×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

سوء المعاملة وتفشي الفساد

سوء المعاملة وتفشي الفساد
بقلم الاستاذ/ عبدالرحمن أحمد الحازمي
متى تكون متميز في وطنك ولك الحق الكامل دون أن يمن عليك القائمين على خدماتك فيه بل يتسابقون على خدمتك مثل ما يتسابقون على خدمة أي شخصية هامة ، ودون واسطة أو وسيط ؟
أتمنى من المسؤولين الإجابة على هذا السؤال وذلك الطلب الذي هو حق شرعي لأي مواطن يتمنى أن يرى في وطنه وعلى أرضه القيمة الإنسانية التي يراها في سواها إن أغلب الذين سافروا من المدن المتدنية في خدماتها بحثاً عن تلك الرغبات وطلباً للخدمات التي تليق بإنسانيته ومحدودية دخله ، فأغلب من غادر تلك المناطق بحثاً عن هذا المطلب .

كثيرا من الناس لم يغادر أرضه للمناطق الكبيرة الا لغرض الزيارة لبعض الأقارب والأصدقاء أو للعلاج من مرض آلم به وعندما وجد العناية ولاحظ الفرق في العيش والتطور من الناحية الخدمية بين الخدمة في المدينة الكبيرة التي نزل بها المشمولة بالرعاية المنطقية والرقابة المركزية المشددة والتي تفتقدها أغلب المناطق الصغيرة أكتشف حينها أنه كان عائش في خراب ، وأنه قد حرم من أشياء كثيرة في(مسقط رأسه) فسرعان ما يقرر إستبدال مقر إقامته نظير ما لمسه من فرق في الخدمات لأنه وجد في المدينة الأخرى كل ما يتمناه ، وتخلص من تلك الخدمات في المناطق الصغيرة وتعاملاتهم السيئة معه واللتي يتأفف منها كل إنسان سوي, فكل ما يتمناه هو المعاملة الإنسانية كما يجب وكما هو مطلوب من القائمين على تلك الخدمات ، فالإنسان عندما يجد احترامه في أي مكان وتتحقق رغباته سيلتفت للمكان ويسابق الزمان في وضع بصماته على تلك الأرض ، فلم تبنى المدن العظيمة الا بسواعدهم عندما أتيحت لهم الفرصة ، فهم من طالبوا وهم من أسسوا وهم من سعوا في الإصلاح ، على نقيض ما يفعلونه أهل المناطق الصغيرة الذين تسبب إهمالهم في أداء واجباتهم الى هذا النفور الهائل من الناس إلى المناطق الكبيرة ، فقد تخلصوا من أراضيهم بسبب سوء المعاملة من قبل القائمين على الخدمات الصحية والتعليمية والأمنية والمماطلة في إعطاء كل ذي حق حقه ولأنهم لا يعرفون الأساليب المتبعة في أخذ حقوقهم ، فيبيعوا كل ما يملكون من الاراضي والمساكن بثمن بخس ليهاجروا إلى غير أراضيهم ، ولا يبقى بها إلى المتربعين على كراسي المناصب والمتحايلين على الأنظمة , فلا ينظرون إلا بمنظار المصلحة الخاصة فلن ترى تطوير في المنطقة حتى بوجود المصلحين الذي يبذلون كل جهودهم في التغير والتطوير ، فسرعان ما ييئسوا من إخراج المنطقة من حالة الركود التي تعيشها فأما أن يهاجروا ويلحقوا بالركب أو يقعوا في هوة الفساد ، مثل من سبقوهم ، وتتلوث أيدهم ويصبحون مهددون أما أن يواصلوا على ما كانوا عليه من سلب ونهب واختلاس وفساد أو ينا لوا ما سينالهم من عقوبة ويصبحون مهددين ، حينها أما أن ينهار ذلك المناشد للإصلاح ، أو يختار ، أو يكون ممن يقول لا أسمع لا أرى لا أتكلم ، وهكذا تتزايد الرؤوس الفاسدة وتتسع تلك الهوة وتتساقط ضحاياها ولن تستطيع أي رقابة في كشفها بسبب كثرة المتورطين وتشعب قضاياها فهناك من أخذ ، وهناك المساعد ، وهناك المتفرج ، وهناك الساكت على الظلم (الملجمين) .
ولا يعلم الذين ألجموا بالصمت وهم ليس لهم ناقة ولا بعير بأن لهم نصيب من تلك اللعنة عندما تسيء الحالة وتسوء الخدمات ويتفشى الفساد .

الرياض
 0  0  2037