قراءة نقدية في كتاب الجهوة
بسم الله الرحمن الرحيم
قراءة نقدية في كتاب الجهوة
قراءة نقدية في كتاب الجهوة
بقلم الأستاذ/ عبدالله مرعي الشهري.
اطلعت على الكتاب الذي أصدره الدكتور علي بن محمد العواجي أستاذ التاريخ المساعد بجامعة جازان بعنوان: الجهوة : تأريخها وآثارها ونقوشها الإسلامية الذي يمثل بحثاً قيماً استنطق من خلاله الصخور ليجد فيها بصيصاً من النور الكاشف عن تاريخ الجهوة وموقعها وأبرز أعلامها وملامح الحياة السياسية والعلمية والاقتصادية فيها , وقد بذل المؤلف في كتابه جهداً مشكوراً , وكشف الستار عن الوجه المغيب في تاريخ وتراث جزء هام من أجزاء هذه الجزيرة المباركة التي انطلقت منها دعوة خاتم الأنبياء والمرسلين إلى كافة أنحاء المعمورة فخلصها من الشرك والجهالة وهداها إلى السبيل السوي. وتتمثل قيمة هذا العمل من وجهة نظري في نقطتين:
الأولى: أن الباحث جاء إلى منطقة بعيدة عن مسقط رأسه (جازان) ليسبق إلى ما لم يسبق إليه أحد من أبناء المنطقة وهو كشف اللثام عن مجموعة كبيرة من الآثار والنقوش التي خطتها أنامل أجدادهم ومن مروا على قراهم من التجار والرحالة والعلماء.
الثاني: قيمة البحث في كونه بحثاً ميدانياً حيث تزخر المكتبات السعودية حالياً بعدد لا بأس به من الكتب والأبحاث التي تناولت تاريخ المنطقة من الناحية النظرية وتفتقر إلى مثل هذا البحث الذي تناول التاريخ الثقافي للمنطقة من الناحية الميدانية التطبيقية مع المقارنة إذا اقتضت الضرورة بين نتائج البحث وما كتبه المعاصرون والقدامى حول النتائج التي توصل إليها.
ولاشك أن النقد البناء الذي يهدف إلى إيضاح الحقائق وتقويم الأخطاء وفتح المجال للنقاش في الأمور التي تختلف فيها الآراء , وتكثر فيها الأقوال, وتتعدد فيها الاجتهادات لا ينقص من قيمة البحث شيئاً وإنما يزيده رسوخاً ومصداقية . قلت هذا لأنني اختلف مع باحثنا الكريم في نقطة هامة من أهم النقاط التي توصل إليها البحث وهي تحديد موقع الجهوة وحكمه عليها بأنها كانت ولاية تضم عدداً من المدن والأحياء في شكل مستطيل ضلعه الشرقي مع حدود بيشة وضلعه الغربي إلى حلباء وأصدار النماص ويصل الضلع الشمالي إلى شمال وادي عوص , وأن مركز ولاية الجهوة يقع في المنطقة المعروفة بالغلة إلى الشمال الشرقي من مركز السرح في بادية بني عمرو , وقد تتبعت جميع النقوش التي صورها وفسرها مشكوراً ولم أجد فيها دليلاً صريحاً يؤيد ما ذهب إليه بل إن تحديد الجهوة في هذا الموقع والحكم عليها بأنها كانت ولاية كبيرة بالحدود التي ذكرها يخالف ما ذهب إليه المتقدمون والمتأخرون ممن كتبوا عن الجهوة من أبناء المنطقة ومن خارجها , كما يخالف الأوصاف التي أوردها مؤرخ الجزيرة العربية الحسن بن أحمد الهمداني المتوفى سنة 334هـ حيث قال بعد ذكر نحيان والأشجان الحرا: ووراء ذلك الجهوة , وقد جانب المؤلف الصواب حينما اعتبر الوراء هنا بمعنى الخلف وهو يقصد القبل , لأن الجهوة على هذا المعنى يقتضي أن تكون قبل نحيان والأشجان الحرا وهذا غير صحيح فإن الهمداني ــ رحمه الله ــ يقصد بالوراء الخلف أي بعدها من جهة الشام للقادم من اليمن . قال الفرَّاءُ: لا يجوزُ أَن يقال لرجل ورَاءَكَ: هو بين يَدَيْكَ، ولا لرجل بينَ يدَيْكَ: هو وَراءَكَ. أما قوله تعالى: وكان وَراءَهُم مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينةٍ غَصْباً. فقد قال ابن عبَّاس، رضي اللّه عنهما :كان أَمامهم. قلت: ومازال أبناء المنطقة يستخدمون وراء بمعنى بعد إلى اليوم فإننا نقول النماص وراء تنومة وحلباء وراء النماص والسيارة وراء الجبل ونحوها من هذه الأساليب. وقال الهمداني في موضع آخر: وتنومة والأشجان ونحيان ثم الجهوة قرى لبني ربيعة من أقصى الحجر ويقول أيضاً: ووراء الجهوة زنامة العرق وهي لجابر بن الضحاك قرية فيها زروع ثم بعدها أيد وهو ما يسمى اليوم بصدر أيد ... ثم الباحة والخضراء قريتان لمالك بن شهر فكيف تكون الجهوة بعد هذه القرى وقد ذكرها الهمداني كما تلاحظون قبلها؟ وكيف أسلم أن الجهوة تقع شمال شرق السرح لمجرد أن أحد الهواة قد نحت اسم والي الجهوة وما حولها(مدينة النماص اليوم وما حولها) في أحد الصخور التي يمر بها التجار والمسافرون من النماص إلى بيشة؟! ومما يدل على أن قاعدة الجهوة هي القرية الموجودة اليوم جنوب شرق النماص استمرار اسمها إلى اليوم فمن غير المعقول أن تحفظ أسماء قرى صغيرة بالنسبة للجهوة مثل: نحيان والأشجان والحرا وينطمس اسمها وهي أكبر مدينة في السراة!
