هجرة الأماكن
هجرة الأماكن
سعد مغرم
المكان رمز البقاء فهو الثابت بينما الأشياء الأخرى هي المتغيرة , تلك هي الحالة الواقعية أو الحالة الفيزيائية للأماكن لكن هنالك حالة عاطفية ونفسية تجعل الأوطان والأماكن تنتقل محمولة في أفئدة محبيها حتى تجد مكانا آخر مشابها تحط فيه الرحال فيسمى هذا بذاك وان بعدت المسافة .
كنا يوما في صحبة أحد المثقفين المطلعين رحمه الله تعالى في جلسة حوار عن الأماكن والأوطان فتناول بإسهاب عدة نماذج لتسميات الأماكن وكيف تناقلتها القبائل العربية حباً في أوطانها التي تركتها مرغمة , فهناك الجوف في اليمن والجوف في جنوب المملكة العربية السعودية (وادي الجوف احد الروافد الرئيسية لوادي بيشة) وهنالك منطقة الجوف المعروفة بشمال المملكة العربية السعودية . كذلك حائل شمال المملكة ومحايل جنوب المملكة العربية السعودية , وتنومة جنوب المملكة وتنومة القصيم وتنومة العراق .
ذكر في حديثة (أن القبائل العربية في هجراتها المتوالية بعد خراب سد مأرب كانت تهاجر من مكان الى مكان وكانوا كلما وجدوا مكانا شبيها بمكان يعز عليهم ان يفارقوه أسموه بإسمه وهكذا) وهذا كلام لا أدعي حقيقته لكنه استنتاج لطيف لهجرة الأماكن .
تكرر ذلك بطريقة اخرى في رحلات المستعمرين والمستكشفين (من الانجليز والاسبان والبرتغاليين ) للعالم الجديد (الأمريكتين) فترى كثيرا من مدن الأمريكتين وولاياتها تحمل تسميات تعود لأماكن في أوروبا مثل يورك وقرطبة وباريس وبورتو.
قد تهيج الذكريات مفارق الوطن فيتذكره كله أو جزء منه , ترابه أو نباته أو أهله و ناسه , وقيمة المكان تكبر وتتعاظم بقدر ما جرى فيه من مواقف وذكريات وكل مكونات المكان تعبر عنه وتحمل إيحاء بوجوده .
حقا يرحل الرجال و يجوبون البلاد ويعبرون البحار والمحيطات لكنهم يحملون بين جوانحهم قيماً وحباً وهياماً بأوطانهم ما تلبث أن تتأجج مشاعر البوح بها فتخرج تلك المشاعر الفياضة شعراً عذباً أو كلاماً منظوماً أو لوحة فنية تحمل أجمل الأحاسيس.
لكن تظل هجرة الأماكن هي التعبير الأوضح للتوق الى العودة للوطن الأم وان أعجزهم ذلك , فأضعف الايمان وتقديرا له يتم إسقاط التسمية على مكان ناشئ أو مشابه .
كنا يوما في صحبة أحد المثقفين المطلعين رحمه الله تعالى في جلسة حوار عن الأماكن والأوطان فتناول بإسهاب عدة نماذج لتسميات الأماكن وكيف تناقلتها القبائل العربية حباً في أوطانها التي تركتها مرغمة , فهناك الجوف في اليمن والجوف في جنوب المملكة العربية السعودية (وادي الجوف احد الروافد الرئيسية لوادي بيشة) وهنالك منطقة الجوف المعروفة بشمال المملكة العربية السعودية . كذلك حائل شمال المملكة ومحايل جنوب المملكة العربية السعودية , وتنومة جنوب المملكة وتنومة القصيم وتنومة العراق .
ذكر في حديثة (أن القبائل العربية في هجراتها المتوالية بعد خراب سد مأرب كانت تهاجر من مكان الى مكان وكانوا كلما وجدوا مكانا شبيها بمكان يعز عليهم ان يفارقوه أسموه بإسمه وهكذا) وهذا كلام لا أدعي حقيقته لكنه استنتاج لطيف لهجرة الأماكن .
تكرر ذلك بطريقة اخرى في رحلات المستعمرين والمستكشفين (من الانجليز والاسبان والبرتغاليين ) للعالم الجديد (الأمريكتين) فترى كثيرا من مدن الأمريكتين وولاياتها تحمل تسميات تعود لأماكن في أوروبا مثل يورك وقرطبة وباريس وبورتو.
قد تهيج الذكريات مفارق الوطن فيتذكره كله أو جزء منه , ترابه أو نباته أو أهله و ناسه , وقيمة المكان تكبر وتتعاظم بقدر ما جرى فيه من مواقف وذكريات وكل مكونات المكان تعبر عنه وتحمل إيحاء بوجوده .
حقا يرحل الرجال و يجوبون البلاد ويعبرون البحار والمحيطات لكنهم يحملون بين جوانحهم قيماً وحباً وهياماً بأوطانهم ما تلبث أن تتأجج مشاعر البوح بها فتخرج تلك المشاعر الفياضة شعراً عذباً أو كلاماً منظوماً أو لوحة فنية تحمل أجمل الأحاسيس.
لكن تظل هجرة الأماكن هي التعبير الأوضح للتوق الى العودة للوطن الأم وان أعجزهم ذلك , فأضعف الايمان وتقديرا له يتم إسقاط التسمية على مكان ناشئ أو مشابه .
منشور في المجلة العربية