العمل التطوعي بين الواقع والمأمول(1)
العمل التطوعي بين الواقع والمأمول(1)
إن من المقطوع بصحته أن العمل التطوعي يعد إحدى الركائز الأساسية للمجتمعات الحديثة التي تنشد التنمية الشاملة، وهو دليل على حيوية الشعوب ورقيها، ولذلك فقد حث الإسلام عليه واعتبره إحدى الشعائر الإيمانية.
ومع تطور الحياة وسرعة إيقاعاتها، وتعقد طبيعة المشكلات الإنسانية, غدا العمل التطوعي من الأعمال البارزة في واقع الناس لا سيما في ظل الكثير من الاحتياجات والكوارث الطبيعية والبشرية،مما دفع الشعوب المتحضرة أفرادا وجماعات إلى التسابق في مجالات العمل التطوعي الكثيرة ,فقامت من أجله ملايين التجمعات البشرية والجمعيات والمؤسسات والاتحادات المتخصصة .
لاشك أن الإسلام قد سبق كل النظريات والمفاهيم والفلسفات في بيان أهمية العمل التطوعي, والحث عليه، وبين أهميته، ونظم وأساليب أدائه، إلا أن واقع الحال في المجتمعات العربية والإسلامية، يشير إلى تخلفها في هذا المجال الحيوي, وهذا ما يدعو للأسف إذ إن أشد المجتمعات الإنسانية في حاجة لمثل هذه الأعمال التطوعية هي المجتمعات الإسلامية، التي أصبحت تتطلع نحو المجتمعات الغربية لتؤدي لها ما تحتاج إليه من خدمات تطوعية وإغاثية, وقد أصبح بيننا من يستنكف عن تأدية خدمات تطوعيه لإخوانه، بل والأشد مرارة أن البعض لا يكتفون بالتخلي عن أعمال التطوع وهجرها , بل يسخرون ويلمزون من وفقه الله إلى ولوج الأعمال التطوعية في أنساق المجتمع وقنواته الاجتماعية والعلمية والصحية , متناسين قول الحق سبحانه وتعالى : {الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم}(التوبة آية: 79)، وتوجيهات الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا".
وفي هذا الإطار تأتي أهمية هذا الموضوع وأهمية توضيح الجذور الحقيقية للفكر التطوعي ومفاهيمه وفضائله وضروراته .
إن التطوع في اللغة يأتي بمعنى الطاعة، وتَطَوَّعَ كذا: تَحَمَّلَه طَوْعًا، أو هو الزيادة في العمل من غير إلزام كأداء النوافل، ومن ذلك قوله تعالى : {فمن تَطَوَّعَ خيراً فهو خير له}(البقرة, آية:184
وفي الاصطلاح عُرف التطوع بأنه: ""التبرع بالجهد أو المال أو الوقت للقيام بعمل أو أنشطة لخدمة المجتمع, ولا يأمل المتطوع الحصول على مردود مادي من جراء تطوعه.." (الباز،1422هـ: 66-67)0
وعليه فالتطوع عملية تفاعل ومشاركة فردية أو جماعية، أو كليهما معا، تقوم على خدمة الإنسان لأخيه الإنسان عن حسن نية ورغبة فيما عند الله دون مقابل، وبذلك يمكن تحديد العناصر الأساسية التي ينطلق منها العمل التطوعي الناجح ، ومنها :
أن التطوع في أعمال الخير والبر هو عملية مشاركة ذاتية تنبع عن رغبة طوعية اختيارية.
يتمحور العمل التطوعي حول الإنسان كوسيلة وهدف في آن واحد...
ينتج عنه خدمات دون مقابل..
يحرك في النفس مشاعر البذل والتضحية والإحساس بالآخرين.
يقوي الشعور بالرضا وشكر النعمة التي أنعم الله بها على المتطوع.
قد يقوم بالعمل التطوعي أفراد أو مؤسسات , وفي حال العمل الفردي يتعين أن يخضع لضوابط تنسجم وواقع المجتمع, وقيمه وثوابته. ...
يتطلب العمل التطوعي مقومات ومهارات فيمن يبذله.. ونأمل من كافة شرائح المجتمع أن يدركوا أهمية العمل التطوعي فيخصص كل منا جزءاً من وقته في أعمال البر والخير في المجتمع ومن ذلك إصلاح ذات البين والتبرع بالدم, وحماية البيئة و المراجعات لدى الجهات الرسمية لتوفير احتياجات المجتمع ورعاية الايتام , والقصر والأرامل وذوي الاحتياجات الخاصة, والإسهام في جميع اوجه الحياة الصحية والعمرانية والأمنية على أن التعاون مع الجهات الأمنية في سبيل المحافظة على أمن المجتمع يأتي في قمة العمل التطوعي ويجسد روح المواطنة والانتماء إلى خير أمة.
وفى المقال الثاني سنتحدث إن شاء الله في لمحات عن نشأة العمل التطوعي وتطوره ,وأهميته . والله الموفق.