أما الباحثون المتأخرون فقد حصل بينهم ما يشبه الإجماع وخاصة أبناء المنطقة ـــ وأهل مكة أدرى بشعابها ــ على أن الجهوة هي قرية الجهوة في بلاد بني بكر, وأن ولايتها هي النماص اليوم وما جاورها من قرى ومنهم الأستاذ عبدالله بن حميد والشيخ هاشم النعمي والدكتور غيثان بن جريس والأستاذ علي بن شايخ البكري ومما يؤيد ذلك إضافة لما سبق ما يلي:
1ــ ذكر أبو الحياش الحجري في استسقائيته الشهيرة أن الجهوة قرية زرع وضرع أي حليب : وقرى الحجر جهوة الزرع والضرع ,واعترف الباحث العواجي في كتابه ص 102 أن الجهوة التي حددها تقع في منطقة مراع ويقول ص17 عن الموقع الذي حدده: فهي عبارة عن أرض مستوية خالية من الأشجارعدا بعض الشجيرات الصغيرة , وهذا مخالف لوصف الشاعر أبي الحياش الحجري الذي يطابق جهوة النماص حيث تكثر فيها المزارع وتربية الماشية وخاصة قبل أن تقضي المدنية الحديثة على جزء كبير من ملامحها.
2- الصور التي عرضها الباحث للجهوة التي حددها شمال شرق السرح عبارة عن صور لمنطقة صحراوية بدوية لا أثر للقلاع والحصون فيها , ولا يمكن أن يتصور عاقل أن أكبر مدينة في السراة قد ضاعت معالمها بهذه الصورة بينما جهوة بني بكر لا تزال قلاعها وحصونها وآثار سورها ماثلة للعيان إلى يومنا هذا.
3- إن وجود النقوش والكتابات في بلدة الغلة التي توصل الباحث إلى أنها مركز الجهوة لا يدل بالضرورة على أنها هي الجهوة لصعوبة النقش على الصخور النارية في النماص وما حولها , ولتعرضها لعوامل مناخية شديدة التأثير, ولعدم مناسبتها للنقش كما في صخور الغلة التي تتميز بوجود خلفية سوداء طبقية تنكشف بعدها خلفية بيضاء تبرز النحت وتجعله خالداً على مر الأزمان , كما أن هذه الصخور كانت في طريق التجار والمسافرين من الجهوة إلى بيشة ومن الشام إلى اليمن , ولا يوجد دليل على أن الشخصيات التي ذكرها الدكتور العواجي هي التي كتبت هذه النقوش كلها فقد يكون من كتبها من طلابهم ومريديهم وأتباعهم من طلاب العلم من الجهوة وغيرها من مدن الجزيرة العربية وقراها ممن يمر على هذه الأماكن.
4- ذكر الهمداني أن حكام نحيان والأشجان الحرا في تلك الفترة هم علي بن الحصين العبدي وابن عمه الحصين بن دحيم ومازالت هذه القبائل معروفة إلى يومنا هذا (دحيم وبالحصين) وهذا يخالف ما ذهب إليه الباحث من امتداد ولاية الجهوة جنوباً إلى تنومة , ولم ينص الهمداني على ولاية جابر بن الضحاك الربعي إلا على الجهوة وزنامة العرق والخضراء وهذا يدل على امتداد ولاية جابر إلى حدود حلباء شمالاً وربما كان هذا هو السبب في نحت اسمه واسم أبيه قريباً منها وأخيراً فإنني ـــ والله الشاهد ــ لا أقصد من ردي هذا نسف جهد الباحث , ولا التقليل من شأنه , ولا الظهور بمظهر الباحث المتكئ على أريكته , وإنما أدعوه وغيره من الباحثين لمراجعة هذا العمل الجميل وتقويمه , والاستمرار في تثقيفه وتجويده حتى يصل إلى المستوى المتفق مع الواقع من جهة , والمرضي لأبناء المنطقة ومؤرخيها من جهة أخرى فقد وجدت الكثير ممن قرؤوا هذا البحث من أبناء المنطقة يثمنون هذا الجهد , ويقدرون هذا العمل , ولكنهم لا يتفقون مع الباحث في كل ما توصل إليه.
