×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

محافظة تنومة وريادة الوعي البيئي

د. على الجحني
بواسطة : د. على الجحني
محافظة تنومةوريادة الوعي البيئي

بقلم الأستاذ الدكتور/علي بن فايز الجحني
(نائب رئيس لجنة الأهالي)

تنبهت لجنة أهالي محافظة تنومة ممثلة في سعادة المحافظ والمشرف العام على اللجنة الأستاذ/عبدالرحمن الهزاني,وكذلك رئيس اللجنة الشيخ /علي بن سليمان الشهري وأعضاء اللجنة والمهتمين إلى ضرورة الاهتمام بسلامة البيئة التنومية والمحافظة عليها,وعلىأشجارها ومناظرها الطبيعية ,وغطائها النباتي وذلك من خلال برامج توعوية جادة تتضمن إدماج المسائل البيئية في خطط التربية والتعليم ,و التنمية الريفية والاجتماعية والاقتصادية في المحافظة.
وبالفعل شرعت اللجنة منذ فترة الصيف الماضي في التنسيق والترتيب لهذه الفعالية,فتولى سعادة المشرف العام وفقه الله مخاطبة الجهات الرسمية, وعقدت بين المعنيين اجتماعات مطولة من خلال رئيس لجنة البيئة والآثار في لجنة الأهالي سعادة الدكتور/عبدالرحمن بن محمد بن هشبول ,وسعادة مدير مكتب التربية والتعليم الأستاذ/عبدالقادر بن علي مبارك الذي أبدى حماساًمنقطع النظير هو وزملاؤه التربويون,لكون البرنامج يستهدف بالدرجة الأولى الطلاب والطالبات في المحافظة,واستمر التنسيق والترتيب والتعاون مع جميع الدوائر الحكومية,وكان لسعادة رئيس بلدية تنومة وزملائه جهودهم وإسهاماتهم التي نقدرها ونثمنها عالياً, فقد تقدمت لجنة الأهالي بمقترحات كثيرة,وتصورات لخدمة تنومة وأهاليها,فما كان من رئيس البلدية إلا الاستجابة الفورية للمقترحات والمسارعة في تنفيذها على أرض الواقع , وسيستمر إن شاء الله هذا التعاون لخدمة المصلحة العامة.
وها هي محافظة تنومة تستقبل خبراء البيئة الأكاديميين والإداريين بقيادة سعادة الأستاذ صالح بن خفير نائب الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة ليتولوا مشكورين تنفيذ الجانب العلمي في برنامج حملة التوعية البيئية الذي سيبدأ اعتباراً من 5-6/1434هـ،بالتعاون مع مكتب التربية والتعليم,فمرحباً بالضيوف في رحاب محافظة تنومة الزهراء وبين أهلها الكرماء النبلاء,وسيشارك الأهالي في هذا المهرجان التوعوي البيئي غير المسبوق بدءا بالدوائر الحكومية, والمدارس وكل المؤسسات والفعاليات الرسمية والأهلية في صورة جميلة تجسد التعاون والشراكة المجتمعية من أجل بيئة نظيفة ووعي اجتماعي يستشعر المسؤولية الذاتية نحو البيئة .
لاشك أن الدول المتقدمة تطبق أنظمة صارمة لحماية البيئة،وبرامج توعوية مذهلة, وتنفق أموالاً طائلةً للمحافظة عليها,وتعد النمسا وألمانيا وهولندا والولايات المتحدة الأمريكية واليابان من أكثر الدول المتقدمة في هذا الشأن لإيمان شعوب تلك الدول بالشعار القائل "لنحافظ على البيئة لتحافظ علينا" واستشعارهم بخطورة تلوث الهواء, والتربة والماء,وأضرار التلوث الإشعاعي, وتلوث المناظر الطبيعية ,وتدني مستوى الوعي البيئي,وضعف الوازع الأخلاقي, وانتشار الأمية,وكل هذه المهددات ترجع إلى جملة من الأسباب منها: تدني مستوى الوعي الاجتماعي بأهمية المحافظة على البيئة,والاعتداء على الاشجار والغطاء النباتي,والصيد الجائر, والتعدين,والتصحر , والجهل بحقوق البيئة, وغياب التوعية البيئية المستمرة.
إن الإسلام قد بين نعمة هذا الكوكب الأرضي وطالبنا بأن نسير في مناكبه ونشرب من مائه، ونستنشق هواءه، وفيه الأشجار والأزهار، وما تقر به العيون، وتنشرح به الصدور, وفي الوقت نفسه حذرنا اشد التحذير من الإفساد والتجاوز قال تعالى: ((ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها))،وقال تعالى مبيناً حال من لا يلتزم بالمنهج السوي: (( وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد).
