د.إبراهيم جابر»: قصة رجل عصامي
«د.إبراهيم جابر»: قصة رجل عصامي
د.فايز بن عبدالله الشهري
"في الحياة دروس كبرى وفي قصص الرجال عبر لا تنسى" تذكّرت معاني مثل هذه العبارة وأنا أستعيد الذكريات التي حرّكتها رسالة جوّال وصلتني قبل فترة تفيد أن الدكتور "إبراهيم جابر" الزميل العصامي والإنسان البشوش في غرفة العمليات جراء مرض قرّر الأطباء فيه بتر جزء من قدمه. لم أصدّق ما قرأت ولما دخلت غرفة "إبراهيم" في المستشفى رأيته كعهدي به هاشّا باشّا وحوله محبّوه يتحلّقون فظننت أو هكذا أردت أن أصدّق أن العمليّة لم تتم فقد كان "إبراهيم" يداعب زملاءه ومحبيه كعادته. ولما سألته: "بشّرني" ردّ باسماً محتسباً " الحمد لله تمت العمليّة بنجاح والله الذي أعطاني أخذ مني وله الحمد والمنّة". وبين محاولة إخفاء تأثري وسروري من عظيم احتسابه عاجلني "إبراهيم" بقوله: أحمد الله على كل شيء أنا أحسن من غيري.
لم أستطع أن أسأل عن التفاصيل بعد هذا أما "إبراهيم" فقد بقي منشغلاً يسألني ومن حولي عن الحال والعيال وكأن شيئاً لم يكن. كثيرون في غرفة المستشفى ذلك اليوم ربما لا يعرفون ملحمة كفاح "الصابر المحتسب "إبراهيم جابر" وقليلون فقط يعرفون مشوار حياته المضني، ولست في حلٍّ لأذكر بعض تفاصيل مسيرة ومعاناة شاب عرف المسئوليّة مذ كان صغيراً حين وجد نفسه وهو في بواكير عمره مسئولاً عن أسرة كبيرة جدا في ظروف عشناها جميعاً وأقل ما يقال عنها بأنها صعبة وعسيرة.
بدأتْ معرفتي بالشابّ "إبراهيم جابر" وأنا في الصف الثاني المتوسط بمتوسطة ابن خلدون وسط الرياض، كان " إبراهيم" وقتها نجم مدرستنا بطلّته الصارمة وشكله المهيب وهو يراوغ خصومه في مباريات كرة القدم في حصص الرياضة ومباريات المدرسة، سألت عنه آنذاك فقيل لي إنه شاب عصامي يعمل صباحاً على بند الأجور مراقب طلاب ويواصل دراسته الثانويّة في المساء. أنهيت المرحلة المتوسطة ولم أعد أرى "إبراهيم" فقد تفرّقت بنا السبل وبعد ثلاثة أعوام وجدته يتصدّر أمامي قائمة الطلاب الأوائل في كليّة الملك فهد الأمنيّة ليعيّن بها معيداً ثم محاضراً ثم دكتوراً محبوباً من كل من عرفه أو سمع عنه. أذكر كيف كان الزملاء في مهام العمل الخارجيّة يتسابقون ليكونوا معه، والسبب ببساطة لأن وجود "إبراهيم جابر" ضمن أيّة مجموعة يعني أن المهمة المستحيلة ستكون أسهل، وأن الظروف الصعبة في مثل مهام العمل في الحج وغيرها ستكون متعة يضيفها "إبراهيم جابر" أينما حلّ وارتحل.
ولسانه يلهج بحمد الله وثنائه يستعد "إبراهيم جابر" هذه الأيام للسفر إلى خارج المملكة بناء على أمر واهتمام سمو وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف يحفظه الله وهي اللمسة الإنسانية الكريمة التي تركت أعظم الأثر في نفس "إبراهيم" وكل وأهله وصحبه. ها هو "إبراهيم جابر" اليوم يعلمّنا فضيلة الاحتساب والصبر كما كان وسيظل في كل مشوار حياته ينشر فضيلة "تبسمك في وجه أخيك صدقة".
*مسارات:
قال ومضى: أعظم الشجاعة جميل الصبر عند الابتلاء
لم أستطع أن أسأل عن التفاصيل بعد هذا أما "إبراهيم" فقد بقي منشغلاً يسألني ومن حولي عن الحال والعيال وكأن شيئاً لم يكن. كثيرون في غرفة المستشفى ذلك اليوم ربما لا يعرفون ملحمة كفاح "الصابر المحتسب "إبراهيم جابر" وقليلون فقط يعرفون مشوار حياته المضني، ولست في حلٍّ لأذكر بعض تفاصيل مسيرة ومعاناة شاب عرف المسئوليّة مذ كان صغيراً حين وجد نفسه وهو في بواكير عمره مسئولاً عن أسرة كبيرة جدا في ظروف عشناها جميعاً وأقل ما يقال عنها بأنها صعبة وعسيرة.
بدأتْ معرفتي بالشابّ "إبراهيم جابر" وأنا في الصف الثاني المتوسط بمتوسطة ابن خلدون وسط الرياض، كان " إبراهيم" وقتها نجم مدرستنا بطلّته الصارمة وشكله المهيب وهو يراوغ خصومه في مباريات كرة القدم في حصص الرياضة ومباريات المدرسة، سألت عنه آنذاك فقيل لي إنه شاب عصامي يعمل صباحاً على بند الأجور مراقب طلاب ويواصل دراسته الثانويّة في المساء. أنهيت المرحلة المتوسطة ولم أعد أرى "إبراهيم" فقد تفرّقت بنا السبل وبعد ثلاثة أعوام وجدته يتصدّر أمامي قائمة الطلاب الأوائل في كليّة الملك فهد الأمنيّة ليعيّن بها معيداً ثم محاضراً ثم دكتوراً محبوباً من كل من عرفه أو سمع عنه. أذكر كيف كان الزملاء في مهام العمل الخارجيّة يتسابقون ليكونوا معه، والسبب ببساطة لأن وجود "إبراهيم جابر" ضمن أيّة مجموعة يعني أن المهمة المستحيلة ستكون أسهل، وأن الظروف الصعبة في مثل مهام العمل في الحج وغيرها ستكون متعة يضيفها "إبراهيم جابر" أينما حلّ وارتحل.
ولسانه يلهج بحمد الله وثنائه يستعد "إبراهيم جابر" هذه الأيام للسفر إلى خارج المملكة بناء على أمر واهتمام سمو وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف يحفظه الله وهي اللمسة الإنسانية الكريمة التي تركت أعظم الأثر في نفس "إبراهيم" وكل وأهله وصحبه. ها هو "إبراهيم جابر" اليوم يعلمّنا فضيلة الاحتساب والصبر كما كان وسيظل في كل مشوار حياته ينشر فضيلة "تبسمك في وجه أخيك صدقة".
*مسارات:
قال ومضى: أعظم الشجاعة جميل الصبر عند الابتلاء