الأولى: أن الباحث جاء إلى منطقة بعيدة عن مسقط رأسه (جازان) ليسبق إلى ما لم يسبق إليه أحد من أبناء المنطقة وهو كشف اللثام عن مجموعة كبيرة من الآثار والنقوش التي خطتها أنامل أجدادهم ومن مروا على قراهم من التجار والرحالة والعلماء.
الثاني: قيمة البحث في كونه بحثاً ميدانياً حيث تزخر المكتبات السعودية حالياً بعدد لا بأس به من الكتب والأبحاث التي تناولت تاريخ المنطقة من الناحية النظرية وتفتقر إلى مثل هذا البحث الذي تناول التاريخ الثقافي للمنطقة من الناحية الميدانية التطبيقية مع المقارنة إذا اقتضت الضرورة بين نتائج البحث وما كتبه المعاصرون والقدامى حول النتائج التي توصل إليها.
ولاشك أن النقد البناء الذي يهدف إلى إيضاح الحقائق وتقويم الأخطاء وفتح المجال للنقاش في الأمور التي تختلف فيها الآراء , وتكثر فيها الأقوال, وتتعدد فيها الاجتهادات لا ينقص من قيمة البحث شيئاً وإنما يزيده رسوخاً ومصداقية . قلت هذا لأنني اختلف مع باحثنا الكريم في نقطة هامة من أهم النقاط التي توصل إليها البحث وهي تحديد موقع الجهوة وحكمه عليها بأنها كانت ولاية تضم عدداً من المدن والأحياء في شكل مستطيل ضلعه الشرقي مع حدود بيشة وضلعه الغربي إلى حلباء وأصدار النماص ويصل الضلع الشمالي إلى شمال وادي عوص , وأن مركز ولاية الجهوة يقع في المنطقة المعروفة بالغلة إلى الشمال الشرقي من مركز السرح في بادية بني عمرو , وقد تتبعت جميع النقوش التي صورها وفسرها مشكوراً ولم أجد فيها دليلاً صريحاً يؤيد ما ذهب إليه بل إن تحديد الجهوة في هذا الموقع والحكم عليها بأنها كانت ولاية كبيرة بالحدود التي ذكرها يخالف ما ذهب إليه المتقدمون والمتأخرون ممن كتبوا عن الجهوة من أبناء المنطقة ومن خارجها , كما يخالف الأوصاف التي أوردها مؤرخ الجزيرة العربية الحسن بن أحمد الهمداني المتوفى سنة 334هـ حيث قال بعد ذكر نحيان والأشجان الحرا: ووراء ذلك الجهوة , وقد جانب المؤلف الصواب حينما اعتبر الوراء هنا بمعنى الخلف وهو يقصد القبل , لأن الجهوة على هذا المعنى يقتضي أن تكون قبل نحيان والأشجان الحرا وهذا غير صحيح فإن الهمداني ــ رحمه الله ــ يقصد بالوراء الخلف أي بعدها من جهة الشام للقادم من اليمن . قال الفرَّاءُ: لا يجوزُ أَن يقال لرجل ورَاءَكَ: هو بين يَدَيْكَ، ولا لرجل بينَ يدَيْكَ: هو وَراءَكَ. أما قوله تعالى: وكان وَراءَهُم مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينةٍ غَصْباً. فقد قال ابن عبَّاس، رضي اللّه عنهما :كان أَمامهم. قلت: ومازال أبناء المنطقة يستخدمون وراء بمعنى بعد إلى اليوم فإننا نقول النماص وراء تنومة وحلباء وراء النماص والسيارة وراء الجبل ونحوها من هذه الأساليب. وقال الهمداني في موضع آخر: وتنومة والأشجان ونحيان ثم الجهوة قرى لبني ربيعة من أقصى الحجر ويقول أيضاً: ووراء الجهوة زنامة العرق وهي لجابر بن الضحاك قرية فيها زروع ثم بعدها أيد وهو ما يسمى اليوم بصدر أيد ... ثم الباحة والخضراء قريتان لمالك بن شهر فكيف تكون الجهوة بعد هذه القرى وقد ذكرها الهمداني كما تلاحظون قبلها؟ وكيف أسلم أن الجهوة تقع شمال شرق السرح لمجرد أن أحد الهواة قد نحت اسم والي الجهوة وما حولها(مدينة النماص اليوم وما حولها) في أحد الصخور التي يمر بها التجار والمسافرون من النماص إلى بيشة؟! ومما يدل على أن قاعدة الجهوة هي القرية الموجودة اليوم جنوب شرق النماص استمرار اسمها إلى اليوم فمن غير المعقول أن تحفظ أسماء قرى صغيرة بالنسبة للجهوة مثل: نحيان والأشجان والحرا وينطمس اسمها وهي أكبر مدينة في السراة!
