×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

مفاتيح النجاح


مفاتيح النجاح

عبد العزيز فايز الشهري

النجاح هو إحدى الصفات التي يتمنى كل واحد منا أن يتوج بها وأن يكون له نصيب الأسد منه في حياته نظراً لما تقتضيه هذه الكلمه من مدلولات عظيمة وتأثيرات كبيرة على المستوى الشخصي أو على المستوى الإجتماعي , حيثُ أن النجاح يتشكل بصفة معنوية نظير مايبذله الإنسان من تقدم وإبداع لبلوغ الأهداف التي يصبوا لها في خضم معترك التحديات والعقبات التي قد تحول بينه وبين تحقيقها وأن يكون قادراً على تحقيق التوازن بكفائة وفاعلية بين متطلبات النجاح والإمكانيات المتاحة من الموارد اللازمة لتحقيقها , ولعل من أهم هذه الموارد مايعرف بـ "الفرصة" وقد قيل "إذا أردت النجاح فلا تضيع الفرص" حيث تعتبر الفرصة من أهم الموارد التي تبحث عنها الدول قبل الإنسان في القرن الواحد والعشرين , ونشأ على إثرها مايعرف بـ"العلوم المعرفية" ونظريات الاقتصاد المعرفي لتكون محطة الانتقال والمنافسة نحو التقدم والنجاح في هذا القرن , وبعد هذه المقدمة تعالوا لنعرف سوياً بعض المفاتيح المهمة التي تقودنا إلى النجاح.
أولاً: اخلاص النية :- النية عبارة عن المحرك والباعث الحقيقي الكافي بين وجدانك فلا يطلع عليها غيرك. قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ". قال سفيان الثوري ( ما عالجت شيئاً أشد علي من نيتي ) فأخلص نيتك لله عز وجل واجعل ما تقوم به من أعمال خالصه لوجهه الكريم تسعد في دنياك وآخرتك.
ثانياً: التوكل:- إبدأ بالتوكل على الله في جميع أمورك، قال تعالى ( وتوكل على الحي الذي لا يموت ) وقرن سبحانة وتعالى العزيمة بالتوكل ( فاذا عزمت فتوكل على الله ) كذلك قول نبينا صلى الله عليه وسلم ( لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصاً وتروح بطاناً ) أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث ابن ماجه.
ثالثاً: تحديد الاهداف :- يتوقع من الإنسان الذي يبحث عن النجاح بأنه يمتلك أهداف محددة سوى قصيرة المدى أو طويلة المدى ، لذا يجب أن تكتب أهدافك التي تنوي تحقيقها وفق خطة زمنية وبرنامج عمل تستطيع من خلالها قياس مكامن القوة ونقاط الضعف ،كما أن تحديدك للاهداف يجعلك دائم التفكير في تحقيقها ويجعلك في حركة دائمة وهي أهم وابرز صفات الناجحين , لذا فإن أهدافك يجب أن تكون واضحة ويمكن قياس تقدمها وكذلك تحقيقها فلا تكون خيالية أو يصعب تحقيقها. يقول الخبير رالف والدو ايمرسون ( إن العالم يفسح الطريق لمن يعرف أين سيذهب ) وكذلك الخبير زيج زيجلار خبير التنمية البشرية ( الاهداف هي أحلام نحولها الى خطط وخطوات عمليه لتحقيقها ) لذا أبداء أول خطوه ولا تتردد .
رابعاً: التواضع :- التواضع هو عدم التعالي والتكبر على أحد من الناس ولكي ننجح في حياتنا يجب أن نتواضع لنتعلم , هناك الكثير ممن يظنون أن التواضع هو ذل وهوان وهذه من المفاهيم المغلوطة للآسف ، حيثُ لنا في قصة سيدنا موسى مع الخضر أسوة حسنة ونموذج مشرق يحتذى به ؛ تواضع الفاضل ليتعلم ممن دونه فإن موسى عليه السلام بلا شك أفضل من الخضر وقول الرسول الكريم " من تواضع لله رفعه " .
خامساً: الصبر :- الصبر في سبيل تحقيق أي منا لهدفه وإن شئت قل أهدافه لا بد له من الصبر الجميل وألا يمل أو يجزع فإن الطريق شاق طويل به من الصعاب من يجعل ذوي الهمم الضعيفة يتراجع ويعود من حيث أتى، ولكن تحلى بالصبر وذلك إمتثالا لقول الله عز وجل " وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ " هذه الآيه تحثنا على التحلي بالصبر لكي نحقق ما نصبوا إليه وبدونه لن يتحقق لنا هدف أو أمنية.
سادساً التعلم :- التعلم هو زيادة التحصيل المعرفي والتعلم من الماضي للاستفادة منه. لاتقف عند مرحلة معينة فلديك الكثير من الوسائل لزيادة حصيلتك المعرفية , تعرف على الشخصيات الناجحه واقرأ عنها ضاعف جهودك حتى تجني ثمار عملك. أول أية نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم ( إقرأ )، وقوله تعالى ( يرفع الله الذين أمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ).
سابعاً الالتزام :- الالتزام هو إحترام للوقت ووفاء بالعهد، هو السر العظيم الذي يقودك الى النجاح حتى وإن طال بك طريق النجاح لا تكرر خطأ الذين إستسلموا بسبب التعب أو الذين بدأوا بقوة ثم استسلموا بدون سبب فقط لأنهم غير ملتزمين , وهذا من أهم و أبرز أحد أسباب الفشل.
ثامناً الإتقان :- الإتقان سر التميز فالإتقان المتكرر يرتقي بنا إلى مرتبة الإبداع من ناحية ومن ناحية اُخرى يصل بنا إلى مرحلة الإستمتاع بما نعمل فلا نتعامل معه على أنه أمر مفروض علينا أو عمل روتيني نفعله بلا مبالاه، وإجعل من الإتقان ميداناً رحب للمنافسة كي تتميز عن الأخرين . فرسولنا الكريم قال "إن الله يحب إذا عَمِل أحدكم عملاً أن يتقنه"
آخيراً: لكي تنجح لاتنسى أمراً عظيم يغفل عنه الكثير ألا وهو "بر الوالدين" ففي برهما النجاح العظيم والرفعة في الدنيا والأخرة , وأجعل جميع أعمالك خالصة لوجه الله لا تبتغي منها إلا مايعينك على تحقيق الغاية التي خلقنا من أجلها إلا وهي "العبودية لله" قال تعالى (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون).

 0  0  2232