أمريكا والحرب على إيران !!
سلطان علي الشهري
من منا لم يسمع بتهديدات أمريكا وإسرائيل بضرب إيران، ومن منا لم يسمع بوجود نوايا إيرانية وأخرى من حزب الله بالدخول في حرب مع إسرائيل لتحرير فلسطين .. لكن من منا رأى أمريكا أو إسرائيل توجه قوساً واحداً في اتجاه إيران، على غرار ضرب القاعدة وطالبان والعراق حيث اتُخذ القرار بين عشية وضحاها، ومن منا رأى إيران تدعم القضية الفلسطينية حتى بعد زيارة هنيه لإيران، ولو حدث ذلك الدعم حتى في الخفاء لسعى بعض العرب ومن قبلهم بعض الفلسطينيين للاصطياد في الماء العكر وتسريب مثل هذه الأخبار.
إذن نحن أمام بروبوقندا مكشوفة لم تعد تقابل بتصفيق حار أو إعجاب كما كان في السابق، حتى أن الإيرانيين أنفسهم يعلمون زيف تصريحات حكومتهم، إلا أن المراقب لبعض السياسيين العرب وكتاباتهم قبيل الربيع العربي وخلال الفترة اللاحقة له وهي فترة جمع الغنائم الأممية، يلحظ أنهم انجرفوا وراء التصريحات الأمريكية والإيرانية والإسرائيلية خصوصاً عند أزمة إغلاق مضيق هرمز، وقد وقفت على الكثير من أقوال هؤلاء السياسيين وأحد كبار المفكرين والسياسيين الخليجيين ذكر أن الحرب على إيران ستكون خلال شهرين من بدء أزمة مضيق هرمز!، ولا أعلم هل أصبح التحليل السياسي كتفسير الاحلام أو له علاقة بالتنجيم والشعوذة أم أنه كتغريدات تويتر "حارة كل من ايده اله".
المشكلة أن بعض الاتجاهات السياسية العربية ممثلة في أفراد وجماعات أنها لا يمكن أن تحاول قراءة الأحداث بموضوعية بعيداً عن الرغبات والتحيز، وتحليل أي حدث عارض بعد دراسة جميع النبوءات وما خلف الكواليس وعدم الاعتماد على الإعلام كمصدر وحيد، ومحاولة التحليل لوضع راهن بمعرفة التاريخ التفصيلي لعناصر القضية ودراسة المصالح المشتركة.
والشواهد كثيرة على وجود المصالح المشتركة التي تمنعهم من الدخول في حرب بينيه وأبرزها حالياً المصالح الاقتصادية، والمنفعة في بقاء النظام السوري او بديل بنفس المواصفات التي تضمن استمرارية العمالة المزدوجة، وأيضاً وجود حزب الله الذي يردع تهديد اسرائيل من أي دولة عربية او إسلامية.
أعتقد أنه آن الأوان للتخلص من الفكرة المسيطرة علينا بأن إيران بعبع في الخليج وأن أمريكا هي الملاذ الوحيد في حالة هيجان هذا البعبع، وآن الأوان على الحكومات والسياسيين العرب عدم تصديق قرع طبول الحرب بمجرد وصول حاملة طائرات او بارجة للخليج العربي، فليس لدي أدنى شك بأن الخطة ثنائية إن لم تكن ثلاثية او رباعية أو اكثر.
لماذا لم تتدخل أمريكا في الجزر الإماراتية ولماذا لم توقف التدخل الإيراني في الشأن البحريني والكويتي وتحريض واضح للروافض في القطيف، ولماذا تسمح لإيران بالتدخل الصريح في إدارة الحكم في العراق بل وإدارة الصراع المذهبي، ولماذا تسمح لرجال الدين الإسرائيليين من توطيد العلاقات مع الإدارة الإيرانية بما فيها الرئيس نجاد والمراجع الدينية !!.
نكزة : أمريكا لها في المنطقة ذراعان، إسرائيل شرطي برتبة مغتصب وإيران بعبع برتبة حرامي .. ولكن هل يوجد لها عملاء وجمهور كما أتضح عند قضية الدعاء على أمريكا اثناء إعصار ساندي بغض النظر عن جواز الدعاء من عدمه .. لماذا كان هناك من يدافع عن أمريكا ويدعو لها بالنجاة !!. والله أعلم
https://twitter.com/SultanShehri