إن البيئة الصحية مكونة من موارد طبيعية مطلوب من الإنسان المحافظة عليها, هواء، وماء، وتربة، وغذاء وكائنات كثيرة وكلها مسخرة للإنسان لتحقيق العبادة والتفكر, والسكن والتعمير, والانتفاع والاستثمار, والمتعة, والجمال, يقول الرسول صلى الله عليه وسلم مبيناً حرص الإسلام على بقاء الكائنات الحيَّة وكل الموارد الطبيعية تتحرك لتحقيق وظائفها المنوطة بها ((ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه إنسان أو طير أو دابة إلا كان له صدقة)) وقال: ((إن قامت على أحدكم القيامة وفى يده فسيلة فليغرسها)) ويقول عليه الصلاة والسلام : ((من قتل عصفوراً عبثاً عج إلى الله يوم القيامة منه, يقول إن فلاناً قتلني عبثاً ولم يقتلني لمنفعة )) ويدخل في إطار ما سبق النهي عنه الإسراف والتبذير في استهلاك موارد البيئة فقال تعالى: ((وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ))، وقال (ولا تبذر تبذيرا)).
إن الناظر إلى مفهوم الأمن البيئي, يجد أن البيئة بما تحويه تقف خلف الكثير من عوامل تأجج النزاعات بين الدول من جهة, ومن جهة ثانية, أنها من الأسباب الرئيسة لتدهور رفاهية المجتمعات.
لذلك وضع الإسلام منهج التعامل مع البيئة بحيث يقوم المنهج على أن الفرد والجماعة يجب عليهم حمايتها ومنع الفساد فيها بأي صورة كانت قال تعالى ((كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين))، وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الظلم واغتصاب الأراضي, فقال: ((من اقتطع شبراً من الأرض ظلماً طوقه الله إياه يوم القيامة بتسع أراض)), كما نهى عن تلويث البيئة بالبول في الماء الراكد) وحث على رفع الأذى عن الطريق فقال: ((بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق فأخره, فشكر الله له, فغفر له)).
ومما يؤسف له أن بعض المجتمعات العربية والإسلامية مازالت تتعامل مع البيئة بشكل سلبي والاكتفاء بمشاهدة أحداث التدهور البيئي دون أي اكتراث، وإنما الاكتفاء بدور المتفرٍّج وهذه السلبية لها تداعياتها, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه))
ومن هذ المنطلق تبرز أهمية المسؤولية الوقائية للمجتمع التي تعني المساهمة والمشاركة الفعلية فـي العمل الوقائي وأن تتكامل الجهات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني والمواطنون فـي العمل الوقائي، ويكون ذلك على شكل جهود تكاملية تعاونية لإحداث رأي مضاد للانتهاكات البيئية، كل بحسب اختصاصه وحسب مقدرته فـي الجهود الرامية إلى الوقاية من التعدي على البيئة, خاصة وأن مهددات الموارد البيئية فـي أغلب أشكالها هي من صنع الإنسان وحصيلة أوضاع تربوية,واجتماعية واقتصادية وثقافية، وتقنيات معاصرة.
وتأسيساً على ما سبق, فإن معالجة السلوكيات البيئية الخاطئة يجب أن تبدأ بمعالجة تلك الأوضاع السلبية بتعزيز مسؤوليات المواطن نحو الأمن البيئي بترسيخ المسؤولية الدينية، والمسؤولية الاجتماعية،والمسؤولية القانونية النظامية والبيئية،مع استبصار لأهمية الوعي،والرؤية،والإحساس بالمسؤولية،وقنوات الاتصال الفعال.
وختاماً نتوجه بالشكر لسعادة مدير التربية والتعليم بمحافظة النماص الدكتور/ظافر بن حبيب على تعاونه وتشجيع المبادرة,ولجميع الدوائر الحكومية دون استثناء,وللأهالي كافة ولموقع تنومة ممثلا في الأستاذ عبدالله ابن غرمان ولوسائل الإعلام الالكترونية التي أسهمت في هذا البرنامج التوعوي. هذا وستخصص لجنة الأهالي بمحافظة تنومة , وجائزة تنومة للإبداع والتميز جوائز ،وخطابات شكر وتقدير لكل من أسهم بفاعلية في هذا البرنامج البيئي المتميز , وذلك ضمن البرامج والأنشطة الصيفية القادمة إن شاء الله , كما سيتبع هذا البرنامج برامج أخرى قادمة ستعتمدها لجنة الأهالي وفق إستراتيجية واضحة تصب في خدمة المحافظة وأبنائها .
نسأل الله أن يديم على مملكتنا نعمة الأمن والاستقرار في ظل قيادتنا الحكيمة، كما نقدم شكرنا إلى مهندس التنمية في منطقة عسير صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير، على رعايته وتشجيعه لكل ما يخدم الصالح العام،والله ولي التوفيق .


image
(النظافة من الإيمان)

image
( تدريب وتوعية الطلاب على نظافة البيئة)

image
( هكذا للأسف يتعامل بعض الشباب مع المخلفات)

image
بواسطة : د. على الجحني
 0  0  6764