بقلم الأستاذ الدكتور/ علي بن فايز الجحني
من اللافت للنظر أن شعوب الدول المتقدمة تولي العمل التطوعي جل اهتمامها في حين أن شعوب العالم الثالث،وخاصة العالم العربي لا تعيره ما يستحق من اهتمام على صعيد الفكر والممارسة،بل وصل الأمر إلى أن من يتطوع بجهده ووقته وماله وحتى على حساب صحته واحتياجاته يجد من ((يضع العصا في العجلة)) فيحسده على هذا العمل , ويعرقل استمرارية عطائه, ويسعى جاهداً لتعطيل برامجه التطوعية, وصده عن هذا الباب الذي يعود بالخير على الجميع .. فلماذا يا ترى ؟ إن من المقطوع بصحته أن العمل التطوعي يعد إحدى الركائز الأساسية للمجتمعات الحديثة التي تنشد التنمية الشاملة، وهو دليل على حيوية الشعوب ورقيها، ولذلك فقد حث الإسلام عليه واعتبره إحدى الشعائر الإيمانية.
ومع تطور الحياة وسرعة إيقاعاتها، وتعقد طبيعة المشكلات الإنسانية, غدا العمل التطوعي من الأعمال البارزة في واقع الناس لا سيما في ظل الكثير من الاحتياجات والكوارث الطبيعية والبشرية،مما دفع الشعوب المتحضرة أفرادا وجماعات إلى التسابق في مجالات العمل التطوعي الكثيرة ,فقامت من أجله ملايين التجمعات البشرية والجمعيات والمؤسسات والاتحادات المتخصصة .
لاشك أن الإسلام قد سبق كل النظريات والمفاهيم والفلسفات في بيان أهمية العمل التطوعي, والحث عليه، وبين أهميته، ونظم وأساليب أدائه، إلا أن واقع الحال في المجتمعات العربية والإسلامية، يشير إلى تخلفها في هذا المجال الحيوي, وهذا ما يدعو للأسف إذ إن أشد المجتمعات الإنسانية في حاجة لمثل هذه الأعمال التطوعية هي المجتمعات الإسلامية، التي أصبحت تتطلع نحو المجتمعات الغربية لتؤدي لها ما تحتاج إليه من خدمات تطوعية وإغاثية, وقد أصبح بيننا من يستنكف عن تأدية خدمات تطوعيه لإخوانه، بل والأشد مرارة أن البعض لا يكتفون بالتخلي عن أعمال التطوع وهجرها , بل يسخرون ويلمزون من وفقه الله إلى ولوج الأعمال التطوعية في أنساق المجتمع وقنواته الاجتماعية والعلمية والصحية , متناسين قول الحق سبحانه وتعالى : {الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم}(التوبة آية: 79)، وتوجيهات الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا".
وفي هذا الإطار تأتي أهمية هذا الموضوع وأهمية توضيح الجذور الحقيقية للفكر التطوعي ومفاهيمه وفضائله وضروراته .
إن التطوع في اللغة يأتي بمعنى الطاعة، وتَطَوَّعَ كذا: تَحَمَّلَه طَوْعًا، أو هو الزيادة في العمل من غير إلزام كأداء النوافل، ومن ذلك قوله تعالى : {فمن تَطَوَّعَ خيراً فهو خير له}(البقرة, آية:184
وفي الاصطلاح عُرف التطوع بأنه: ""التبرع بالجهد أو المال أو الوقت للقيام بعمل أو أنشطة لخدمة المجتمع, ولا يأمل المتطوع الحصول على مردود مادي من جراء تطوعه.." (الباز،1422هـ: 66-67)0
وعليه فالتطوع عملية تفاعل ومشاركة فردية أو جماعية، أو كليهما معا، تقوم على خدمة الإنسان لأخيه الإنسان عن حسن نية ورغبة فيما عند الله دون مقابل، وبذلك يمكن تحديد العناصر الأساسية التي ينطلق منها العمل التطوعي الناجح ، ومنها :
أن التطوع في أعمال الخير والبر هو عملية مشاركة ذاتية تنبع عن رغبة طوعية اختيارية.
يتمحور العمل التطوعي حول الإنسان كوسيلة وهدف في آن واحد...
ينتج عنه خدمات دون مقابل..
يحرك في النفس مشاعر البذل والتضحية والإحساس بالآخرين.
يقوي الشعور بالرضا وشكر النعمة التي أنعم الله بها على المتطوع.
قد يقوم بالعمل التطوعي أفراد أو مؤسسات , وفي حال العمل الفردي يتعين أن يخضع لضوابط تنسجم وواقع المجتمع, وقيمه وثوابته. ...
يتطلب العمل التطوعي مقومات ومهارات فيمن يبذله.. ونأمل من كافة شرائح المجتمع أن يدركوا أهمية العمل التطوعي فيخصص كل منا جزءاً من وقته في أعمال البر والخير في المجتمع ومن ذلك إصلاح ذات البين والتبرع بالدم, وحماية البيئة و المراجعات لدى الجهات الرسمية لتوفير احتياجات المجتمع ورعاية الايتام , والقصر والأرامل وذوي الاحتياجات الخاصة, والإسهام في جميع اوجه الحياة الصحية والعمرانية والأمنية على أن التعاون مع الجهات الأمنية في سبيل المحافظة على أمن المجتمع يأتي في قمة العمل التطوعي ويجسد روح المواطنة والانتماء إلى خير أمة.
وفى المقال الثاني سنتحدث إن شاء الله في لمحات عن نشأة العمل التطوعي وتطوره ,وأهميته . والله الموفق.