جوامع بلا جمعة.. لماذا؟

حل عيد الأضحى المبارك على المسلمين جميعا ـ نسأل الله تبارك وتعالى أن يعيده على الجميع بالخير ـ بعد أن وقف حجاج بيت الله الحرام بعرفة يوم التاسع مهللين مكبرين ومبتهلين ومتضرعين إلى المولى سبحانه وتعالى أن يتقبل منهم حجهم ونسكهم وسائر أعمالهم، في مشاهد إيمانية رائعة، ثم أكمل ضيوف الرحمن بقية أنساكهم بكل يسر وسهولة وراحة واطمئنان، وفق متابعة واهتمام من قادة هذه البلاد ـ وفقهم الله ـ وكافة الجهات المعنية.
أُديت صلاة العيد في محافظة تنومة كغيرها من مناطق المملكة، وقد صادف عيد الأضحى لهذا العام يوم الجمعة، والغريب أن هناك بعض الجوامع في تنومة لم تقم صلاة الجمعة، حيث يقول بعضهم إن العدد لم يكتمل.. وكيف يكتمل العدد دون حضور الإمام، بل إن بعض المساجد مغلقة تماما ولم يُسمع حتى صوت الآذان فيها؟
وهناك جامع آخر وصل عدد الحضور فيه حوالي 30 شخصا، وقام المؤذن في حوالي الساعة 12 بإطلاق الآذان الثاني واتضح عليه أنه ينتظر الإمام وعندما لم يأت قام بإقامة الصلاة وصُليت ظهرا.
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل ما حصل في هذين الجامعين صحيح؟ مع العلم أن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد أصدرت تعميم للخطباء وأئمة المساجد والمؤذنين نشر في الصحف والمواقع الإلكترونية، منها موقع تنومة الإلكتروني، بإقامة صلاة الجمعة عبر بيان نصه "نظرا لتوافق يوم عيد الأضحى هذا العام مع يوم الجمعة فعلى الخطباء إقامة صلاة الجمعة وعدم تحويلها ظهرا وعدم فتح مساجد الفروض وقت الظهر اتباعا للسنة وليتمكن من لم يصل العيد من أداء فرض الجمعة". انتهى البيان
ما يعني أن الأمر لا يحتاج إلى اجتهاد من أحد أو إغلاق المساجد، ثم يأتي من أراد أداء صلاة الجمعة سواء صلى العيد أم لا فإذا بالمساجد مغلقة أو الخطيب لم يحضر، رغم أننا في سنواتٍ مضت كان يصادف أحيانا أحد العيدين (الفطر أو الأضحى) يوم الجمعة، إلا أنها كانت تؤدى صلاة الجمعة في كل قرية، بل لقد كانت تمتلئ الجوامع بالمصلين.. فما الذي تغير؟
نحن لا نقصد من هذا الموضوع تصيد الأخطاء أو الإساءة لأحد، فكلنا مقصرون والكمال للمولى سبحانه وتعالى، لكنه من باب التنبيه، خصوصا أنه ينبغي على الخطباء وأئمة الجوامع أن يكونوا قدوة للمصلين ومرتادي بيوت الله، وإلا فربنا وخالقنا سبحانه وتعالى يقول "كل نفسٍ بما كسبت رهينة" (38 المدثر)، والله المستعان.