×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

اليوم الوطني كما افهمه!

اليوم الوطني كما افهمه

عمر عبدالله ظافر

ونحن نعيش مناسبة اليوم الوطني فإننا نتذكر و بكل الشكر والامتنان ما قدمه الملك عبدالعزيز والمخلصون من اهل هذه البلاد (رحم الله الجميع ) من اجل توحيد الامة ولم شتاتها بعد ان كانت ممزقة مفككة البقاء فيها للأقوى والاظلم .
ان التعبير عن الفرحة بهذا الحدث امر تشترك فيه كل الامم وبطرائق شتى . ويهمنا في هذا المقام ان نشخص واقع الفرحة باليوم الوطني في مجتمعنا السعودي .
فالفرحة بهذا اليوم تظهر على مستويين : الرسمي والشبابي .
فعلى المستوى الرسمي نجد المؤسسات الحكومية والشوارع العامة وقد ازدانت بالأعلام والصور التي تحتفي برموز الامة وتعزز مفهوم اليوم الوطني بعبارات مقتبسة او مستوحاة من اقوال القادة وأفعالهم .
وعلى المستوى الشبابي نجد هذه الفرحة ماثلة في تظاهرات حاشدة يزين فيها الشباب سياراتهم وأزيائهم بأعلام الوطن وصور قادته ويجوبون الشوارع لساعات طويلة محدثين غالبا حالة من الفوضى والإرباك في الطرقات والأسواق .
السؤال : هل هذه هي الوطنية الحقيقية وهل يتم تجسديها بهذه الصورة ؟
ان المتتبع بدقة لما يحدث بدقة يجد ان الامر لا يمثل ما يفترض ان يجري على ارض الواقع . فالوطن ليس مجرد اعلام وصور ورقصات شعبية خالية من المضامين الروحية السامية لمفهوم الوطنية .
فالوطن دين وقيم وأخلاق وحين يخلو مفهوم الوطن والوطنية من احد هذه الاركان فاننا لا نمثل الوطن ولا نحبه بالشكل الصحيح .
فحب الوطن من الايمان وهذا امر يجب ان يكون حاضرا في قلب كل واحد منا والدفاع عنه من الواجبات الشرعية . ويندرج تحت هذا المفهوم حماية الممتلكات العامة والخاصة والعمل على صيانتها وإطالة امدها والتعامل مع كل مرافق الوطن كما يتم التعامل مع مقتنيات المرء الشخصية .
وهو كذلك رمز للقيم والأخلاق السامية والمعاني النبيلة التي لا يجب خرقها ولا التعدي عليها تحت أي مبرر مثل ما حدث من بعض الشباب المستهتر هداهم الله من انتهاك للممتلكات الخاصة وإيذاء لعابري الطرق وتعطيل لمصالحهم فكم من مضطر تعثر بسبب اقفال الطرق من قبل هؤلاء الشباب .
ان حب الوطن يستوجب اساسا غرس مفهوم المنافسة الوطنية بمعنى ا ن يتنافس الجميع من اجل النهوض بالوطن ورفع رايته في المحافل الدولية على نحو ابداعي مؤزرا بالمنجزات العلمية والقدوات الصالحة التي هي بالفعل ما يريده كل وطني غيور . وهي ما يعكس قوة الوطن وقيمته على المستوى الاقليمي والعالمي وليست مجرد الاعلام والصور والرقصات الشعبية التي قد تضر اكثر مما تنفع .
تنومة
 0  0  7169