فوبيا التقنية
فوبيا التقنية
بقلم: سعد مغرم
يهيأ لك في عالم اليوم أنك تكون متأخراً عن الركب بمجرد اقتناء أي جهاز حديث , فعند تلك اللحظة تكتشف ان مطر التحديث والاجيال الجديدة لنفس المنتج قد انهمر وعنده تبدأ رحلة اللهاث خلف الجديد ويتبادر الى ذهنك السؤال الخادع ! ولماذا هذا السباق المحموم الذي لا ينتهي ؟هذا ليس سوى جانب صغير من سلبيات التقنية , لكنها على كل حال تعتبر ملازمة لها لا ينفصلان .
هذا الرهاب التقني يلقي بظلاله على المستخدمين وخاصة أصحاب القرار في توظيف التقنيات ضمن نطاق وأساليب العمل بمنظماتهم , فيؤدي الى دراسات مطولة اكثر مما يجب لدراسات الجدوى والضمانات وهنا يلعب عامل الزمن دورا سلبيا على توظيف التقنية نتيجة التأخير وتفويت الفرص المتاحة لإستغلالها بطريقة مثلى .كما قد تقوم تلك الجهات الموظفة للتقنية بحذر مبالغ فيه واستحياء شديد بأخذ جانب من التقنية دون البقية فتقوم عمليات التطوير و التحديث التقني على أساس هش وتنشأ نشأة عرجاء والمحصلة في النهاية ضحلة لا تلبي الطموحات .
الأخذ بالخيارات التقنية مطلب ملح على جميع الأصعدة والمفترض بها أن لا تنشأ بمبادرات فردية بل بعمل مؤسسي , كما يفترض أن تكون تحت الإشراف والدعم الفني لمتخصصين على طول الخط .
هذه التقنية نعمة ويجب أن تستغل مع توخي الحذر من بعض تبعاتها الخطيرة دون أن تكون تلك ذريعة للتخلي عن مزاياها الهائلة