×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

ثقافة التشجيع الرياضي

ابو فراج
بواسطة : ابو فراج


بسم الله الرحمن الرحيم
ثقافة التشجيع الرياضي
عقيد (م )/ محمد بن فراج الشهري
حزنت حزناً شديداً وأصابني اكتئاب رياضي بعد ما شاهدته في مباراة المنتخب السعودي مع نظيره الأرجنتيني ، لان هذه المباراة كشفت خللا تربويا واضحا لدى شبابنا ، وللأسف أقولها بكل صراحة .. فلقد خجلت لما شاهدته من مناظر سيئة لاتليق بشباب هذا الوطن ومنها الاندفاع الشديد لاستقبال ومشاهدة والتصوير مع اللاعب (ميتسي) وغيره من اللاعبين الارجنتينين وكأنهم نجوم هبطت من السماء لأول مرة تشاهد على الأرض بينما أمثال هؤلاء اللاعبين عندما يصلون إلى أي بلد غربي أو أوروبي يراهم الجمهور أشخاص عاديين جدا ... ولا يقوم بمثل ما قام به شبابنا في مطار الرياض ثم الأدهى والأمر والمحزن تشجيع هؤلاء الشباب لأفراد المنتخب الأرجنتيني وكأنه منتخب بلدهم ونسوا أبناء الوطن الذين يمثلون الوطن ، ويحملون شعاره .. فأدركت وغيري أدرك أن هنالك خلل في فهم الرياضة وما تعنيه وخلل في سلوكيات بعض شبابنا أقول البعض وليس الكل .. وما أخشاه أن يستمر هذا السلوك ويجد طريقا له مما قد يسبب فسادا عاما لمفهوم الرياضة والتشجيع والتنافس الشريف وان تصبح الرياضة مجال للتحزب والميول والتعصب ويذهب أبنائنا ضحية الإعلام الرياضي التائه والمريض ، وكذلك متابعة مشاهير الرياضة وكأنهم نجوم السماء وليس الأرض ، وهم لايدركون أن غالبيتهم لايجيد كتابة اسمه ولايملك نصف صفحة من المعرفة والثقافة وإنما خدمتهم إقدامهم أي (حضوضهم في رجولهم) كما يقول المثل الشعبي ، والذي أريد أن أصل إليه ، أن ننتبه لما يفيدنا في المجال الرياضي ويكون تشجيعنا واقعي بروح رياضية ، بعيدا عن الغوغائية والسذاجة والاندفاع والميول والتعصب ، فتلك ليست من أخلاق الرياضة ،ولا من ينتمي إليها ، ثم يجب أن نصون الانتماء ونحمله في القلوب والعقول ، ونعلم جيداً أن الوطن فوق كل شيء ، وعندما نعمل باسم الوطن فباقي الأمور تذهب وترحل ويبقى الوطن وحده أمامنا وعلى أولياء الأمور أن يعيدون تفكيرهم وينتبهون لمثل هذا السلوك الذي رأيناه في الأسابيع الماضية .. علينا أن نقوم بتوعية أبنائنا وإرشادهم حتى لايضيعون في متاهات الشهرة المزّيفة ، ويشربون من قواقع المرض الذي يطفوا في ساحة كرة القدم وغيرها .. وان يذكروهم بان الوطن فوق كل اعتبار والانتماء يكون بالأفعال ، لا بالأقوال .. وليعلم الجميع أننا ببلد إسلامي له تقاليده وأعرافه المستمدة كلها من الشريعة الإسلامية ولايجب أن نخرج عن هذا الإطار فلدينا مساحة بديننا واسعة وكثيرة للترويح عن النفس وممارسة الرياضة ، ولكن بأسلوب وطريقة شريفة وكريمة بعيدة عن الغوغائية والتعصب والميول الغير ضروري وان يكون لدينا وعي رياضي بما نفعل وما نقوم به من أعمال ، وان تكون الأخلاق التربوية الإسلامية هي طريقنا وأسلوبنا ومنهجنا في التعامل مع أي حدث رياضي من أي نوع كان ، ثم يجب على إعلامنا الرياضي أن يتنبه لما ارتكبه من أخطاء تزيد الطين بلّة ، واكبر هذه الأخطاء أن جعل من ( كرة القدم ) كل شيء في رياضتنا وتناسى عشرات الألعاب الرياضية المهمة والمشرّفة .. لذلك أصبح إعلامنا الرياضي أعلام كرة قدم فقط ، وليته جمّلها ولكنه أفسدها بالميول والتحيز والتراشق الإعلامي واستغلال القنوات الرياضية والصحافة الرياضية لمن هبّ ودب ، ليفتينا في فلسفة الرياضة وكرة القدم ، ولدي اقتراح أقدمه للأندية لكي توفر الكثير من المال في جذب المدربين وتحويلها للضباط العسكريين المتقاعدين الذين كانوا يعملون في أقسام الخطط والعمليات وسترون أنهم أفضل بكثير من المدربين الذين يكلفون الملايين وهم لايسوون الملاليم ، حيث أن الضباط أساتذة التكتيك ومن يعرف أساليب الدفاع والهجوم ونصب مصايد التسلل وتقدير الموقف والهجوم من العمق ومن الأطراف واستغلال الثغرات ، والهجوم المعاكس ، والارتداد للخلف والانسحاب إلى الخلف وكيفية المباغتة الهجومية ، والخداع التكتيكي ، وغير ذلك من الأساليب التكتيكية أو التعبوية التي درسوها عن علم وليس كما هو الحال في مدربي كرة القدم الذين لايملكون مثل هذه الإمكانات ولا احد يستغرب كلامي هذا ، فالتجربة اكبر برهان وعلى الأندية أن تجرب نصيحتي وسترون النتائج وهي استشارة من غير فلوس ولا تعب مع مكتب تعاقدات واستشارات دولي ، ونسال الله أن يهدي شبابنا ويصلح قلوبهم وعقولهم ويجعلهم لبنات صالح لامتهم ووطنهم ويعزز الانتماء في أفكارهم وقلوبهم لأنهم ذخيرة المستقبل وهم عتاد الوطن وزاده وزناده ، والله الهادي إلى سواء السبيل ..

alfrrajmf@hotmail.com
بواسطة : ابو فراج
 0  0  2089