أمة اقرأ!
ليت لنا من اسمنا نصيباً!
يتعبني التفكير، ثم التفكير في حالنا، وحال أمتنا العربية، التي يفترض أن تكون ـ بأجيالها ـ أمة قارئة، وأن يكون حرصها على الكتاب، كحرصها على التنفس والماء والأكل! فمن خلال قراءاتي واطلاعي المستمر ـ ولله الحمد بدعم وتشجيع من والديّ وحرصي الدائم على القراءة ـ اكتشفت أن إجمالي الكتب العربية من كتب العالم هي 1.1 % بينما الكتب الإنجليزية 60% من كتب العالم! والمكتبات العامة في الدول العربية تعد على الأصابع! والغريب في الأمر أننا أمة «اقرأ» !
والسؤال هو: كيف نكون أمة اقرأ والقراءة آخر اهتماماتنا؟!
كيف نكون أمة اقرأ و«البلايستيشن» أكبر اهتماماتنا؟ أنا لا أقول: لا نلعب أو نستمتع بحياتنا، ولكن نعطي القراءة جزءًا من أوقاتنا، بل نجعلها من الأساسيات في حياتنا، فالأمم لا تبنى إلا بالقراءة.
المحزن في الأمر أن في مجتمعنا، في أمة اقرأ، الناشر العربي لا يطبع أكثر من 3000 نسخة في كل طبعة، لأنه يخاف أن تقرأ بواسطة الذباب فقط! لكنه هناك أقصد الناشر الغربي فإنه يطبع من كل كتاب مئات الآلاف من النسخ إن لم تكن بالملايين! وعندما تفكر في أي مشروع مربح، فلا أنصح بمشروع ثقافي، فمشروع دار نشر عربية غير مربح!
إن من الأسباب المنفرة عن القراءة، عدم معرفة كيفية اختيار الكتاب المناسب، أو أن يكون كتاباً بعيداً عن ميولنا، كما أنّ البعض يختار كتابا متقدما على مستواه، قبل أن يقرأ الكتاب الذي يسبقه في الأساسيات!
إنني أنصح ـ كل يوم ـ زملائي في مدرستي وأصدقائي، كي يتعلموا الحرص على القراءة، واقتناء الكتب، فقبل شراء أي كتاب يجب أن تتصفحه وتقرأ الفهرس وتتعرف على الموضوعات كي تصبح القراءة محببة لك، ولا تشتري كتابًا إلا إذا كنت مقتنعًا به وبأسلوب الكاتب.
أتمنى أن أحقق حلمي ذات يوم بإقامة مشروع دار نشر عربية، وأن يكون مشروعا مربحا أكثر من مشروع مطعم أكلات عربية!
آه وآه.. ليت لنا من اسمنا نصيب.. لأننا أمة اقرأ!
بقلم / باسل الثنيان