا
وتحمل منه في ناديك تاجاً=ويكسوك الجمال إذا عريتا
ينالك نفعه مادمت حيّاً=ويبقى ذكره لك ان ذهبتا
........=.........
لقد صاحبت أعلاماً كبارا=ولم ارك اقتديت بمن صحبتا
وناداك الكتاب فلم تجبه=ونبهك المشيب فما انتبهتا
ويقبح بالفتى فعل التّصابي=وأقبح منه شيخ قد تفتّا
ونفسك ذُمّ لا تذمم سواها=لعيب فهي اجدر من ذممتا
جمعت لك النصائح فامتثلها=حياتك فهي افضل ما امتثلتا
وقد اردفتها تسعاً حسانا=وكانت قبل ذا مائة وستا (1)
وناداك الكتاب فلم تجبه=ونبهك المشيب فما انتبهتا
ويقبح بالفتى فعل التّصابي=وأقبح منه شيخ قد تفتّا
ونفسك ذُمّ لا تذمم سواها=لعيب فهي اجدر من ذممتا
جمعت لك النصائح فامتثلها=حياتك فهي افضل ما امتثلتا
وقد اردفتها تسعاً حسانا=وكانت قبل ذا مائة وستا (1)
قلت: ينصح الألبيري ولده فيذكره بقيمة الزمن، وامتحان الأيام، ويحذره الغفلة والنسيان، حتى إذا تمكن من مراده، لفت انتباهه لطلب العلم والفوز في مضماره،
وعدّد فضائله، ومايتصل به من الصلاح والفلاح، فأتت نصائحه عندئذ متسقة الرؤى، عظيمة الفائدة، وعندئذ تكون له وجاء، وينهاه من بعد عن نقص المكارم
وتفلتها، إذ هي جماع للمعاني الرفيعة، والخصال الحميدة، تسمو بها النفوس، وتزكو بها الشمائل
جمعت لك النصائح فامتثلها=حياتك فهي افضل ما امتثلتا
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) من الشوارد المقيدة.
هذا المقال من عمود الأسبوعي الذي كان ينشر في جريدة الجزيرة كل يوم سبت , تحت عنوان « الغربال » ومضى عليه زمن يزيد على ستة أعوام , ثم توقف