أما الباحثون المتأخرون فقد حصل بينهم ما يشبه الإجماع وخاصة أبناء المنطقة ـــ وأهل مكة أدرى بشعابها ــ على أن الجهوة هي قرية الجهوة في بلاد بني بكر, وأن ولايتها هي النماص اليوم وما جاورها من قرى ومنهم الأستاذ عبدالله بن حميد والشيخ هاشم النعمي والدكتور غيثان بن جريس والأستاذ علي بن شايخ البكري ومما يؤيد ذلك إضافة لما سبق ما يلي:
1ــ ذكر أبو الحياش الحجري في استسقائيته الشهيرة أن الجهوة قرية زرع وضرع أي حليب : وقرى الحجر جهوة الزرع والضرع ,واعترف الباحث العواجي في كتابه ص 102 أن الجهوة التي حددها تقع في منطقة مراع ويقول ص17 عن الموقع الذي حدده: فهي عبارة عن أرض مستوية خالية من الأشجارعدا بعض الشجيرات الصغيرة , وهذا مخالف لوصف الشاعر أبي الحياش الحجري الذي يطابق جهوة النماص حيث تكثر فيها المزارع وتربية الماشية وخاصة قبل أن تقضي المدنية الحديثة على جزء كبير من ملامحها.
2- الصور التي عرضها الباحث للجهوة التي حددها شمال شرق السرح عبارة عن صور لمنطقة صحراوية بدوية لا أثر للقلاع والحصون فيها , ولا يمكن أن يتصور عاقل أن أكبر مدينة في السراة قد ضاعت معالمها بهذه الصورة بينما جهوة بني بكر لا تزال قلاعها وحصونها وآثار سورها ماثلة للعيان إلى يومنا هذا.
3- إن وجود النقوش والكتابات في بلدة الغلة التي توصل الباحث إلى أنها مركز الجهوة لا يدل بالضرورة على أنها هي الجهوة لصعوبة النقش على الصخور النارية في النماص وما حولها , ولتعرضها لعوامل مناخية شديدة التأثير, ولعدم مناسبتها للنقش كما في صخور الغلة التي تتميز بوجود خلفية سوداء طبقية تنكشف بعدها خلفية بيضاء تبرز النحت وتجعله خالداً على مر الأزمان , كما أن هذه الصخور كانت في طريق التجار والمسافرين من الجهوة إلى بيشة ومن الشام إلى اليمن , ولا يوجد دليل على أن الشخصيات التي ذكرها الدكتور العواجي هي التي كتبت هذه النقوش كلها فقد يكون من كتبها من طلابهم ومريديهم وأتباعهم من طلاب العلم من الجهوة وغيرها من مدن الجزيرة العربية وقراها ممن يمر على هذه الأماكن.
4- ذكر الهمداني أن حكام نحيان والأشجان الحرا في تلك الفترة هم علي بن الحصين العبدي وابن عمه الحصين بن دحيم ومازالت هذه القبائل معروفة إلى يومنا هذا (دحيم وبالحصين) وهذا يخالف ما ذهب إليه الباحث من امتداد ولاية الجهوة جنوباً إلى تنومة , ولم ينص الهمداني على ولاية جابر بن الضحاك الربعي إلا على الجهوة وزنامة العرق والخضراء وهذا يدل على امتداد ولاية جابر إلى حدود حلباء شمالاً وربما كان هذا هو السبب في نحت اسمه واسم أبيه قريباً منها وأخيراً فإنني ـــ والله الشاهد ــ لا أقصد من ردي هذا نسف جهد الباحث , ولا التقليل من شأنه , ولا الظهور بمظهر الباحث المتكئ على أريكته , وإنما أدعوه وغيره من الباحثين لمراجعة هذا العمل الجميل وتقويمه , والاستمرار في تثقيفه وتجويده حتى يصل إلى المستوى المتفق مع الواقع من جهة , والمرضي لأبناء المنطقة ومؤرخيها من جهة أخرى فقد وجدت الكثير ممن قرؤوا هذا البحث من أبناء المنطقة يثمنون هذا الجهد , ويقدرون هذا العمل , ولكنهم لا يتفقون مع الباحث في كل ما توصل إليه.
تنومة ــ مكتب التربية والتعليم