عرضة رجال الحجر والامراض الخطيرة

(عرضة رجال الحجر والامراض الخطيرة)

عرضة رجال الحجر هي اللون التراثي الشعبي الفلكلوري المميز في منطقة الجنوب كونها في الاساس حربية تبدأ بـ(المدقال) وهو استعراض منظم بحركات محسوبة وتمرس في استعمال (المقاميع والفتايل) من البنادق التراثية القديمة اضافة الى المتمرسين في غزل البنادق او الزقاف او اللمّا .. او قذف البنادق في الهواء واستقبالها بتدريب شاق ومراس صعب لايؤدى ذلك الا بعد ان تسبقه فترات تدريب شاقة ثم تأتي العرضة بعد نهاية المدقال بصفوف منتظمة الصف الاول لكبار السن والمشايخ والاعيان ثم تأتي بقية الصفوف وتتكون من اثنين الى ثلاثة الى اربعة لا اكثر حسب اعداد العراضة .. بتناغم وتناسق وايقاع واحد دون اختلاف مع وجود اثنين مزيّفة متمرسين خفاف نشاط مع مصاحبة الزير والزلفة واللبس الموحد .. والترديد مع الشاعر والتجاوب معه ومعرفة تشكيل الاصوات وكيفية الشيلة .. هذا كله فيما مضى اما الان ايها السادة فقد اختلف الحال وشاعت امراض خطيرة تنخر في جسم عرضة رجال الحجر وهي كثيرة جداً ولكن سأحاول الاختصار بقدر الامكان فيما يلي :
1- الصف الأول ينحشر فيه من الـ20 الى 50 ولا ادري لماذا الاصرار على الصف الأول من اناس ليس ذلك بمكانهم ومن يتوجه الى الصف الاول يعتقد بأنه سيصبح وزير مفوض او شيخ مطلق الشياخة .. ومن يأخذ مكان غيره من كبار السن او مشايخ القبائل فهو دليل عقدة النقص لديه.
2- الاشخاص الذين يشاركون في المدقال وهم يرتدون البشوت وهذا لعمري نقيصه وليس رجاله فلكل مقام مقال ولم نعهد ذلك في ابائنا الاولين.
3- المخيلة .. الذين لايشاركون ويتكدسون داخل العرضة ومهما تطلب منهم الابتعاد يزدادون جلوساً.
4- المخيلة .. الذين يحثون الشاعر او يشجعونه على الكلام الغير لائق والخروج عن النص.
5- كثرة المزيفين داخل العرضة مما يشوه جمال العرضة وانتظام صفوفها وياكثرهم هذه الايام وهي ظاهرة غير حميدة.
6- الشعراء الذين يأتون بقصائد مسيرات طويلة تأخذ نصف الوقت ثم يكررونها اكثر من مرة وهذا غير لائق.
7- الشاعر الذي يطلب من زميلة إعادة القصيدة لكي يرد عليها ساعة .. هل هذا معقول؟ لا داعي للرد اتركها لمن قالها ان لم تكن جاهز.
8- كثير من الشعراء الحاليين يهتمون بالشقر على حساب المعنى ولذلك نسمع معاني ركيكة دائماً.
9- ادخال الموالات والاصوات الغريبة والالحان المستوردة على عرضة رجال الحجر مما افقدها هويتها وهذا مرض خطير.
10- العراضة لايردون مع الشاعر حينما ينتهي من قصيدته الا بعد ان يشحثهم يعني سميعة فقط.

هذه ياسادة بأختصار بعض الامراض التي تعبث في جسد العرضة, التراث الاصيل لقبائل رجال الحجر ولا اعلم لماذا الاصرار عليها وعدم تعاون الجمهور ومشايخ القبائل والغيورين على موروثاتنا وفنوننا الشعبية على الانتباه لهذه الامور ومحاولة اصلاح هذا الخلل وتوعية الشباب بأصول ومتطلبات العرضة وفنونها حتى نعود بها الى الطريق السليم الذي كانت تؤدى عليه.
اني اوجة النداء لكم من هذا المنبر انتم شيبان وشباب منطقة رجال الحجر بأن تلتفتوا لهذا الامر حتى لا نصبح بدون هوية تراثية وتنقلب العرضة الى كورة قدم وسلامتكم.

العقيد م/ محمد بن فراج بن سامره